لم تقتصر ارتفاعات الأسعار على ألبسة وحلوى ولحوم العيد، بل طاولت بحسب مصادر من دمشق، الخضر والفواكه التي سجلت أعلى سعر على الإطلاق، منذ 12 سنة، بعد أن وصل سعر كيلو البندورة "طماطم" إلى 5 آلاف ليرة (نحو 0.55 دولار) بنسبة زيادة 100% عن سعره قبل العيد وسجل سعر كيلو البطاطا 3500 ليرة ليصل سعر الليمون إلى 10 آلاف ليرة سورية.
ويتوقع التاجر زياد الدالي من منطقة دمر بدمشق، بدء تراجع أسعار الخضر والفواكه منذ اليوم، لأن فترة ما قبل العيد وخلال أيام العيد، شهدت زيادة الشراء مقارنة مع الفترة السابقة، مبيناً أن الحوالات الخارجية التي وصلت لسوريي الداخل من ذويهم المهاجرين، حركت السوق قليلاً.
ويضيف التاجر السوري أن استمرار وزيادة تصدير الخضر والفواكه السورية، إلى دول الخليج عبر معبر نصيب مع الأردن، قللا من عرض المنتجات والفواكه الصيفية بالأسواق، ما ساهم بزيادة الأسعار.
وحول متوسط أسعار الخضر والفاكهة بأسواق دمشق، يشير الدالي إلى أن "الأسعار تتفاوت وبشكل كبير، بين سوق الشعلان مثلاً وأسواق المناطق الشعبية مثل دمر أو الهامة أو حتى أسواق الشيخ سعد بالمزة، ولكن الغلاء سمة عامة أيام العيد بنسبة بين 60 و100% عن فترة قبل الأعياد".
وبيّن أن أسعار الكوسا ارتفعت خلال أيام العيد إلى 6000 ليرة، والباذنجان 4000 والخيار 7500 ليرة، والفاصولياء الخضراء 12000 ليرة، أما أسعار الفواكه، فكانت أكثر ارتفاعاً، إذ وصل سعر كيلو التفاح إلى 5000 ليرة، والبرتقال 400 ليرة والموز 9 آلاف ليرة.
من جهته، أكد عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق أسامة قزيز، "غياب الرقابة وضوابط تحديد الأسعار بالأسواق"، مضيفاً خلال تصريح لموقع "بزنس2بزنس"، أنه "خلال العيد ترتفع الأسعار بشكل اعتيادي، لكن قلة العرض زادت من ارتفاع الأسعار".
وفي حين توقع قزيز تراجع أسعار الخضر والفواكه منذ اليوم، يشير إلى أن سبب تسجيل أسعار الفواكه "أرقاما فلكية"، يعود لزيادة تصدير الفواكه لتأمين مواد أخرى بأسعارها.
وسجلت أسعار الفواكه الرقم الأعلى خلال أيام العيد، إذ وصل سعر كيلو الدراق إلى 11 ألف ليرة، والكرز 10 آلاف، والمشمش 8 آلاف ليرة، والموز 12 ألف ليرة، والفريز 8000 ليرة، والتفاح 6 آلاف ليرة، والبرتقال 4000 ليرة.
ويرى اقتصاديون أن دخل السوريين لا يكفيهم لسد الاحتياجات الغذائية الرئيسية لأسبوع واحد، بعد وصول سعر البيضة الواحدة إلى 1200 ليرة وارتفاع سعر كيلو السكر إلى 11 ألف ليرة وزيادة سعر ربطة الخبز السياحي عن 9 آلاف ليرة سورية.
ويقول الاقتصادي السوري عبد الناصر الجاسم إن "الحوالات الخارجية وحدها من يدعم بقاء السوريين على قيد الحياة، رغم تراجعها هذا العيد بين 40 و50% عن عيد الفطر والتي تراوحت بين 2 و2.5 مليون دولار يومياً"، مضيفا أن "السبب ربما يعود لتحويل أموال للأضاحي وليس نقدا للأهل والأقارب".
ويضيف الجاسم أن "توجه حكومة الأسد والتجار لتصدير قوت السوريين، بهدف تحصيل الدولار، قلل من عرض الخضر والفواكه ما زاد من سعرها، ولكن، الأساس بارتفاع الأسعار هو تقييمها بالليرة السورية المتهاوية".
ويحذر الاقتصادي السوري من "تمرير حكومة الأسد خطة سحب الدعم عن الخبز والمحروقات"، كاشفاً لـ"العربي الجديد" عن أن "مقترح سحب الدعم أمام رئيس حكومة الأسد، حسين عرنوس، وقد يصدر بالتوازي مع زيادة الأجور قريباً، ما سيزيد من الفقر والتضخم" حسب رأيه.
ويذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد كشفت الشهر الماضي أن ما يقارب 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، ويحتاج أكثر من 15 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية.
(الدولار= 9000 ليرة سورية تقريبا)