قال نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرشوك، اليوم الاثنين، إنه من الممكن التوصل إلى اتفاقية لإقامة منطقة تجارة حرة بين إيران وروسيا وعدة دول تغطي منطقة أوراسيا الشاسعة الممتدة من حدود أوروبا الشرقية إلى غرب الصين بحلول نهاية العام.
وأكد أوفرشوك في تصريحات لوكالة أنباء تاس الروسية أن "المحادثات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يضم أرمينيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا في مراحلها الأخيرة".
وأضاف: "نتحرك إلى الأمام... يحدونا أمل كبير في أن يتم التوقيع على مثل هذه الاتفاقية بحلول نهاية العام".
واكتسبت المنطقة وإيران أهمية إضافية للكرملين بعد العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا والتي حدت من طرق التجارة الخارجية لروسيا وأجبرتها على البحث عن أسواق خارج أوروبا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، الجمعة الماضي، إن حوالي 90% من التجارة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تم بالعملة الروسية الروبل، كما أن 80% من التسويات التجارية بين روسيا والصين تنفذ بالروبل واليوان.
ورغم توطيد العلاقات بين موسكو وطهران منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 والبدء في عمليات شراء كبيرة لطائرات مسيرة إيرانية الصنع لاستخدامها في مهاجمة أوكرانيا، فإن التجارة بين البلدين لم تشهد زيادة كبيرة.
وأفادت بيانات حكومية بارتفاع معدل تبادل السلع بين روسيا وإيران بنسبة 20% في عام 2022.
ومن المقرر أن تحل الاتفاقية الإقليمية مع إيران محل اتفاقية مؤقتة تنص بالفعل على خفض الرسوم الجمركية على مئات من أنواع السلع.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بدأت روسيا مبادلة منتجات النفط مع إيران. وفي مارس/ آذار، قالت طهران إنها تعتمد على "كميات ضخمة" من مبادلات النفط والغاز مع موسكو.
وقال أوفرشوك لوكالة تاس من دون الخوض في التفاصيل إن المفاوضات مستمرة بين دول الاتحاد الاقتصادي الآوراسي بشأن إنشاء سوق مشتركة للغاز.
وأنشئ الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في مطلع عام 2015 على أساس الاتحاد الجمركي بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، وانضمت إليه لاحقا كل من أرمينيا وقرغيزستان في السنة ذاتها.
وتضمن اتفاقيات الاتحاد لجميع أعضائه حرية تنقل السلع والخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة وانتهاج سياسة متفق عليها في قطاعات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل.
ومثل روسيا، تواجه إيران ضغوطا متزايدة بسبب العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة في أعقاب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو/ أيار من العام الماضي، 2018.
وسيصل عدد سكان الدول الأعضاء في اتحاد أوراسيا إلى 270 مليون نسمة بعد أن تنضم إيران إليه، فيما كان العدد سابقا 190 مليونا.
كما يبلغ حجم المبادلات التجارية الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد 750 مليار دولار، وبإمكانها تغطية 65% من حاجاتها الاقتصادية من خلال المبادلات البينية عبر هذا الاتحاد.
ويحتل الاتحاد الأوراسي الاقتصادي المرتبة الأولى في استخراج النفط بنسبة 14.5% عالميا، والمركز الأول أيضا في إنتاج غاز العالم بنسبة 20.2% والمركز الرابع في إنتاج الحديد بـ4.7% والمركز الخامس في إنتاج الفولاذ في العالم بنسبة 5%.
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
