ذكر تقرير متخصص أن شركات النفط الحكومية في العالم مهددة بخسارة 400 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة مع التحول نحو الطاقة البديلة وتراجع أسعار النفط عالمياً.
وقال التقرير الصادر عن معهد إدارة الموارد الطبيعية، وفق وكالة رويترز، أمس الثلاثاء، إن الخسائر المتوقعة للشركات تأتي بسبب الاستثمار باهظ التكلفة في المشروعات، والتي يتوقع أن تحقق تعادلاً بين الإيرادات والمصروفات فقط.
ووفق التقرير الذي جاء بعنوان (رهان خطر)، قدر المعهد استثمار شركات النفط الوطنية 1.9 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، فيما سيحقق نحو خُمس هذه الاستثمارات فقط تعادلاً بين الإيرادات والمصروفات إذا ظل سعر النفط منخفضاً. وخفضت شركات النفط الكبرى، مثل "بي.بي" و"توتال" و"رويال داتش شل"، تقديراتها لأسعار النفط على المدى الطويل بشكل تدريجي، وهي حاليا في نطاق من 50 دولاراً إلى 60 دولارا للبرميل.
لكن بعض المحللين يتوقعون مستويات أقل من ذلك اعتمادا على وتيرة تحول الطاقة. وذكر المعهد الذي يتخذ من نيويورك مقرا له، أن الأموال التي تستثمر في المزيد من المشروعات النفطية الزاخرة بالتحديات ربما من الأفضل إنفاقها على الرعاية الصحية والتعليم أو تنويع الاقتصاد لتقليص عدم المساواة.
وتقع الكثير من تلك الشركات الوطنية في بلدان يعيش فيها 280 مليون شخص تحت خط الفقر. ولفت التقرير إلى أن المنتجين في الشرق الأوسط، مثل السعودية، سيكونون أقل تأثراً لأن مستويات التعادل لديها أقل بكثير، في حين ستواجه دول أفريقيا وأميركا اللاتينية التي ترتفع فيها تكلفة إنتاج النفط مخاطر أكبر فيما تتعرض بيمكس المكسيكية وسوناجول الأنغولية بالفعل لضغوط بفعل الديون.
وفي مقابل توقعات باستمرار الضغوط على انخفاض أسعار النفط، زادت قيمة الخام إلى أعلى مستوياتها في 13 شهراً، أمس، إذ تلقت أسواق الطاقة الدعم من خفض منتجين كبار للإمدادات وتفاؤل حيال تعافي الطلب على الوقود.
وصعد خام برنت في العقود الآجلة تسليم إبريل/ نيسان إلى حوالي 61 دولاراً للبرميل، ووصل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مارس/ آذار إلى نحو 58.37 دولاراً للبرميل.
وتتوازن الأسواق العالمية بفضل خفض إضافي للإمدادات تقوم به السعودية أكبر مصدر في العالم للخام في فبراير/ شباط الجاري ومارس/ آذار المقبل، علاوة على تخفيضات يقوم بها منتجو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، كما يعلق المستثمرون آمالا أيضا على تعافي الطلب على النفط حين يسري أثر اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
(العربي الجديد، رويترز)