سورية: توقعات بزيادة إنتاج قطن شرق الفرات

03 أكتوبر 2022
القطن كان رافدا مهماً للاقتصاد السوري قبل عام 2011 (Getty)
+ الخط -

بدأ مزارعو القطن في الشمال الشرقي من سورية بتوريد إنتاجهم إلى مراكز تابعة للإدارة الذاتية، موزعة في ثلاث محافظات هي الرقة والحسكة ودير الزور، والتي تتمركز فيها هذه الزراعة منذ قبل عام 2011 وتعد رافداً من روافد الاقتصاد في سورية.
وفي السياق، توقع الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والريّ في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سورية، محمد الدخيل، في حديث مع "العربي الجديد"، محصولا جيدا لموسم 2022، مضيفاً: "لم تسجل إصابات حشرية كبيرة في الحقول".

3 مراكز لاستلام المحصول
وأوضح الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والريّ في الإدارة الذاتية أنّ الإدارة فتحت ثلاثة مراكز لاستلام محصول القطن في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، والتي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد).
وأشار إلى أنّ الإدارة "تتولى مهمة حلج القطن من خلال التعاقد مع محالج خاصة، إضافة إلى المحلج المركزي للإدارة والموجود في محافظة الحسكة". وأوضح الدخيل أنّ القطن المحلوج يرسل إلى معامل الغزل والنسيج، والبذور ترسل إلى معامل الزيوت لعصرها.

وتابع أنّ الإدارة "قدّرت تكلفة الدونم في زراعة القطن بـ756 ألف ليرة سورية (ما يعادل نحو 150 دولارا) مع حساب جميع المصاريف"، مشيراً إلى أنّ "متوسط إنتاج الدونم يقارب 270 كيلو، وأنّ الإدارة منحت الفلاحين 30% هامش ربح دعماً لهم. لهذا تم تسعير شراء كيلو القطن بـ 4300 ليرة سورية (ما يعادل دولارا)".

أسعار الشراء
وكانت حكومة النظام حددت سعر شراء الكيلوغرام الواحد من محصول القطن المحبوب من الفلاحين لموسم 2022 بمبلغ قدره 4000 ليرة سورية (أقل من دولار). لكنّ أغلب الأراضي التي تُزرع بالقطن هي خارج سيطرة النظام، وتحت سيطرة قوات "قسد" منذ أكثر من خمس سنوات. بينما تسيطر فصائل المعارضة السورية على جانب من المناطق التي تزرع القطن في منطقتي تل أبيض ورأس العين شرق الفرات، وريف حلب الشمالي غرب الفرات.
وفي السياق، أوضح أحد المسؤولين في محلج الحسكة، محمود محمد، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "قطاف القطن بدأ في السابع من الشهر الماضي في مناطق الشمال الشرقي من سورية"، مشيرا إلى أنه من المبكر الحديث عن الكميات التي يمكن أن تُنتج.
وبيّن أن في المحلج "أجهزة حديثة مثل جهاز قياس الرطوبة، وست آلات تحلج 300 طن يوميا على وجه التقريب"، مشيرا إلى أن القطن مصنف إلى 10 درجات. وأضاف: سعر الدرجة الأولى 4300 ليرة سورية، والأسعار تتدرج بعد ذلك حسب خلو القطن من الشوائب.

رافد رئيسي للاقتصاد
كانت زراعة القطن من أهم المحاصيل الاستراتيجية في سورية، ورافداً رئيسياً للاقتصاد، حيث كانت تصل المساحات المزروعة قبل عام 2011 إلى نحو 250 ألف هكتار في محافظات الحسكة وحلب والرقة ودير الزور وحماة.

تهاوت المساحات المزروعة بعد عام 2011 إلى نحو 30 ألف هكتار، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج تدريجيا ليصل إلى نحو 20 ألف طن في الموسم الفائت


وكانت وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري قبل اندلاع الثورة تولي زراعة القطن أهمية خاصة ولا تتساهل في تنفيذ الخطة الزراعية المفروضة على كل محافظة كاملة. وكان للقطن مهرجان سنوي كبير في مدينة حلب بدأ منذ الخمسينيات من القرن المنصرم، يعقد في بداية سبتمبر/أيلول من كلّ عام، احتفاء بهذا المحصول الاستراتيجي. ويعقد منذ نحو 40 عاماً مؤتمر علمي في حلب خاص بزراعة القطن، يناقش واقع هذه الزراعة من خلال بحوث علمية، ويعتمد أصنافاً جديدة.

تهاوي المساحات المزروعة
تهاوت المساحات المزروعة بعد عام 2011 إلى نحو 30 ألف هكتار، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج تدريجيا ليصل إلى نحو 20 ألف طن في الموسم الفائت. ولعبت العمليات العسكرية، وانتقال السيطرة في الشمال الشرقي من سورية من طرف إلى طرف، دوراً كبيراً في تراجع الزراعة عموماً وزراعة القطن على وجه الخصوص، إضافة إلى أسباب أخرى في مقدمتها ارتفاع التكاليف، حيث ازدادت أسعار الفلاحة والسماد وأجور اليد العاملة.
وتعد محافظة الحسكة حالياً هي الأكثر إنتاجاً للقطن في سورية، حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج في موسم 2022، في هذه المحافظة، وفق تقديرات وزارة الزراعة في حكومة النظام، إلى ما يقارب الـ19 ألف طن من مساحة مقدرة بنحو 5910 هكتارات. وكانت محافظة الحسكة الواقعة في أقصى الشمال الشرقي من سورية تنتج قبل عام 2011، نحو 200 ألف طن من مجمل إنتاج سورية الذي كان يصل في بعض السنوات إلى نحو 700 ألف طن، حسب بيانات رسمية.

المساهمون