رئيس الأرجنتين ميلي يحذر من صدمة اقتصادية في خطابه الأول

10 ديسمبر 2023
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي يتحدث إلى الشعب يوم تنصيبه (Getty)
+ الخط -

 تولى الاقتصادي التحرري خافيير ميلي رئاسة الأرجنتين اليوم الأحد، محذرا في خطابه الأول من أنه لا خيار أمامه سوى التزام مسار مالي حاد ومؤلم لإصلاح أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود، في ظل اتجاه التضخم نحو 200%.

وقال من أمام الكونغرس فور تسلمه شؤون منصبه "لا يوجد بديل عن إجراء تعديل صادم... لا يوجد مال".

وتولى ميلي (53 عاما) مهام منصبه خلفا للزعيم البيروني ألبرتو فرنانديز، الذي لم تتمكن حكومته من وقف ارتفاع الأسعار.

وقال ميلي، وهو محلل تلفزيوني سابق ذاع صيته بسبب خطبه الرنانة ضد خصومه والصين والبابا: "لقد تركتنا الحكومة المنتهية ولايتها في الطريق نحو تضخم مفرط... سنبذل كل ما في وسعنا لتجنب مثل هذه الكارثة".

ورغم أن الخطاب لم يتضمن أي تفاصيل، قال ميلي إن الخطوات الرئيسية ستشمل تعديلا ماليا بنحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، من خلال إدخال تخفيضات قال إن من ستتحملها هي "الدولة وليس القطاع الخاص".

ولقيت خطة ميلي الاقتصادية، القائمة على تقليص الإنفاق بشدة، استحسان المستثمرين الذين يرون أنها يمكن أن تؤدي إلى استقرار الاقتصاد المتعثر، لكنها تخاطر بدفع المزيد من السكان لمواجهة مصاعب مالية، إذ يعيش أكثر من خمسي السكان بالفعل في حالة من الفقر.

ويقدر صافي احتياطيات الأرجنتين من العملات الأجنبية بنحو 10 مليارات دولار، كما بلغ معدل التضخم السنوي 143%، وهو آخذ في الارتفاع. وأصبح الركود وشيكا في البلاد، كما تسببت ضوابط رأس المال في عدم السيطرة على أسعار الصرف.

وحذر ميلي في خطابه من أن التضخم قد يصل إلى 15 ألفا بالمائة سنويا في حالة عدم كبح جماحه، متعهدا "بالمحاربة بكل ما أوتيت من قوة" للسيطرة عليه. كما حذر من "قنبلة" ديون بقيمة 100 مليار دولار.

وتحتاج الأرجنتين، وهي مُصدر رئيسي للحبوب، إلى تجديد برنامج قروض متعثر بقيمة 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي، في حين يحتاج ميلي إلى تحسين العلاقات مع الشريكين التجاريين الصين والبرازيل، اللذين انتقدهما خلال حملته الانتخابية.

وكان ميلي الذي فاز في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، والمعروف بالـ"المجنون"، قد وعد بخفض الإنفاق الحكومي في بلاده بنحو 40% للمساعدة في تقليص معدل التضخم.

وقال ميلي، إن الأرجنتين التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، ظلت لسنوات تقدم إعانات سخية ومعاشات تقاعدية وعقود أشغال عامة، حتى لو اضطرت إلى طباعة النقود للقيام بذلك، متعهداً بإلغاء العملة المحلية، واعتماد الدولار الأميركي بدلاً منها، بالإضافة إلى إنهاء وجود البنك المركزي. كما وصف ميلي الضرائب بأنها مجرد سطو مسلح من قبل الحكومة. وقال في هذا الصدد، "من أنت لتضع يديك في جيبي؟".

ولكن حسب تحليل لجريدة "وول ستريت جورنال"، تخلى ميلي الأسبوع الماضي عن بعض كبار المستشارين الاقتصاديين الذين تم تجنيدهم لمساعدته في إغلاق البنك المركزي واعتماد الدولار كعملة وطنية، واختار بدلاً من ذلك مسؤولين من حكومة يمين الوسط السابقة التي سخر منها سابقًا.

ووفق الصحيفة الأميركية، أشار ميلي اليوم الأحد إلى أنه "لم يقل أحد إن القضاء على البنك المركزي سيكون فورياً".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون