شركة داعمة لإسرائيل تتكبّد أكبر خسارة بتاريخ أميركا: 279 مليار دولار

04 سبتمبر 2024
مركز إنفيديا في كاليفورنيا، 22 شباط 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **أكبر خسارة في تاريخ الولايات المتحدة لشركة إنفيديا**: شُطبت 279 مليار دولار من قيمة إنفيديا بعد تحقيق أميركي حول ممارسات احتكارية، مما أدى إلى انخفاض أسهمها بنحو 10%.

- **تحقيقات وزارة العدل الأميركية وتأثيرها على إنفيديا**: أرسلت وزارة العدل مذكرات استدعاء لإنفيديا بسبب انتهاكات قوانين مكافحة الاحتكار، مما أثر على أسهم الشركة رغم ارتفاع أرباحها بفضل معالجات الذكاء الاصطناعي.

- **علاقة إنفيديا العميقة بإسرائيل**: تستثمر إنفيديا بكثافة في إسرائيل، حيث أنشأت مركزاً للبحث والتطوير واستحوذت على شركات إسرائيلية، ويعمل لديها 3300 موظف في إسرائيل.

سجّلت شركة إنفيديا Nvidia الأميركية الداعمة لإسرائيل الليلة الماضية أكبر خسارة لشركة في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية من حيث القيمة، مع شطب 279 مليار دولار من قيمتها. إذ أدّى تحقيق أميركي يتعلق بمخالفات محتملة قامت بها الشركة وقادت إلى ممارسات احتكارية، إلى انخفاض أسهم الشركة حتى بعد ساعات التداول الثلاثاء، مما أدى إلى تفاقم هبوط أسهمها بنحو 10%، وهو ما يمثل "أكبر انخفاض في يوم واحد في التاريخ لشركة أميركية"، وفق تعبير صحيفة ذا غارديان البريطانية.

والرقم القياسي السابق سجلته شركة ميتا Meta التي خسرت 232 مليار دولار في يوم تداول واحد في فبراير/ شباط 2022. وخسر الرئيس التنفيذي للشركة عشرة مليارات دولار من ثروته، وهو أكبر انخفاض يومي لثروة جنسن هوانغ، الذي يحتل المركز 18 في قائمة أغنى أغنياء العالم. ووفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، تقلّصت ثروة هوانغ الشخصية إلى 94.9 مليار دولار، وهو أكبر انخفاض في القيمة، منذ أن بدأ بلومبيرغ في تتبع الثروات في عام 2016.

وجعل نجاح رقائق إنفيديا في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب صعوبة تقديم المنافسين شرائح بديلة، الشركة جزءاً أساسياً من سلسلة التوريد لبعض أكبر الشركات في العالم. ومع ذلك، تضاءلت الهالة المحيطة بشركة Nvidia مؤخراً، بحسب صحيفة غلوبس الإسرائيلية، ويرجع ذلك جزئياً إلى التقرير الذي أفاد بأن وزارة العدل الأميركية تعتزم فتح تحقيق ضدها.

شبهات احتيال تهبط بأسهم إنفيديا

وهبطت أسهم إنفيديا الثلاثاء، بعدما أرسلت وزارة العدل الأميركية مذكرات استدعاء إلى شركة إنفيديا، في إطار سعيها للحصول على أدلة على أن شركة صناعة الرقائق انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار، وهو ما يمثل تصعيداً في تحقيقاتها في المزود المهيمن لمعالجات الذكاء الاصطناعي. وبحسب أشخاص مطلعين على التحقيق تحدثوا لـ"بلومبيرغ"، فإنّ وزارة العدل، التي كانت ترسل استبيانات للشركات في السابق، ترسل الآن طلبات ملزمة قانوناً تلزم المتلقين بتقديم المعلومات. وهذا يجعل الحكومة أقرب خطوة إلى إطلاق شكوى رسمية.

وتحقّق وزارة العدل الأميركية في أن الشركة العملاقة للرقائق تحتال على العملاء، والشك الرئيسي هو أن Nvidia تجعل من الصعب على العملاء التحول إلى البائعين الآخرين، وسط معاقبة المشترين الذين لا يستخدمون شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها حصرياً. وذكرت صحيفة بوليتيكو، يوم الخميس الماضي، أنّ الشركة استحوذت على شركة Run:ai الإسرائيلية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما رُبط بممارسات احتكارية للسيطرة على المنتجات، واستحوذت شركة إنفيديا على الشركة الإسرائيلية في إبريل/ نيسان مقابل حوالي 700 مليون دولار، وفقاً لتقرير صادر عن موقع Tech Crunch. وكانت هيئات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة تُراقب عن كثب نشاط الاستحواذ على شركات التكنولوجيا الكبرى، بسبب المخاوف من أن تركيز التقنيات الجديدة في أيدي عدد قليل من الشركات قد يؤدي إلى خنق المنافسة.
وذكرت رويترز الشهر الماضي أن هيئة مكافحة الاحتكار الفرنسية تستعد لتوجيه اتهامات لشركة إنفيديا، بسبب ممارساتها المناهضة للمنافسة. وشهدت أرباح وإيرادات Nvidia ارتفاعاً كبيراً خلال العام الماضي، إذ أصبحت معالجاتها المعيار الذهبي في صناعة الرقائق، نظراً لقدرتها على تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك نماذج مثل ChatGPT.

