سرّحت شركات التكنولوجيا حول العالم، أكثر من 153 ألف موظف منذ بداية عام 2023، حيث يواجه القطاع التقني ضغوطًا متزايدة على جانبي التكاليف والإيرادات.
ووفقًا لبيانات موقع "Layoffs.fyi" الذي يتعقب عمليات تسريح الموظفين، ارتفعت حصيلة فصل العمال في شركات التكنولوجيا لعام 2023 بأكثر من ستة أضعاف منذ منتصف يناير.
وتشير البيانات إلى أن عام 2023 يتجه نحو تجاوز عام 2022 كأكثر الأعوام التي تشهد حالات تسريح للعمالة في قطاع التكنولوجيا.
وسرحت 528 شركة تكنولوجيا 153598 موظفًا منذ بداية العام، مقارنة بالعام الماضي عندما فصلت 1024 شركة 154336 موظفًا إجمالًا.
والأسبوع الماضي، أعلنت شركة "أمازون" أنها ستلغي 9 آلاف وظيفة أخرى، بالإضافة إلى 18 ألف وظيفة أعلنت إلغاءها في يناير/كانون الثاني.
وألغت "ميتا"، الشركة الأم المالكة لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قبل أسبوعين، 10 آلاف وظيفة. كما ألغت "أريكسون" الشهر الماضي 8500 وظيفة، وألغت "فيليبس" 6000 وظيفة، و"آي بي إم" 3900 وظيفة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، سرحت مايكروسوفت 10 آلاف موظف.
وأعلنت عدة شركات هذا العام أيضاً إلغاء عدد من الوظائف، تجاوز ألفاً في كل منها، وكان من بينها شركات "ياهو"، و"تويليو"، و"زووم"، و"باي بال"، بينما ألغت "ديل" أكثر من 6000 وظيفة، في شهر فبراير/شباط الماضي.
ومع الرفع المتوالي لمعدلات الفائدة على مدار العام الماضي، والفترة التي انقضت من العام الحالي، وتزايد احتمالات دخول الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود، اتجهت شركات التكنولوجيا في أميركا، وفي العديد من البلدان المختلفة، نحو تسريح العمالة كوسيلة لتحريك الشركات نحو كفاءة تشغيل أكبر.
وفي محاولاته كبح جماح أعلى تضخم تشهده البلاد في أكثر من أربعة عقود، رفع بنك الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة الفيدرالية في تسع اجتماعات متتالية، اعتباراً من مارس/آذار من العام الماضي، بإجمالي رفع 475 نقطة أساس. وكانت تلك أسرع وتيرة لرفع الفائدة، منذ الثمانينيات من القرن الماضي.
وتأتي تلك التسريحات في أعقاب إفراط في التوظيف في تلك الشركات، بالتزامن مع فترة الازدهار التكنولوجي الأخيرة، التي أعقبت ظهور وانتشار فيروس كوفيد-19، وصدور أوامر العمل من المنزل لمنع انتشاره، الأمر الذي تسبب في توسعات كبيرة لشركات التكنولوجيا وقتها.