بقيت واردات الصين من النفط الإيراني فوق مستوى نصف مليون برميل يوميا في المتوسط في الأشهر الثلاثة الماضية، إذ رأى المشترون أن ميزة الحصول على الخام بسعر رخيص تفوق خطر انتهاك العقوبات الأميركية.
واستمرت مشتريات الصين من الخام الإيراني هذا العام على الرغم من العقوبات التي، إذ تم تفعيلها، ستمكن واشنطن من حرمان المخالف من التعامل مع الاقتصاد الأميركي.
وآثرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن عدم تفعيل العقوبات ضد أفراد وشركات من الصين، وسط مفاوضات قد تؤدي إلى إحياء اتفاق نووي أبرم عام 2015 ويسمح لإيران ببيع نفطها في العلن مرة أخرى.
وتقول إما لي محللة أسواق الصين لدى فورتكسا أناليتيكس لتعقب السفن: "الخصومات الكبيرة على النفط الإيراني وحصص الاستيراد الجديدة دعمت الطلب من المصافي المستقلة الصينية".
وتوفر شحنات النفط الإيراني، التي تبلغ قيمتها حاليا 1.3 مليار دولار شهريا ويذهب أغلبها إلى الصين، مصدر دخل رئيسي لطهران. ومن المقرر أن تستأنف إيران وقوى عالمية محادثات يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية.
وأفادت بيانات فورتكسا أناليتيكس بأن شحنات النفط الإيراني إلى الصين بلغت 660 ألف برميل يوميا في أغسطس/ آب و545 ألفا في سبتمبر/ أيلول، قبل أن تنخفض إلى 470 ألفا في أكتوبر/ تشرين الأول.
وبذلك يبلغ متوسط الأشهر الثلاثة 560 ألف برميل يوميا ارتفاعا من 478 ألفا، وهو متوسط شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز. وبلغت الشحنات ذروتها في مايو/ أيار عند 730 ألف برميل يوميا في حين بلغ المتوسط هذا العام حتى أكتوبر/ تشرين الأول 562 ألفا.
وقالت شركات تعقب سفن أخرى إن تقديراتها للكميات في الأشهر الثلاثة مماثلة لتقديرات فورتكسا أناليتيكس.
ولم تستورد الصين رسميا أي نفط من إيران منذ بداية 2021 وفقا لبيانات الجمارك، مما أثر على المصافي الحكومية.
وقال متعاملون إن الخام الإيراني الذي يمثل نحو ستة بالمائة من واردات الصين من الخام يُصدر للصين حاليا باعتباره نفطا من عمان والإمارات وماليزيا، مما يقلص الإمدادات من البرازيل وغرب أفريقيا. وتابع المتعاملون أن الخام الإيراني جرى تداوله في أحدث التعاملات بسعر يقل بما بين أربعة وخمسة دولارات عن سعر خام برنت القياسي وأقل بما بين ستة وسبعة دولارات عن خام عمان القياسي للشرق الأوسط.
(رويترز)