روسيا تبحث عن حصة أوكرانيا في سوق الحبوب

07 نوفمبر 2022
الحرب تتسبب في تراجع حاد لمحصول الحبوب في أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

رغم عودة روسيا إلى "صفقة الحبوب" المبرَمة مع أوكرانيا عبر وساطة تركيا والأمم المتحدة، إلا أن إعادة تفعيل اتفاق إخراج الحبوب من الموانئ الأوكرانية لم يبدد المخاوف على الأمن الغذائي، في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأجمع خبيران استطلع "العربي الجديد" آراءهما على أن روسيا يمكنها الحفاظ على حصتها في سوق الحبوب في الشرق الأوسط، وحتى إنماؤها، على حساب حصة أوكرانيا، بعد أن جنت في السنة الحالية محصولاً قياسياً يقارب 150 مليون طن.

ويعتبر إيفان ليزان، مدير مكتب التحليل في مركز "سونار-2050" لدراسات قضايا تكامل الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، أنّ العودة إلى صفقة الحبوب تصب في مصلحة روسيا، كونها تجنّبها وقوع مشكلات عسكرية، متوقعاً في الوقت نفسه أن تستحوذ موسكو على حصة كييف في أسواق الشرق الأوسط.

ويقول ليزان لـ"العربي الجديد" إن "مصلحة روسيا جراء العودة إلى صفقة الحبوب واضحة، وهي تتمثل في تجنب المشكلات العسكرية ووفاء الغرب بالتزاماته المتعلقة بفتح الأسواق أمام الحبوب والأسمدة الروسية". وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فإن روسيا تطالب الغرب بتخفيف القيود المفروضة على مصرف "روس سلخوز بنك" الحكومي الزراعي، لتسهيل عملية تصدير الحبوب الروسية.

ويقلل ليزان من أهمية تأثير عودة أوكرانيا إلى سوق الحبوب على منافستها مع روسيا في أسواق الشرق الأوسط، مضيفا: "نظرا لتراجع محصول الحبوب في أوكرانيا بمقدار الضعف هذا العام، فهي لا تنافس روسيا بشكل مباشر في السوق العالمية في المرحلة الراهنة، إذ تركز أوكرانيا إمداداتها على الاتحاد الأوروبي، بينما تستحوذ روسيا على أسواقها التصديرية غير الأوروبية".

ويتوقع أن تزاحم روسيا أوكرانيا في سوق الحبوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قائلاً: "جنت روسيا في السنة الحالية محصولاً قياسياً من الحبوب يبلغ 150 مليون طن، مما يمكنها من زيادة حصتها في الأسواق الهامة مثل مصر التي فسخت عقودها مع أوكرانيا... صحيح أنّ مشتري الحبوب الروسية يواجهون صعوبات مثل رفض المصارف إصدار الاعتمادات وعزوف شركات التأمين عن إصدار وثائق التأمين، ولكن روسيا يمكنها تعويض المشترين عن طريق منح تخفيضات مثلما تفعل مع إمدادات النفط والفحم".

بدوره، يرى إيفان بوتشاروف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنّ استعادة "صفقة الحبوب" تصب في مصلحة روسيا، مقرا في والوقت نفسه بأن عودة موسكو إليها لا تعني إبعاد التهديدات للأمن الغذائي العالمية تلقائياً، نظراً لبقاء أسعار الحبوب والقمح عند مستويات مرتفعة، ومواجهة بعض الدول نقصاً في العملة الأجنبية، كما هو حال مصر.

ويقول بوتشاروف لـ"العربي الجديد" إن "إغلاق ممر الحبوب كان سيؤثر على أسعار الحبوب وتذبذباتها، ولكن روسيا استأنفت مشاركتها في الصفقة، والإمدادات عبر الممر البحري المحدد ستستمر مع الإبقاء على الضمانات الحالية لأمان الملاحة البحرية، إلا أن الأزمة الغذائية العالمية لم تزل قائمة، بل لا يزال الأمن الغذائي لمصر وغيرها من بلدان الشرق الأوسط على المحك".

ويضيف: "المخاطر تشمل الدول ذات أكبر عدد من السكان مثل مصر، وكذلك البلدان التي تعيش نزاعات مسلحة وأزمات داخلية... بصفتها أكبر مستورد للقمح في العالم، لا تزال مصر رهينة لأسعار الغذاء، شأنها في ذلك شأن غيرها من الدول العربية، إذ تهدد الأسعار المرتفعة تحقيق البرامج الحكومية لدعم الخبز".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، الأربعاء الماضي، استئناف مشاركة موسكو في صفقة الحبوب المبرمة مع أوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا، وذلك بعد حصولها على ضمانات من أوكرانيا بعدم استخدام ممر الحبوب في أعمال القتال. وسمح الاتفاق الذي أبرم في يوليو/تموز، بتصدير ملايين أطنان الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء النزاع في فبراير/شباط. وتسبب هذا الحصار في ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، مثيراً مخاوف من حدوث مجاعة.

المساهمون