سؤال "إعادة الإعمار" ما زال مطروحاً في المغرب بعد 6 أشهر على الزلزال

سؤال "إعادة الإعمار" ما زال مطروحاً في المغرب بعد 6 أشهر على الزلزال

08 مارس 2024
أعلنت الحكومة صرف 2500 درهم شهرياً لكل أسرة متضررة من الزلزال (Getty)
+ الخط -

يواصل المغرب جهوده لإعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، الذي ضرب عددا من مناطق المغرب قبل 6 أشهر.

ففي 8 سبتمبر/ أيلول الماضي، ضرب زلزال بقوة 7 درجات مدنًا، بينها العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال)، وأغادير وتارودانت (وسط)، مخلفا 2960 وفاة و6125 إصابة، بالإضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لوزارة الداخلية‪.

وبعد 19 يوما، استحدث المغرب وكالة متخصصة لإعادة الإعمار، وأطلقت في 15 فبراير/ شباط الماضي "البرنامج الاستعجالي لمكافحة آثار البرد بالمناطق المتضررة من الزلزال" و"برنامج تأهيل الغابات وتهيئة الأحواض المائية"، بميزانية 2.84 مليار درهم (284 مليون دولار).

وبينما تحدث مسؤول محلي في إحدى المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، لوكالة "الأناضول"، عن "تقدم ملموس لتنفيذ برنامج الإعمار" مع إقراره بـ"تعثر في مناطق لم تعد صالحة للبناء"، قال ناشط حقوقي إن أغلب المتضررين ما زالوا يعيشون في خيام ولم يستفيدوا من الدعم المالي المخصص، معتبرا أنه يوجد "غموض في برنامج إعادة الإعمار". 

وكالة لتنمية الأطلس الكبير

وفي 27 سبتمبر الماضي، صادقت الحكومة المغربية على إحداث "وكالة تنمية الأطلس الكبير" لتتولى جهود إعادة البناء والتأهيل للمناطق المتضررة من الزلزال.

وقالت الحكومة في بيان آنذاك إن الوكالة "ستُعنى بإعداد برنامج إعادة البناء والتأهيل على مدى خمس سنوات (2024-2028)، بستة أقاليم متأثرة بالزلزال، هي: مراكش والحوز وشيشاوة وأزيلال وورزازات (شمال)، وتارودانت (وسط)".

وهذه الوكالة تتمتع باستقلال مالي، وتمتلك صلاحيات إنجاز مشاريع إعادة البناء والتأهيل، مع "أخذ البعد البيئي بعين الاعتبار، واحترام التراث وتقاليد السكان، وضوابط ومعايير البناء المقاوم للزلازل"، بحسب البيان.

وتتولى الوكالة "إنجاز مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المستهدفة، والتنسيق مع مختلف الإدارات والفاعلين المعنيين".

عبد الرحيم آيت داود، رئيس جماعة (بلدية) تلاث نيعقوب، إحدى المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، قال إن "الاجتماعات الرسمية مستمرة لتسليم رخص البناء، وهناك تقدم ملموس لتنفيذ برنامج الإعمار".

وأضاف أن "الشطر الأول من منحة البناء تسلمه المتضررون الذين حصلوا على رخص البناء، وتبلغ قيمته 20 ألف درهم (2000 دولار)".

وزاد بأن "عملية البناء يشرف عليها مهندسون وخبراء لضمان بناء المنازل المنهارة وفق شروط محددة لمقاومة الزلازل".

آيت داود شدد على أنه "لن نمر إلى مرحلة جديدة إلا بعد التأكد، من خلال مختبرات علمية مختصة في البناء، من احترام ما تم الاتفاق عليه من معايير محددة".

وأوضح أن "هناك ثلاث مراحل أخرى، ستُصرف في كل واحدة منها منح مالية لاستكمال البناء، تصل قيمة كل منها إلى 40 ألف درهم (4000 دولار)".

وأقر آيت داود بـ"تعثر برنامج الإعمار في بعض المناطق، التي لم تعد صالحة للبناء، وتعمل المصالح المختصة على إيجاد مناطق بديلة لبناء منازل جديدة".

ظروف صعبة للمتضررين من زلزال المغرب

أما منتصر إتري، وهو ناشط حقوقي يتحدر من قرية أسنى القريبة من مركز الزلزال، فقال إنه "بعد مرور 6 أشهر على فاجعة زلزال الحوز، نسجل استمرار تفاقم أوضاع المتضررين".

وأضاف منتصر: "لحد الساعة، أغلب الساكنة (السكان) المتضررة ما زالت تعيش في الخيام في ظروف صعبة جدا.. حتى الآن، هناك غموض في برنامج إعادة الإعمار، حيث لم يتم بعد إيواء المتضررين من الزلزال".

وتابع: "أغلب المتضررين لم يستفيدوا من الإعانة الخاصة بإعادة الإعمار، والمستفيدون قليلون جدا واستفادوا من الدفعة الأولى فقط".

إتري زاد بأن "عددا كبيرا من المتضررين تم إقصاؤهم من الإعانات المالية التي رصدتها الدولة، بمبرر عدم إقامتهم بصفة دائمة في المناطق المتضررة".

واعتبر أن "هناك مشكلة في التدبير والتسيير (التنفيذ)، وعدم الاستجابة (من طرف السلطات) للتعليمات الملكية بشكل واضح وصريح".

وللتعافي من الزلزال في الأقاليم الستة المتضررة، خصصت الحكومة المغربية 120 مليار درهم (12 مليار دولار)، خلال 5 سنوات مقبلة. 

وأعلنت الحكومة صرف 2500 درهم (250 دولارا)، شهريا لكل أسرة متضررة من الزلزال، بداية من سبتمبر الماضي ولمدة سنة.

ويشمل الدعم أيضا مساعدة مالية قيمتها 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار)، لأصحاب المساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم (8 آلاف دولار)، لتغطية أعمال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.

وإجمالا، تبلغ الميزانية المخصصة للدعم المالي للأسر المنكوبة نحو 8 مليارات درهم (800 مليون دولار)، وتشمل إعادة بناء وتأهيل المساكن المتضررة.

وبلغ عدد المتضررين من الزلزال 2.8 مليون نسمة، وهو ما يمثل ثلثي السكان في هذه المناطق، وفقا لإحصاء رسمي. 

(الأناضول)