صعود التضخم يخلط أوراق بنك إسرائيل: قرار الفائدة يزيد صعوبة

16 سبتمبر 2024
داخل بورصة تل أبيب، 8 أغسطس 2011 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **ارتفاع التضخم في إسرائيل وتأثيره على السياسات النقدية**: قفز مؤشر التضخم لشهر أغسطس بنسبة 0.9% شهريًا و3.6% سنويًا، متجاوزًا توقعات بنك إسرائيل بين 1% و3%. هذا يقلل من احتمالية تخفيض سعر الفائدة في الاجتماع المقبل.

- **تأثير التضخم على الأسواق المالية وسعر الصرف**: انخفض مؤشر تل أبيب 35 بنسبة 1% وتل أبيب 90 بنسبة 2%. ارتفع الدولار بنسبة 1% مقابل الشيكل ليصل إلى 3.74 شيكلات.

- **تغيرات في أسعار السلع والخدمات وتأثيرها على الاقتصاد**: ارتفعت أسعار الخضراوات الطازجة، النقل، الإسكان، والتعليم، بينما انخفضت أسعار الملابس والأحذية. ارتفعت أسعار المساكن بنسبة 0.9% بين مايو ويوليو 2024.

قفز مؤشر التضخم إلى ما يفوق توقعات بنك إسرائيل بنسبة عالية. فقد ارتفع مؤشر الأسعار لشهر أغسطس/ آب بنسبة 0.9% على أساس شهري، و3.6% على أساس سنوي، في حين أن هدف بنك إسرائيل للتضخم هذا العام الذي ينتهي بعد ثلاثة أشهر لا يتخطى 1 إلى 3%.

وبالتالي، تتضاءل فرصة بنك إسرائيل في االتخفيض الوشيك لسعر الفائدة، بينما من المتوقع في الولايات المتحدة، الأربعاء المقبل، خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2020 مع تراجع التضخم هناك، وفي أوروبا خفضوا الفائدة بالفعل للمرة الثانية في القرارين الأخيرين.

وكانت توقعات المحللين لارتفاع التضخم في إسرائيل تراوح بين 0.5% و0.6%. وفي الاثني عشر شهرًا حتى نهاية أغسطس 2024، ارتفع معدل التضخم إلى 3.6% من 3.2% في نهاية يوليو/ تموز، وفقًا للأرقام التي أصدرها المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي الأحد.

وعلى الأثر، انعكس التضخم في اتجاه سلبي في سوق الأسهم، ويتحرك مؤشر تل أبيب 35 إلى انخفاض بنسبة 1% اليوم الاثنين. كما انخفض مؤشر تل أبيب 90 بنسبة 2%. ومن أبرز ما شهده هذا الانخفاض هو مؤشرات العقارات التي انخفضت بنسبة تزيد عن 2.5%.

بالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس الاتجاه العالمي الذي يضعف فيه الدولار مقابل العملات الأجنبية وخاصة مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، ارتفع الدولار بنحو 1% مقابل الشيكل ويتداول عند 3.74 شيكلات، و4.16% لليورو.

وشملت الزيادات البارزة في الأسعار في أغسطس الخضراوات الطازجة التي ارتفعت بنسبة 13.2%، والنقل بنسبة 2.8%، وتكاليف الإسكان بنسبة 0.6%، والتعليم والثقافة والترفيه بنسبة 0.5% لكل منها، وصيانة المسكن بنسبة 0.4%، والمواد الغذائية بنسبة 0.3%.

وشملت الانخفاضات البارزة في الأسعار في أغسطس الملابس والأحذية التي انخفضت بنسبة 1.1%، والاتصالات بنسبة 0.8%، والأثاث والمعدات المنزلية بنسبة 0.4%.

كما نشر المكتب المركزي للإحصاء التغير في أسعار المساكن (التي لا تشكل جزءًا من مؤشر أسعار المستهلك العام) بين شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران 2024 ويونيو ويوليو 2024. وفي المتوسط، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.9%. وكان هذا هو الشهر الثامن على التوالي الذي ترتفع فيه الأسعار، بعد أشهر عديدة من الانخفاضات قبل ذلك.

في المقارنة بين شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2024 ويونيو/حزيران ويوليو/تموز 2023، ارتفع مؤشر أسعار المساكن بنسبة 5.8%.

تصعيب مهمة بنك إسرائيل

وقال رونان مناحيم، كبير اقتصاديي الأسواق في بنك مزراحي تفاهوت: "المؤشر المرتفع بشكل مدهش يستبعد في الواقع احتمال قيام بنك إسرائيل بتخفيض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وكان مؤشر أسعار المستهلك ضعفي الارتفاع الذي توقعته السوق، لذلك من المتوقع في ظاهر الأمر رد فعل قوي إلى حد ما من السوق، مع التركيز على سوق السندات (باستثناء السندات قصيرة الأجل المرتبطة بالمؤشر)".

وأضاف في حديث مع "كالكاليست" الإسرائيلي أن "المؤشر مثير للقلق، من بين أمور أخرى، لأن قسم الإسكان فيه يرتفع بسرعة وباستمرار، وإذا حكمنا من خلال الزيادة في أسعار الشقق، فإن هذه الزيادة السريعة قد تستمر في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، ، يجب أن نتذكر أنه هذا العام كانت هناك أيضاً مؤشرات مفاجئة في الانخفاض".

وتابع: "السؤال الأكثر إثارة للاهتمام هو كيف سيكون رد فعل بنك إسرائيل على حقيقة أن معدل التضخم السنوي قد ارتفع بالفعل إلى 3.6%، وهو بالفعل أعلى من الحد الأعلى للمستهدف. تقارب مستويات التضخم مع هدفها في الدول الأخرى يعطي المنافسين في الأسواق الأجنبية ميزة على السوق المحلية".

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، سيزورنا قريبا وفد من وكالة موديز، والخوف من أن يؤدي ذلك إلى خفض تصنيف ديون إسرائيل مرة أخرى. كل ذلك، مع استمرار التفاعل القوي مع أي تطور على الساحة الأمنية والسياسية. على أي حال، فإن مزيجًا من التصعيد الأمني، وغياب الوضوح المالي، والتضخم الذي ارتفع مرة أخرى وتجاوز الهدف وسوق الصرف الأجنبي المتقلب، لن يسمح بخفض سعر الفائدة وبالقدر الذي ينوي بنك إسرائيل القيام به. لذلك، ستكون المهمة الآن أكثر تعقيدا".

المساهمون