كشفت مصادر سورية اليوم الخميس، عن وصول ناقلة نفط إيرانية تحمل مليون برميل نفط خام إلى ميناء بانياس أمس الأربعاء، معلنة عن بدء وزارة النفط والثروة المعدنية بحكومة بشار الأسد "تفريغها لنقل الحمولة إلى مصفاة بانياس" على الساحل غربي سورية، لتبدأ عملية التكرير وإنتاج المشتقات النفطية.
وكان رئيس حكومة الأسد، حسين عرنوس قد أعلن قبل أيام" عن نية الحكومة استيراد المزيد من النفط الخام" لتغطية نقص الوقود و البنزين الناجم عن العقوبات الغربية والتي عطلت شحنات النفط الإيراني.
وأشار عرنوس إلى أن بلاده استوردت 1.2 مليون طن من النفط الخام الإيراني مع منتجات بترولية أخرى بقيمة 820 مليون دولار في الأشهر الستة الأخيرة، كاشفاً بالوقت ذاته، عن تراجع إنتاج بلاده من 380 ألف برميل عام 2011، إلى 20 ألف برميل يومياً الآن "سورية أصبحت تعتمد على واردات النفط، واستخدمت قدرا كبيرا من العملة الصعبة لشراء المنتجات البترولية".
وحول الغاز المنزلي الذي بدأت أزمة ندرته بالأسواق السورية تتصاعد، وسط تصريحات حكومية عن بدء توزيعه حسب البطاقة الذكية وعبر إرسال رسائل للمستهلكين على هواتفهم المحمولة، يضيف رئيس الحكومة، بالنسبةِ للغاز المنزليِّ فقدْ كانَ الإنتاج قبل الحربِ يعادل 1075 طناً يومياً لينخفضَ في الوقتِ الحاليِّ إلى 400 طن يومياً، حيث وصلتْ كميةُ الغازِ المستوردِ خلالَ الأشهرِ الستةِ السابقةِ إلى ما يقارب 80 ألف طنٍ بقيمةِ 41 مليون دولار، والبنزين المستورد 253 ألف طنٍ بكلفةِ 122 مليون دولار، والمازوتِ 195 ألف طنٍ بقيمة 83 مليون دولار، لتصل فاتورة مستوردات سورية من المشتقات النفطية والغاز و البنزين بالإضافة إلى المازوت، خلال ستة أشهر، إلى مليار و66 مليون دولار.
وتعاني المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، من أزمة محروقات خانقة وتجمع السوريون بطوابير أمام محطات توزيع كميات الوقود المقنن، بعد تخفيض كميات الوقود واعتماد الرسائل لتعبئة خزانات السيارات والوقود المنزلي التي اعتمدتها سورية وطاولت أول أمس، حتى السيارات الحكومية التي تراجعت مخصصاتها بنحو 50% من 40 إلى 20 ليتر بنزين كل 7 أيام.
وتؤكد مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" من دمشق، أن أزمة الوقود "لم تزل مستمرة مع وجود سوق سوداء أوصلت سعر ليتر المازوت إلى 1500 ليرة والبنزين إلى 3500 ليرة سورية" كاشفة أن أزمة النقل بسبب قلة المحروقات "شلت الحياة العامة بسورية" ما دفع نظام بشار الأسد لوقف الدوام ببعض الدوائر الحكومية بمقدمتها، وزارتا التربية والتعليم العالي.
وتشير المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، إلى أن طول ساعات انقطاع التيار الكهربائي التي تزيد عن 20 ساعة يومياً "حول الحياة إلى جحيم" إذ كان السوريون يعتمدون على الكهرباء بالتدفئة وطهي الطعام، بواقع شح المحروقات.
وتراجع إنتاج سورية من الكهرباء التي تعتمد على الغاز إلى 2500 ميغاواط في حين تزيد الاحتياجات عن 7000 ميغاواط بحسب الخبير السوري عبد القادر عبد الحميد.
ويرى عبد الحميد خلال اتصال مع "العربي الجديد" أن النفط الذي كان يساهم بنحو 40% من عائدات التصدير ونحو 24% من الناتج الإجمالي لسورية و25% من عائدات الموازنة السورية، تحول إلى أكبر مستنزف للقطع الأجنبي، بعد زيادة فاتورة الاستيراد السنوية عن 2 مليار دولار، معتبراً أن استيراد المشتقات النفطية والقمح، هي أهم أسباب نفاد القطع الأجنبي بسورية وتهاوي أسعار صرف الليرة.