ربما كانت 2016 سنة "هِباباً"، أي سوداء، علي الملياردير نجيب ساويرس من الناحية السياسية، فقد تمت الإطاحة به والانقلاب عليه، قبل أفول نجم السنة، من حزب المصريين الأحرار، الذي أسسه قبل سنوات على عينه وحسب مسطرته وأنفق عليه ملايين الجنيهات.
وربما كانت سنة هباباً علي ساويرس من ناحية علاقته بالنظام المصري، والتي شهدت توتراً ملحوظاً، خاصة بعد رفض السلطات صفقة استحواذ شركة بلتون المملوكة لرجل الأعمال على "سي أي كابيتال"، أكبر بنك استثمار في مصر.
وربما كانت سنة هباباً علي ساويرس مع دخوله في معركة تكسير عظام مع محافظ البنك المركزي، طارق عامر، والتي فاز فيها الأخير وأجهض محاولته الاستحواذ على أكبر بنك استثمار مصري.
وربما كانت سنة هباباً مع اتهام إعلاميين محسوبين على النظام، ساويرس، بتهرب شركاته وأسرته من سداد الضرائب المستحقة عليه للدولة، وعدم تبرعه لصندوق تحيا مصر بالدفعة الأولى من أموال قضية التهرب المعروفة والبالغة 2.4 مليار جنيه.
لكنها بالتأكيد لن تكون سنة "هباباً" على الملياردير المصري من الناحية الاقتصادية، فساويرس المحظوظ خرج علينا قبل أيام بتغريدة على تويتر كلها مآسٍ وتعطيك انطباعاً بأن الرجل دخل في دائرة الفقر المدقع شأن ملايين المصريين، وأنه كاد أن يتسول لكي يعيش، حيث قال في تغريدته حرفياً "معرفش بالنسبة لكم سنة 2016 دي كانت إيه؟ بالنسبة لي سنة مهببة من كل ناحية.. لما نشوف 2017 دي شكلها إيه.. أرجو متكونش أكثر هبابًا!".
في عام الهباب 2016 كما يسميه، ربح نجيب ساويرس 700 مليون دولار، أي نحو 14 مليار جنيه، وتقدم 3 مراكز في قائمة فوربس التي تضم الأثرياء، ليحل في المركز السابع ضمن أغنى شخصيات في أفريقيا، بعدما كان في المركز العاشر في نوفمبر 2015.
وفي هذا العام الهباب الصعب على المصريين، كان ساويرس أكبر رابح، حيث زادت ثروته الصافية بقيمة 700 مليون دولار، لتصل إلى 3.7 مليارات دولار.
وفي عام الهباب، حافظ ساويرس على موقعه كثاني أغنى رجل أعمال مصري، بحسب قائمة فوربس التي تَتتبع الثروات المعلنة لأغنياء العالم.
وفي عام الهباب، حقق ساويرس أرباحاً طائلة من صفقات ضخمة قام بها مثل صفقة بيع شركته موبينيل لشركة أورانج الفرنسية، وصفقة تصدير السكر من خلال الشركة التي يمتلكها، في الوقت الذي يعاني فيه السوق من عجز حاد أجبر الحكومة على رفع أسعار السكر عدة مرات.
في عام الهباب 2016، تجاوزت ثروة ساويرس أكثر من 70 مليار جنيه، وهو رقم يفوق نصف ميزانيات الوزارات المصرية لمدة عام، ويكفي لتغطية نحو 25% من عجز الموازنة العامة للدولة.
وفي عام الهباب، ربح ناصف ساويرس، الشقيق الأصغر لنجيب، 400 مليون دولار، ووصلت ثروته إلى 5.3 مليارات دولار أي ما يزيد عن المائة مليار جنيه، ليصبح ناصف ثاني أكثر الرابحين، وأغنى أغنياء مصر، وسادس أغنى رجل في أفريقيا.
وفي عام الهباب احتل أنسى ساويرس، والد نجيب وناصف، المركز الخامس في قائمة أثرياء مصر والـ18 في القارة الأفريقية بثروة قيمتها1.1 مليار دولار لكل منهما.
ما أحلى الهباب في عرف ساويرس إذا تحوّل إلى مليارات تُودع في حساباته المصرفية، وثروات تضاف لثرواته التي تكفي لإنقاذ مصر من عثرتها المالية والاقتصادية!