تنطلق في دمشق، غداً الإثنين، أعمال المؤتمر العربي للمدن الصناعية، الذي ينظمه الاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية العربية، وترعاه الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وبالتنسيق مع اتحاد الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية واتحاد تكنولوجيا المعلومات واتحاد القياس والمعايرة.
ويهدف المؤتمر الذي سيكون تحت عنوان "الاستثمار في المدن والمناطق الصناعية العربية ودوره في إحداث نقلة نوعية"، إلى تشجيع الاستثمارات في قطاع المدن والمناطق الصناعية العربية.
وذكر الأمين العام للاتحاد، سامر أحمد الحمو، في تصريحات إعلامية، أنّ المؤتمر "سيمثّل ملتقى مهماً للجهات العامة والخاصة في سورية، لعرض الفرص الاستثمارية المتوافرة".
وكان الوفد العراقي برئاسة وزير الصناعة والمعادن، منهل عزيز الخباز، أول الواصلين، أمس السبت، إلى دمشق، للمشاركة في أعمال المؤتمر.
وبحسب مصادر من العاصمة السورية، فقد وصلت وفود عربية عدة، منها خليجية، إضافة إلى تمثيل شركات أجنبية، مقرّها لبنان، للمشاركة في أعمال المؤتمر الذي يستمر ليومين في فندق "الداما روز" بدمشق.
ويعتبر الاقتصادي السوري عماد الدين المصبّح، أنّ المشاركة العربية في المؤتمر "تكسر عزلة نظام بشار الأسد وتروّج له؛ لأنّ الدورة 85 لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التي أوصت بتأسيس هذا الاتحاد عام 2009، وافقت على جعل مقرّه الدائم في دمشق، بل وحددت سورية لاستضافة المؤتمر لهذا العام".
المصبح: يحاول نظام الأسد في دمشق عقد أي مؤتمرات أو فعاليات ليسوّق أنه خرج من العزلة وبدأ إعادة الإعمار
وفي حين يرى المصبح أنّ هدف المؤتمر "سياسي وترويجي"، يشير، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "عدم جدواه بكسر العزلة ولا حتى بجذب رساميل إلى سورية؛ لأنّ المناخ العام في سورية طارد بامتياز، فعدا تصميم واشنطن ودول أوروبية على ربط إعادة الإعمار بالحل السياسي، تفتقر سورية اليوم لأي عامل جذب، بل إنّ الصناعيين السوريين يهاجرون نحو مصر والسودان والأردن، بعد غلاء أسعار الطاقة وندرتها وانقطاع الكهرباء لنحو عشرين ساعة يومياً".
وأوضح أنه "لا قدرة شرائية لدى السوريين ولا مناخاً يجذب أي رأسمال عربي"، معتبراً أنّ استمرار متاجرة نظام الأسد بإعادة إعمار سورية "غير مجدية ومغرية لأحد".
ويأسف الاقتصادي السوري، لـ"سعي دول عربية وغير عربية إلى كسر عزلة الأسد ومحاولة تسويقه، رغم يقين الجميع باستحالة ذلك، وعدم استبعاد انهيار الاقتصاد السوري والليرة قريباً، بعد موجات التفقير وتراجع موارد الخزينة، وتوقف أنصار النظام عن دعمه المباشر".
وبرأي المصبح، يحاول نظام الأسد في دمشق عقد "أي مؤتمرات أو فعاليات لتشارك فيها دول إقليمية ودولية، ليسوّق أنه خرج من العزلة وبدأ العد الإيجابي وإعادة الإعمار".
واستشهد المصبح بانعقاد مؤتمر دولي للتحول الرقمي في دمشق، الشهر الماضي، شاركت فيه معظم الدول العربية وروسيا والنمسا واليونان والهند وسويسرا.