سياحة التعليم في تركيا... مناهج مرموقة دولياً بتكاليف بسيطة

قد تكون الدراسة في تركيا واحدة من أجمل المراحل التعليمية السياحية التي يمر بها الطالب في مسيرته، وهو ما يمكن استنتاجه من كم الطلاب الذين يتوافدون إلى الجامعات التركية سنوياً.

في الحقيقة تعد تركيا مكاناً مهماً لتلقي التعليم الجامعي، تقع أكبر مدنها من حيث عدد السكان، إسطنبول، في المرتبة 376 من حيث أغلى مدن العالم، وبالتالي فهي مناسبة جداً للعيش، أما بالنسبة للجامعات والخيارات المتاحة، فهي أيضاً كثيرة ومتنوعة، إذ يزيد عدد الجامعات عن 180 جامعة في أنحاء البلاد، وتقدم معظم الجامعات تعليمها الجامعي باللغتين الإنكليزية والتركية، وهو ما يزيد فرص الحصول على شهادة دولية معترف بها، ما يفتح الباب أمام الطلاب للحصول على مزايا وظيفية عديدة.

لذلك، بالنسبة للطلاب الذين لديهم ميزانية محددة ورغبة في الدراسة في جامعة مرموقة ضمن ثقافة جديدة تقدم مجموعة متنوعة من الخبرات والفرص، فمن المرجح أن تركيا قد تكون الوجهة المثالية.

جامعة خاصة أم عامة؟

يطرح هذا السؤال بشكل متكرر أمام الطلاب الذين يتطلعون إلى الدراسة على المستوى الدولي، وحتى بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن فرص محلية. في العديد من البلدان ترعى كل من الحكومة والمستثمرين من القطاع الخاص الجامعات والكليات ومؤسسات التعليم العالي الرسمي، ما يجعل تكاليفها بسيطة، وهو ما ينطبق أساساً على تركيا.

إذ إن الطلاب الذين يتطلعون إلى الالتحاق بجامعة خاصة، يتعين عليهم دفع مبالغ مالية أعلى، تراوح ما بين 5 آلاف و20 ألف دولار أميركي، ويمكن للطلاب الاختيار ما بين الجامعات الخاصة التركية أو الأوروبية التي لها فروع في أنحاء الدولة.

أما في الجامعات الحكومية، فتراوح الكلفة السنوية للرسوم الدراسية للطلاب الدوليين بين 240 و1500 دولار للحصول على شهادة البكالوريوس أو الماجسيتر. فعلى سبيل المثال، توفر "جامعة الشرق الأوسط التقنية" METU البكالوريوس بكلفة تبدأ من 265 دولاراً في السنة، بينما ترتفع إلى 1125 دولاراً في جامعة Bogazici.

ماذا عن المنح؟

المنح الدراسية التركية لا تقدم الدعم المالي فحسب، بل تضمن أيضاً الالتحاق بالجامعة. وبمعنى أدق، يمكن لطلاب الثانوية العامة البدء بالتقديم للحصول على منحة حتى قبل الالتحاق بالجامعة.

ويتطلب ذلك شهادة بالعلامات الخاصة بالثانوية العامة وتفاصيل تتعلق بالطالب ومستواه العلمي والمعيشي. ويُعد برنامج المنح الدراسية تنافسياً قائماً على الجدارة، حيث يأتي بجانب التميز الأكاديمي للمرشحين.

ويتم استلام الطلبات عبر الإنترنت من خلال نظام التقديم المجاني أونلاين من خلال "نظام تركيا للمنح الدراسية" TBBS، حيث يجب على جميع المرشحين تحميل المستندات التالية إلى النظام:

- وثيقة هوية سارية أو بطاقة هوية أو جواز سفر.

- صورة للمرشح تم التقاطها خلال العام الماضي.

- نتائج الامتحانات الوطنية (إن وجدت).

- دبلوم أو شهادة تخرج مؤقتة.

- نتائج الامتحانات الدولية (GRE ،GMAT ،SAT، إلخ) إذا طلبت ذلك الجامعة أو البرنامج المختار.

- نتائج اختبار اللغة الدولية مثل TOEFL وDELF إذا طلبت ذلك الجامعة أو البرنامج.

- اقتراح موضوع بحث ومثال مكتوب للبحث الذي أجريته (فقط للطلبات المتعلقة بدرجة الدكتوراه).

التكاليف المعيشية

كطالب دولي، يمكنك العيش في تركيا بميزانية سياحية تراوح بين 450 و600 دولار، وهي كلفة مقبولة جداً بالمقارنة مع وجهات الدراسة الأخرى في العالم، وهي تشمل الإقامة في غرفة جامعية أو غرفة مستقلة، بسعر لا يتجاوز 150 دولاراً.

كما يمكن للطلاب الاستفادة من كافتيريا الجامعة التي تقدم وجبتين أو 3 وجبات بأسعار معقولة جداً يومياً، بكلفة بين 0.3 و1.15 دولار، وثمة مطاعم ومقاه أُخرى حول الجامعة، وترتفع فيها الفاتورة إلى حدود 3 ـ 4 دولارات للوجبة الواحدة.

وتعتمد الميزانية الشهرية للطعام والبقالة إلى حد كبير على نمط حياة الطالب، لكن بالعموم، فإن التكاليف بسيطة. فعلى سبيل المثال، رغيف الخبز لا يتجاوز سعره 70 سنتاً، والحليب والفاكهة بنحو دولار، أما البيض فيباع بنحو دولار ونصف، وسندويشات الكباب لا يتجاوز سعرها دولارين.

نفقات إضافية

يحتاج الطالب إلى بعض النفقات الإضافية في تركيا، خاصة أن البلاد من أشهر الدول على الخريطة السياحية، ولا بد للطالب من الاستمتاع بجمال البلد وطبيعته الخلابة.

ولذا، فهو يحتاج إلى توفير جزء من مصاريفه لبند الترفيه والتسلية، والتي عادة ما لا تكلف أكثر من 20 دولاراً شهرياً، خاصة أن معظم المزارات والأماكن التاريخية تسمح للطالب بالدخول مجاناً.

من جهة ثانية، يحتاج الطالب إلى تخصيص مبلغ مالي شهرياً لسدادها بدل النقليات. وتبلغ كلفة النقل الشهري (للحافلات والمترو) حوالي 30 دولاراً تقريباً.

أما بالنسبة للرحلات الفردية، فيمكن للطالب أن يتوقع أن يدفع في حال استخدم سيارة الأجرة نحو 3 دولارات لرحلة مسافتها 5 كيلومترات.

كما يحتاج الطالب إلى تسديد نفقات إضافية لفاتورة الهاتف الشهرية التي تبدأ من 7 دولارات، كما يحتاج إلى تأمين طبي خاص يراوح سعر بوليصته بين 34 و57 يورو سنوياً، أي نحو 65 دولاراً.