أعلن مصرف "سبيربنك"، أكبر المصارف في روسيا، اليوم الأربعاء، أنه سيمنح قرضا لشركة "روساتوم" بقيمة 800 مليون دولار لبناء محطة الطاقة الكهروذرية "أق قويو" في تركيا، شارحاً في بيان أنه فتح خطي ائتمان بقيمة 500 مليون دولار و300 مليون دولار للشركة الروسية، لمدة سبع سنوات، مشيرا إلى أن الأموال ستخصص لبناء وحدات طاقة في المحطة.
وحصلت الشركة الروسية، الشهر الماضي، على رخصة بناء الوحدة الرابعة في المحطة، لتقترب تركيا من تحقيق حلمها بامتلاك محطة نووية لتوليد الكهرباء، الحلم الذي يبلغ عمره أكثر من 50 عاماً.
وتسعى تركيا لبناء محطات نووية للطاقة منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أن جميع جهودها باءت بالفشل حتى حلول عام 2010، وقت وقعت مع روسيا اتفاقاً للتعاون حول إنشاء محطة "آق قويو" في ولاية مرسين، جنوبي البلاد.
وفي عام 2019 صرف البنك الروسي 400 مليون دولار للبدء ببناء المحطة، واليوم، تم الإعلان عن الحزمة الثانية من القرض.
ونبه المحلل التركي سمير صالحة إلى أن القرض للشركة الروسية التي تبني المشروع وفق مبدأ "بي أو تي" وليس لتركيا كدولة. وأشار صالحة، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، إلى أن علاقات بلاده الاقتصادية مع روسيا في تطور ونمو، ولا تتأثر ببعض الخلافات السياسية، بل يتم التنسيق المستمر، خاصة في المشاريع الإنمائية وتطوير التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية عامة.
وكشف صالحة عن تنسيق أوسع بين البلدين، يشمل دولا ومحاور إقليمية في حوض البحر الأسود وجنوب القوقاز، خاصة بما يتعلق بنقل الطاقة ومد جسور إقليمية جديدة لزيادة التعاون.
وحصلت شركة "روساتوم" أخيراً على رخصة بناء الوحدة الرابعة في محطة الطاقة النووية "أق قويو" التي تعد أول محطة طاقة كهروذرية في تركيا بسعة إجمالية تبلغ 4.8 آلاف ميغاوات، وذلك تنفيذاً للاتفاق حكومي بين أنقرة وموسكو الذي أبرم في مايو/ أيار 2010، كان قد توقف ومن ثم تمت إعادة إحيائه في إبريل/نيسان عام 2018 حين وضع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان حجر الأساس لبناء محطة الطاقة الكهروذرية.
وبدأ العمل بمراحل المشروع الثلاث التي دشنها الرئيسان التركي والروسي، في آذار/ مارس الماضي، بكلفة 20 مليار دولار أميركي وستؤمن "أق قويو" للبلاد 4800 ميغاوات من الطاقة، وهي تلبي جميع المتطلبات الحديثة للمجتمع النووي العالمي المنصوص عليها في معايير الأمان للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى حين بدء عمل المحطة المتوقع عام 2023.