سياحة مهرجانات الخريف... ألوان وأفراح لا تنتهي

20 سبتمبر 2023
من فعاليات مهرجان ألوها في تورونتو (Getty)
+ الخط -

مهرجانات ملوّنة

يُعد الخريف من الفصول الكئيبة إلى حد ما بما ينعكس بشكل لافت على القطاع السياحي، ولذا عادة ما نشهد انخفاضاً في عدد الرحلات السياحية خلاله، وهو ما دفع بالكثير من الدول إلى أن تسعى إلى إضفاء لمسات خاصة بإقامة مهرجانات ترفيهية وفنية.

خلال السنوات الماضية، باتت هذه الفعاليات تستقطب ملايين الزوار حول العالم، كما تحظى بتغطية إعلامية دولية. فعلى سبيل المثال، فإن مهرجان المناطيد الدولي الذي يقام في مدينة نيو مكسيكو الأميركية، من الثالث حتى الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، هو واحد من أهم الفعاليات الدولية التي تستقطب عشاق المغامرات والرياضيين حول العالم.

ويُعتبر المهرجان فرصة ليس فقط للصعود في المناطيد والتعرّف على المدينة من أعلى، بل أيضاً فرصة لإطلاق الملايين من البالونات الهوائية الساخنة التي ترتفع في الهواء، بالإضافة إلى كونه مشهداً حقيقياً يستحق المشاهدة، إذ يتضمن المهرجان عزف الموسيقى والألعاب النارية وقدراً كبيراً من المرح لجميع أفراد العائلة.

الصورة
1-GettyImages-1048355052
(Getty)

مهرجان لمّ الشمل

مهرجان منتصف الخريف، Zhongqiu Jie باللغة الصينية، والمعروف أيضاً باسم مهرجان القمر، هو أحد أكبر مناسبات العطلات في هذا البلد، ويعود تاريخه إلى مئات السنين، إذ كان القدماء يحتفلون بانتهاء التقويم الشمسي مع نهاية العام، ويوزعون الحلويات والطعام في الشوارع العامة والساحات، ويحرصون على تجمع أفراد العائلة في هذه الليلة، ولذا بات يعرف باسم مهرجان لم شمل العائلة.

واستخدم أباطرة الصين القدماء عادة عيد منتصف الخريف للصلاة من أجل الحصاد والطقس الجيد والسلام. ونظراً لأن الحصاد كان مرتبطاً بدورة القمر، فمن المفترض أن يُقام المهرجان عندما يكون القمر في ذروته.

ويختلف تاريخ هذا العيد، بحسب التقويم الصيني، إذ يصادف مهرجان منتصف الخريف يوم 29 سبتمبر/أيلول. كما يُعد المهرجان احتفالاً شائعاً في العديد من الدول الآسيوية الأخرى، مثل اليابان وكوريا وماليزيا وسنغافورة، لكن بأسماء مختلفة.

الصورة
1243162207
(Getty)

مهرجان لا ميرسي

يُحتفل بمهرجان "لا ميرسي" La Mercè في 24 سبتمبر/أيلول من كل عام في مدينة برشلونة الإسبانية، حيث تقوم السلطات بالتحضير له قبل أشهر من موعده، ولذا يستقطب آلاف الزوار الأوروبيين.

وقد نشأ المهرجان في العصور الوسطى، ويتميّز باستعراضاته في الشوارع والموسيقى الحية والألعاب النارية والأبراج البشرية، وهو تقليد كتالوني فريد من نوعه.

كما يُعد أيضاً مهرجاناً لفنون الشوارع، إذ أصبح بمثابة عرض للإبداعات الجديدة، ومكان التقاء العديد من الفنانين، سواء من المدينة أو من الخارج. وفي ساعات الليل، تتحوّل الشوارع إلى أشبه ما يكون بمسرح كبير يضم مئات الفرق الموسيقية حول العالم.

وتنتهي الفعالية كما هو الحال دائماً، بالألعاب النارية التقليدية وعرض الموسيقى، فيما أصبح انفجار الضوء والصوت من أكثر الأحداث المتوقعة والمشهودة لشعب برشلونة وزوارها.

الصورة
1243535297
(Getty)

رقصة تنين النار

تُعتبر رقصة التنين تاي هانغ فاير واحدة من أكثر التقاليد إثارة خلال مهرجان منتصف الخريف في هونغ كونغ، الذي يبدأ عادة من 28 سبتمبر/أيلول ويستمر حتى الثلاثين منه.

والمهرجان تراثي ثقافي فني يجمع أعضاء العائلة كلهم. وتعود انطلاقته إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، إذ نجح القرويون في تاي هانغ في طرد الطاعون والأرواح الشريرة من خلال استعراض القرية بتنين من القش مغطى بالبخور.

ولإحياء ذكرى النصر، كان القرويون يؤدون رقصة تنين النار في أزقة وشوارع تاي هانغ كل عام منذ ذلك الحين، علماً أن تنين تاي هانغ عبارة عن هيكل ضخم مغطى بآلاف من أعواد البخور المشتعلة على جسمه، وهو مصنوع من حبل القنب وقش اللؤلؤ.

أما اليوم، فقد أصبح هذا الحدث العام أحد أشهر الطقوس السنوية في هونغ كونغ ويتألق كشهادة على التقاليد الثقافية الغنية للمدينة.

أضف إلى ذلك، يحتفل السكان بعيد الفوانيس في هذه الفترة، إذ يعد هذا المهرجان أيضاً من أقدم التقاليد التي تقام في قارة آسيا، ويسعى الأطفال خلال هذا العيد، إلى شراء فوانيس مزركشة للاحتفال.

الصورة
1174354740
(Getty)

مهرجان ألوها

اللافت أنّ الخريف من أكثر الفصول استقطاباً للزوار في جزر هاواي، إذ تقيم السلطات مهرجاناً فنياً يُطلق عليه اسم "مهرجان ألوها" السنوي، وهو عبارة عن سلسلة من الاحتفالات المجانية والاحتفالات الثقافية في جميع أنحاء الولاية.

يستمر الاحتفال 3 أيام من 27 إلى 30 سبتمبر كل عام، ويكون اليوم الأخير عبارة عن حفل ضخم يُحييه الكثير من مشاهير العالم، حيث يمر موكب كبير من الزهور في هونولولو، وهو موكب ملون من راكبي الخيل وعوامات مغطاة بزهور هاواي والموسيقى التقليدية.

ومنذ انطلاقته في عام 1946، كان الهدف من هذا الحدث "تعزيز روح السعادة والفرح " لدى الزوار، كما يساعد أيضاً في تعريف السياح على العادات والتقاليد المتنوعة للشعوب الاصلية التي سكنت القارة الأميركية.

الصورة
1569310959
(Getty)
المساهمون