وقد تعرّضت شركة إنفيديا لتدقيق تنظيمي منذ أن أصبحت الشركة المصنعة للرقائق الأكثر قيمة في العالم والمستفيد الرئيسي من طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي. لقد تضاعفت المبيعات أكثر من الضعف كل ربع سنة، وتفوقت على شركات رائدة في صناعة الرقائق مثل إنتل. ويتوقع المحللون أن تحقق إنفيديا إيرادات بقيمة 120.8 مليار دولار في عام 2024، ارتفاعاً من 16 مليار دولار في عام 2020، حيث سيأتي معظم هذا المال من وحدة مركز البيانات الخاصة بها. 

علاقة عميقة بين إنفيديا وإسرائيل

وفي مارس الماضي، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا أنّ شركته "ستواصل الاستثمار بكثافة في إسرائيل، كون المنطقة مهمة جداً" بالنسبة إليه. كما تبرعت الشركة وموظفوها بمبلغ 15 مليون دولار لمنظمات إسرائيلية غير ربحية تدعم مدنيين متضررين من الحرب في نهاية عام 2023، كذلك قالت إنفيديا إنها تبرعت بمئات أجهزة الكمبيوتر للعائلات الإسرائيلية التي أُجليت من الشمال والجنوب، وقدمت آلاف الوجبات الساخنة من مكتبها في يوكنعام.

وفي عام 2023، أعلنت إنفيديا عن استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار في إسرائيل، بهدف إنشاء مركز عالمي للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.

وإضافة إلى استحواذها على شركة Run:ai الإسرائيلية وكذلك شركة "ديكي إيه آي" (Deci AI) التكنوولجية في إبريل الماضي، كانت إنفيديا قد أعلنت في مارس 2019، الاندماج مع شركة Mellanox Technologies الإسرائيلية مقابل 6.9 مليارات دولار، بحسب موقع إسرائيل اليوم. وقال إيال والدمان، مؤسس شركة ميلانوكس حينها إن "دمج الشركتين يأتي كامتداد طبيعي لشراكتنا الطويلة الأمد وهو أمر مناسب للغاية نظراً لثقافتنا المشتركة القائمة على الأداء. سيعزز هذا المزيج من إنشاء تكنولوجيا قوية وفرص رائعة لشعبنا".

وفيما تبلغ قيمتها السوقية أكثر من تريليوني دولار، فإن "طريق الشركة إلى النجاح يمر عبر إسرائيل"، بحسب موقع غلوبس. وعملياً يقع ثاني أكبر مركز تطوير لشركة Nvidia خارج الولايات المتحدة في إسرائيل. تعمل الشركة في إسرائيل منذ عام 2016 ولديها 3300 موظف، يمثلون 13% من قوتها العاملة العالمية. وقد نمت القوة العاملة الإسرائيلية للشركة بنسبة 50% في السنوات الأربع الماضية.

وقرّرت الشركة الأميركية أن تجعل إسرائيل موطناً لجهاز الكمبيوتر العملاق إسرائيل-1، وهو ما تم وصفه بأقوى جهاز كمبيوتر خارق في العالم. وفي مايو/أيار الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا: "بفضل حاسوب إنفيديا الفائق إسرائيل-1 للذكاء الاصطناعي، ستتمكن مجموعة واسعة من الشركات المبتكرة في إسرائيل من إنشاء ذكاء اصطناعي قادر على تحويل الإنتاجية ونماذج الأعمال الخاصة بالمؤسسات في مختلف أنحاء العالم".

ويُعَد حاسوب إنفيديا الفائق إسرائيل-1 سادس أسرع حاسوب في العالم. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة المشروع ستبلغ مئات الملايين من الدولارات. لا يقتصر الأمر على ميلانوكس فقط، وفق "غلوبس"، فمعظم أنشطة البحث والتطوير لشركة إنفيديا في مجال الاتصالات المتسارعة تقع في إسرائيل، في مستوطنة يوكنعام وتل أبيب ومستوطنة رعنانا وبئر السبع ومستوطنة تل حاي، حيث تشكل سلسلة الرقائق والمفاتيح ومنصات البرامج والأجهزة نشاطًا ينمو ويتوسع.

وفي بداية عام 2022، جرى إنشاء مجموعة لتطوير معالجات إنفيديا المركزية للمجالات الساخنة مثل مراكز البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة والمركبات ذاتية القيادة والمزيد. ووفقاً للشركة، فإنّ كل هذا سيتطلب توظيف مئات المهندسين الآخرين في المستقبل القريب. وتشارك 1000 شركة إسرائيلية تعمل على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة في برنامج الشركات الناشئة التابع لشركة إنفيديا، بحسب "غلوبس".

المساهمون