أعلنت سريلانكا إرسال وزيرين إلى روسيا للتفاوض بشأن الوقود وتأمين أكثر من 90 ألف طن من الخام تمّ شراؤها الشهر الماضي، وهو أحد الضروريات التي تعاني الدولة الواقعة في المحيط الهندي نفادها تقريبا، وسط أزمتها الاقتصادية المستمرة.
وقال وزير الطاقة كانشانا ويجيسيكيرا، وفقا لوكالة "أسوشييتدبرس"، إنه من المقرر أن يغادر وزيران إلى روسيا الإثنين لمواصلة المحادثات التي أجرتها سريلانكا مع السلطات الروسية لشراء الوقود مباشرة، من بين قضايا أخرى ذات صلة.
وأوضح ويجيسكيرا أن شحنات النفط التي كان من المقرر أن تصل الأسبوع الماضي لم تظهر، في حين أن الشحنات المقررة الأسبوع المقبل لن تصل لأسباب "مصرفية".
وأضاف أنه سيتوجّه إلى قطر اليوم الاثنين.
وحث الوزير سكان بلاده السبت على عدم الاصطفاف للحصول على الوقود، قائلا إن الشحنات الجديدة ستتأخر بسبب "أسباب مصرفية ولوجستية"، مشيرا إلى أن مخزونات محدودة من الوقود ستوزع على محطات محدودة طوال الأسبوع المقبل. وأضاف أنه حتى وصول الشحنات التالية، "ستعطى الأولوية للنقل العام ومولدات الطاقة والصناعات".
وفد أميركي
وتأتي تصريحات ويجيسكيرا أثناء زيارة وفد أميركي رفيع المستوى لسريلانكا بدأت أمس الأحد، تستمر 4 أيام، بحثا عن طرق لمساعدة الدولة في التعامل مع أزمة اقتصادية غير مسبوقة ونقص حاد في الإمدادات الأساسية.
وترأس الوفد الأميركي روبرت كابروث، نائب مساعد وزير الخزانة لشؤون آسيا، وكيلي كيديرلينغ، نائبة مساعد وزيرة الخارجية لمنطقة جنوب ووسط آسيا.
وذكرت السفارة الأميركية في كولومبو أن "الوفد سيلتقي مجموعة واسعة من الممثلين السياسيين والاقتصاديين ونشطاء في منظمات دولية لاستكشاف أكثر الطرق فعالية تسلكها الولايات المتحدة لدعم السريلانكيين المحتاجين، والذين يعملون لحل الأزمة الاقتصادية الحالية".
وأعلنت الولايات المتحدة عن تمويل جديد بقيمة 120 مليون دولار للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في سريلانكا، بالإضافة لمساهمة بقيمة 27 مليون دولار في صناعة الألبان ومساعدات إنسانية بقيمة 5.75 ملايين دولار لمساعدة المتضررين من الأزمة الاقتصادية.
كما تلقت سريلانكا تعهدات بالحصول على مبالغ تتراوح بين 300 و600 مليون دولار من البنك الدولي لشراء عقاقير ومواد أخرى.
وأيضا، دعمت الهند سريلانكا بخط ائتمان بقيمة 4 مليارات دولار لمساعدتها على شراء الوقود والضروريات الأخرى، كما بدأ مسؤولون هنود بارزون محادثات يوم الخميس الماضي، مع قادة سريلانكا بشأن تقديم مساعدات اقتصادية جديدة.
انهيار اقتصادي
وتأتي تلك التطورات بعد أن أعلن رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغه الأربعاء الماضي أن اقتصاد بلاده "انهار" بسبب تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي، وتزايد الديون التي تفاقمت بسبب الجائحة ومشكلات أخرى.
وقال رئيس الوزراء للبرلمان إن الدولة الواقعة في جنوب آسيا "تواجه وضعا أكثر خطورة بكثير يتجاوز مجرد نقص الوقود والغاز والكهرباء والمواد الغذائية. لقد انهار اقتصادنا بالكامل".
وأضاف ويكريمسينغه أن سريلانكا غير قادرة على شراء الوقود المستورد، حتى بمقابل نقدي، بسبب الديون الثقيلة المستحقة على شركة البترول، مشيرا إلى أن "ديون سيلون بتروليوم كوربوريشن تبلغ حاليا 700 مليون دولار. نتيجة لذلك، لا يوجد بلد أو مؤسسة في العالم على استعداد لتزويدنا بالوقود. بل إنهم يترددون في تزويدنا بالوقود مقابل النقود".
وأعلنت شركة "سيلان بتروليوم" الحكومية، الأحد، زيادة أسعار الديزل المستخدم في وسائل النقل العام بنسبة 15 بالمئة ليبلغ 460 روبية (1,21 يورو) للتر والبنزين بنسبة 22 بالمئة إلى 550 روبية (1,44 يورو).
ويعاني الاقتصاد المنهار من وطأة الديون الثقيلة وعائدات السياحة المفقودة والتأثيرات الأخرى للجائحة، وكذلك ارتفاع تكاليف السلع.
وتؤكد سريلانكا أنها غير قادرة على سداد سبعة مليارات دولار من الديون الخارجية المستحقة هذا العام، في انتظار نتيجة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ.
ويجب أن تسدد كولومبو خمسة مليارات دولار في المتوسط سنويا حتى عام 2026، وطلبت من صندوق النقد الدولي تنظيم مؤتمر لتوحيد المقرضين في سريلانكا.
كما عانى السريلانكيون لشهور من نقص الغذاء والوقود والضروريات الأخرى بسبب تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد والديون المتزايدة، والتي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا وغيرها من المشكلات، وكان على السكان الوقوف في طوابير لساعات وأحيانا لأيام للحصول على الوقود، وهم يلجأون أحيانا إلى حرق الفحم أو سعف النخيل للطهي.
(أسوشييتدبرس، العربي الجديد)