أثار بيان صادر عن وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة للنظام السوري، حول النقص الشديد في المواد النفطية في سورية سببه تعطّل الملاحة في قناة السويس المصرية، استهجان وسخرية شرائح واسعة من السوريين، الذين اعتبروا أن سلطات النظام لا تتوانى عن استغلال أية حادثة لتبرير تقاعسها، وعجزها عن تأمين الاحتياجات الأساسية للبلاد.
وذكرت الوزارة في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، أمس، أنّ توقف حركة الملاحة في قناة السويس انعكس سلباً على توريدات النفط إلى سورية، مبينة أن عمل القناة تعطل خلال الأيام الأربعة الماضية نتيجة جنوح سفينة حاويات عملاقة وسدها للممر المائي.
وأشارت إلى أنها تعمل على ترشيد توزيع الكميات المتوافرة من النفط في سورية، بما يضمن توفرها لوقت أطول، إضافة لتأمين الأولوية للخدمات الأساسية من أفران ومشاف وغيرها من المؤسسات الحيوية، مشيرة الى إمكانية اتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم نجاح عمليات تعويم السفينة وفتح القناة.
وزير النفط والثروة المعدنية السوري مبررا أزمة الوقود : كان من المخطط أن تصل شحنات نفطية إلى ميناء بانياس يوم 26 مارس، لكن ما حدث في قناة السويس أخر وصول الشحنة
من جهته، قال بسام طعمة وزير النفط والثروة المعدنية لدى النظام إنه كان من المخطط أن تصل شحنات نفطية إلى ميناء بانياس يوم 26 مارس/ آذار الجاري، لكن ما حدث في قناة السويس أخر وصول الشحنة.
وأضاف طعمة في تصريح لقناة "الإخبارية" السورية أن الشحنات المنتظرة مصدرها إيران، ووزارته ستقوم بترشيد الكميات الموجودة لتسيير المؤسسات الأساسية لمدة أسبوع، وفي حال عدم فتح القناة، سيتم اتخاذ المزيد من إجراءات الترشيد.
وأثارت هذه التصريحات استياء وسخط العديد من السوريين الذين اعتبروها مجرد حجج واهية لتبرير تقاعس سلطات النظام عن تأمين الوقود للمواطنين، بينما يتوفر بوفرة للاستخدامات العسكرية وللمسؤولين وأبنائهم في البلاد.
ورأى العديد منهم في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن النظام عبر هذه التصريحات ربما يمهد لأزمة وقود جديدة قد تكون الأسوأ على الإطلاق. وشكك العديد من المعلقين بصحة بيان الوزارة وتصريحات الوزير، وتساءل أحدهم: "هل عدم وصول شحنات الوقود سببه الحصار كما كان يقول مسؤولو النظام أم الحادثة في قناة السويس؟ وهل يعقل ألا يكون هناك احتياطي من الوقود لأسبوع واحد، بحيث أن تعطل شحنة وقود لعدة أيام يتسبب في أزمة على مستوى البلاد؟".
تعيش سورية منذ شهور عدة أزمة وقود خانقة، انعكست آثارها على كل مناحي الحياة من مواصلات ومصانع وأفران
كما قال أحد المواطنين: "وزير النفط قال قبل فترة إن قناة السويس لا تسمح بدخول ناقلات نفط متجهة إلى سورية بسبب التزام مصر بالعقوبات المفروضة على سورية، بينما يتبين الآن أنها تسمح بذلك"، مطالبا إياه باحترام عقول الناس. بينما تساءل آخر عن سبب امتناع روسيا عن تزويد حليفها بالنفط وهي من أهم منتجي النفط في العالم.
وتعيش البلاد منذ شهور عدة أزمة وقود خانقة، انعكست آثارها على كل مناحي الحياة من مواصلات ومصانع وأفران، حيث تقع أغلب آبار النفط السورية شرق البلاد، وتسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي.
جدير بالذكر أن تصريحات حكومة النظام هذه تعتبر تحديا واضحا للقانون الأميركي (قيصر) الذي يفرض عقوبات قاسية على أركان النظام وكياناته، وينص على فرض عقوبات على كل من يمد نظام الأسد بالمساعدات في مختلف المجالات بما فيها النفط.
وكانت مصادر إعلامية عدة ذكرت أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة تنقل نفطاً إيرانياً، متجهة إلى سورية.