وعيد الحكومة المؤقتة لم يوقف التجاوزات.. مزارعو الزيتون في عفرين السورية ضحية الإتاوات
لم يردع وعيد وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة في شمال البلاد فصائل ومجموعات عن مواصلة الاعتداء وفرض الإتاوات على مزارعي الزيتون في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية من السكان، الذين يعانون في كل موسم قطاف منذ عام 2018 من تجاوزات بحقهم.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أن قياديا في فصيل "أحرار الشرقية" "فرض إتاوات مالية على موسم الزيتون في قريتي مسكة فوقاني ومسكة تحتاتي في ناحية جنديرس بريف عفرين الغربي".
وأكد أن هذا القيادي "طالب بـ 100 تنكة (صفيحة سعة 20 ليتر) زيت زيتون من كل عائلة تملك 1000 شجرة زيتون، و20 تنكة لكل عائلة تملك أقل من 1000 شجرة زيتون".
وأشار إلى أنه وزع عناصره على المعاصر لفرض إتاوات مالية بقوة السلاح.
وفي السياق ذاته، أكد المرصد أن فصيل "السلطان مراد" سرق محصول نحو 2000 شجرة في قرية كوتانا في ناحية بلبل بريف عفرين، تعود ملكيتها لمواطن من أهالي القرية، كما سرق محصول 800 شجرة زيتون لمواطن آخر، فضلا عن تعرض محصول الزيتون في قرية بيله في ذات الناحية للسرقة من قبل الفصيل ذاته.
وكانت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة قد منعت، في تعميم لها في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، "منعاً باتاً تحصيل أي ضرائب عينية أو مادية من محصول الزيتون تحت أي مسمّى"، طالبة من كل الفصائل المحافظةَ على "أرزاق المواطنين" وتسهيل جني المحصول ونقله بحرية تامة.
وطالب هشام اسكيف من مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثاني التابع للجيش الوطني المعارض، في حديث سابق مع "العربي الجديد"، أصحاب الحقوق بـ"التوجه إلى الشرطة العسكرية في الجيش الوطني لتقديم الشكاوى"، مضيفا: الخوف لا يعيد الحق ولا يردع أي معتد على حقوق الناس.
من جانبها، أكدت "منظمة حقوق الإنسان عفرين" التي تعمل في منطقة شرق نهر الفرات الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في بيان، أن بعض الفصائل تواصل قطع الأشجار الحراجية، وفرض الإتاوات على أصحاب مزارع الزيتون.
وقال إبراهيم شيخو، وهو الناطق باسم المنظمة، إن "الإتاوات فُرضت على الإنتاج وعلى الأشجار"، مشيرا إلى أن "الضريبة تتراوح ما بين 10% و50% من نسبة الإنتاج"، مضيفا: "بعض الفصائل فرضت 7 دولارات على كل شجرة في بعض البلدات في عفرين".
من جانبها، نفت عدة جهات محلية حدوث تجاوزات بحق مزارعي الزيتون في منطقة عفرين، مضيفة: "لا أحد يمكنه فرض إتاوات بشكل معلن ومخالفة تعليمات الجيش الوطني الواضحة، ولكن هناك مجموعات منفلتة تتعدى على بعض المزارع".
ولكن الحقوقي رديف مصطفى أكد، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هناك سرقة وهناك إتاوات تفرض من كافة الفصائل المسيطرة على مزارعي الزيتون في عفرين"، مشيرا إلى أن "هذه الإتاوات غير موحدة".
وأضاف أن "هناك مبالغة في ما يخص التجاوزات في عفرين بشكل عام، ولكن مشكلة السرقات وفرض الإتاوات لم تحل".
وتضم عفرين ملايين الأشجار التي يُقدّرها البعض بنحو 22 مليون شجرة، كانت تنتج نحو 270 ألف طن من الزيتون، فيما تعادل مزارع زيتون عفرين نحو 20% من مزارع الزيتون في سورية ككل.
وقبل العام 2011، كانت عفرين تضم مئات المعاصر التي تنتج زيتاً يُعد الأطيب على مستوى سورية، وكان يشكل مصدر الدخل الأول لسكانها.