شركات الطيران الأميركية تتحالف مع المزارعين لاستخدام إيثانول الذرة وقوداً للطائرات

12 اغسطس 2023
شركات الطيران الأميركية تعول على الإيثانول لتخفيض أسعار الوقود (Getty)
+ الخط -

تنسق شركات الطيران في الولايات المتحدة مع المزارعين من أجل استخدام إيثانول الذرة وقوداً مستداماً للطيران، حيث تواجه صناعة الطيران ضغوطاً لتقليل الانبعاثات، ما دفعها للسعي إلى دمج الإيثانول في مزيج الوقود للطائرات.

وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن هذه المبادرة تواجه معارضة من قبل المجموعات البيئية التي تشكك في فوائد تحويل الذرة إلى وقود حيوي، وتفضل حلولاً أخرى لمشاكل التغير المناخي. ويرى البعض أن الضرائب الجديدة، التي من المتوقع أن تصدر خلال الأشهر القادمة، يمكن أن تؤثر في مستقبل استخدام إيثانول الذرة وقوداً مستداماً للطيران.

وتعهدت شركات الطيران بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، لكن هذا الهدف يعتمد على وقود طيران مستدام يشهد نقصاً في المعروض حالياً، وهو مصنوع بشكل أساسي من زيت الطهي أو الدهون الحيوانية. ولذلك، لجأت شركات الطيران ومصافي الوقود الحيواني لاستكشاف الإيثانول بديلاً له. وتركز حملات الضغط الخاصة بهذه الشركات على تأمين الإعفاءات الضريبية لوقود الطائرات الذي يقلل من الانبعاثات بنسبة 50% على الأقل مقارنة بالوقود التقليدي.

وتطالب شركات الطيران مثل "يونايتد"، و"ألاسكا إيرلاينز"، وكذلك المجموعات الزراعية، وأصحاب مصافي الوقود الحيوي، وشركات النفط، مسؤولي الضرائب الفيدراليين بتبني استخدام الإيثانول وقوداً مستداماً للطيران.

ويقدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي احتياج شركات الطيران العالمية بما يقارب 450 مليار لتر (119 مليار غالون) من الوقود المستدام سنوياً، بحلول منتصف القرن، لتحقيق أهدافها الكربونية، لكنها أنتجت 300 مليون لتر فحسب العام الماضي، وفقاً للصحيفة.

وجرى الترويج للإيثانول بديلاً أكثر نظافة من البنزين، لكن بعض علماء البيئة يدفعون بأن له انبعاثات إجمالية أعلى عند تقييمه باستخدام نموذج كورسيا. وكورسيا هو نموذج يحسب التغيرات البيئية من خلال احتساب التغير في البيئة، إذ يمكن أن يؤدي إنتاج الإيثانول إلى إزالة الغابات والتأثيرات البيئية الأخرى. ويخشى أنصار البيئة من تسبب الترويج للإيثانول في إحباط السعي لتطوير بدائل أقل كثافة للكربون.

وفي حالة تمديد الإعفاءات الضريبية للإيثانول، يمكن لشركات الطيران ومصافي التكرير الحصول على إمدادات أكبر، وأسعار أفضل لوقود الطائرات المستدام، وهو أمر مهم إذا أخذنا في الاعتبار أن وقود الطيران المستدام أغلى حالياً من وقود الطائرات التقليدي.

ومع ذلك، فإذا اختارت الحكومة الأميركية دعم تحليل الانبعاثات الذي يفضله علماء البيئة، فقد يتحول الاستخدام المحتمل للوقود الحيوي للطيران إلى الديزل.

وفي كل الأحوال، تقول "فاينانشال تايمز"، سيتوقف استخدام إيثانول الذرة وقوداً مستداماً للطيران في الولايات المتحدة على القواعد الضريبية التي يجري إقرارها مستقبلاً، وفض النزاع بين نماذج تحليل الانبعاثات المختلفة.

ويرى المسؤولون في صناعة الطيران، كما المزارعون ومصافي التكرير، الإيثانول حلاً محتملاً للحد من الانبعاثات، بينما يعرب خبراء البيئة عن مخاوفهم بشأن تأثيره الكلي وخطره كمثبط لتطوير بدائل أكثر تقدماً.

المساهمون