رئيس حكومة النظام السوري يبحث في طهران تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية مع إيران

10 ديسمبر 2023
حسين عرنوس التقى كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران (الأناضول)
+ الخط -

بحث رئيس حكومة النظام السوري حسين عرنوس مع كبار المسؤولين في العاصمة الإيرانية طهران سبل تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين سورية وإيران.

وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أن عرنوس اجتمع، صباح اليوم الأحد، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، وبحث معه العلاقات الثنائية و"ما أُنجز خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة السورية الإيرانية، وما حققته من نتائج في مختلف المجالات الاقتصادية".

ونقلت الوكالة عن عرنوس قوله إن حكومتي البلدين "تعملان بكل الطاقات لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه على أرض الواقع، وصولاً إلى تحقيق منجزات عملية تخدم مصالح البلدين في ظل ما يتعرضان له من ضغوط وعقوبات جائرة".

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اجتمع، مساء أمس السبت، مع عرنوس والوفد المرافق، لافتا وفق صحيفة "الوطن" الموالية إلى أنه تم تنفيذ قدر كبير من الاتفاقيات الاقتصادية التي تم التوصل إليها مع رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال زيارته إلى سورية في مايو/ أيار الماضي.

وشدد رئيسي على "ضرورة تسريع التنفيذ الكامل للاتفاقيات والتفاهمات بين البلدين، معتبرا أن "لدى إيران وسورية قدرات هائلة لتوسيع تعاونهما في المجالات الاقتصادية والتجارية".

من جهته، اعتبر عرنوس أن زيارة رئيسي الأخيرة إلى دمشق كانت "نقطة تحول في العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وساهمت بدفع التعاون الثنائي على الصعد كافة"، مؤكدا "حرص الحكومة السورية على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات ومنها السياحة والمصارف والنقل والزراعة والصناعة".

وكان الجانبان وقعا، أمس، خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المنعقدة حاليا في طهران، عددا من الاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم.

وذكر بيان لحكومة النظام السوري أن رئيس اللجنة من الجانب السوري رئيس الوزراء حسين عرنوس ورئيس اللجنة من الجانب الإيراني النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر محضر وقعا بروتوكول اجتماعات اللجنة العليا المشتركة السورية الإيرانية.

الاتفاقيات الاقتصادية بين النظام السوري وإيران

وشملت الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة ملحقاً لاتفاقية التجارة الحرة السورية الإيرانية الموقعة بين البلدين عام 2011، ومذكرة تفاهم للتعاون بين مصرف سورية المركزي والمصرف المركزي الإيراني، ومذكرة تفاهم في مجال السياحة وأخرى للتعاون في مجال الآثار والمتاحف وفي مجال الرياضة.

‏ كما وُقعت مذكرة تفاهم بين "مكتبة الأسد" في سورية ومنظمة الوثائق والمكتبة الوطنية في ايران.

ووقع مذكرات التفاهم والاتفاقيات الاقتصادية المذكورة عن الجانب السوري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل وحاكم مصرف سورية المركزي محمد عصام هزيمة وثريا الإدلبي، معاونة رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي.

صعوبات التنفيذ 

ولفت الاقتصادي فؤاد عبد العزيز، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "معظم الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين الجانبين في السنوات الماضية ظلت حبرا على ورق".

وأضاف أن "سبب ذلك يعود لعدم جدواها الاقتصادية من وجهة نظر الشركات الإيرانية، بعد استنفاد معظم الفرص والإمكانات الاقتصادية في سورية نتيجة الاستحواذ عليها سابقا من جانب ايران وروسيا، بحيث لم يتبق الكثير من المجالات مما قد يدر أرباحا معقولة لتلك الشركات".

وأكد أن "ذلك يترافق مع الخراب الكبير في البنى التحتية، والافتقار إلى الطاقة والكهرباء، فضلا عن العقوبات الدولية المفروضة على الجانبين، ما يزيد من صعوبات أي استثمار ويجعل عوائده منخفضة من الناحية الاقتصادية، برغم وجود دوافع سياسية للإعلان عن مزيد من الاتفاقيات الاقتصادية بين الجانبين".

على صعيد متصل، انتهت الكوادر الفنية في شركة توليد كهرباء بانياس في محافظة طرطوس من أعمال صيانة وإعادة تأهيل المجموعة الغازية التي تعطلت وخرجت عن الخدمة منذ عام 2013.

ونقل موقع "أثر برس" المحلي عن مدير الشركة قصي ديبة قوله إن الكلفة الإجمالية للأعمال بلغت 8.8 ملايين يورو، وأنه جرى ربط المجموعة بنجاح، وهي جاهزة للعمل في الوقت الذي يتوفر فيه الغاز.

وأشار إلى أن هذه المجموعة خرجت عن الخدمة عام 2013 خلال الحرب، وفي عام 2019، قامت الشركة الإيرانية "مبنا" بإعادة تأهيلها وتحويلها للعمل على الغاز.

وأوضح ديبة أن السبب وراء بقاء المجموعة خارج الخدمة خلال السنوات الست بين عامي 2013-2019 هو "الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد وعدم التمكّن من تأمين قطع التبديل اللازمة لعملية إصلاح المجموعة".

المساهمون