سجن العقول

22 ديسمبر 2014
د.عبد الله شحاتة، خبير صندوق النقد(العربي الجديد/ عماد حجاج)
+ الخط -

هو واحد من أساتذة الجامعات الذين غيّبتهم سجون الحكم الجديد في مصر وراء القضبان، وهو واحد من العلماء المتميزين في مجالهم، حيث تخصصه العلمي النادر، وهو واحد من الخبراء الدوليين، حيث عمل لسنوات خبيراً بصندوق النقد الدولي والمعونة الأميركية، ووزارة المالية الكويتية وغيرها.

لكن ما يميز د.عبد الله شحاتة، مساعد وزير المالية المصري السابق، عن الآخرين أنه كان واحداً من الذين كان همهم الأول هو تحسين إيرادات الدولة وملء خزانتها الخاوية، ليس عن طريق فرض مزيد من الأعباء على المواطن الفقير، ولكن عن طريق الاستخدام الكفء لموارد الدولة وخيراتها، التي كان يراها كثيرة، والحد من عمليات الفساد الواسعة.

عقب التحاقه بوزارة المالية، عمل شحاتة على قضية الحد من عجز الموازنة العامة، وتقليص الدين العام ووصول الدعم لمستحقيه لا للأغنياء، وكذا الحد من عمليات الفساد الإداري، والقضاء على أنشطة التهرب الجمركي والضريبي في الدولة.

ولذا فتح ملفات ظلت مغلقة لسنوات، مثل التهرب الضريبي لكبار رجال الأعمال، أمثال ساويرس وأحمد عز ومحمد الأمين ومحمد أبو العينين وغيرهم، كما فتح ملف استيلاء مستثمرين كبار على آلاف الأفدنة في طريق القاهرة- إسكندرية الصحراوي والتي تزيد قيمتها عن 100 مليار جنيه.

وعندما دخلت مصر في مفاوضات مع صندوق النقد في ربيع 2012، حاول وزير المالية، ممتاز السعيد، توريط الرئيس السابق محمد مرسي بإقناعه بإقرار خطة تقشفية لعلاج عجز الموازنة، كمدخل لإقناع الصندوق بالموافقة على قرض طلبته مصر. وكان من أبرز ملامح الخطة زيادة الأسعار والضرائب، وكانت نصيحة شحاتة رفض الخطة لأنها مدخل لثورة شعبية كاسحة، بل وأبلغ مرسي أن الوزير يسعى إلى توريط النظام وإثارة السخط عليه.

ولذا أتعجب من إيداع شحاتة غياهب السجون وتعذيبه بالكهرباء وإجباره على اعترافات ساذجة، رغم أنه أدخل مليارات الجنيهات إلى موازنة الدولة، كما أنه صاحب فكرة زيادة أجور العاملين في الدولة لتحقيق واحد من أهم مبادئ ثورة 25 يناير، وهي العدالة الاجتماعية.

المساهمون