دعم المصارف ينعكس ارتياحاً في الأسواق المالية

17 مارس 2023
(Getty)
+ الخط -

بعد أسبوع عصيب أصاب ثقة المستثمرين في الصميم نتيجة أزمة سيولة البنوك المستجدة انطلاقا من الولايات المتحدة، اتجهت أسواق المال إلى التهدئة مع قرب نهاية التداولات اليوم الجمعة.

فقد ساد الارتياح الأسواق الآسيوية، الجمعة، غداة انفراج بورصات وول ستريت والبورصات الأوروبية، فعاودت الارتفاع على وقع التدابير المتخذة دعما لمصرف كريدي سويس والمصارف الأميركية والرسالة المطمئنة الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي.

وتعهدت 11 من أكبر المصارف الأميركية، الخميس، بمساعدة مصرف فيرست ريبابليك، الرابع عشر بين مصارف الولايات المتحدة من حيث حجم الأصول، لإخراجه من وضع صعب بعد انهيار "بنك سيليكون فالي" و"سيغنتشر بنك" و"سيلفرغايت"، ولا سيما أن زبائنه من الأثرياء أساسا.

وأتاح هذا التحرك تقليص انهيار المصرف الكاليفورني من أكثر من 30% إلى حوالى 10%، ولقي ترحيبا من السلطات الأميركية ووزارة الاقتصاد والاحتياطي الفدرالي وهيئتين ضابطتين للقطاع المالي.

وأوضح الاحتياطي الفيدرالي، الخميس، أنه أقرض حوالى 12 مليار دولار للمصارف منذ الأحد من خلال برنامج جديد يسمح لهذه البنوك بتفادي مشكلات السيولة والاستجابة لطلبات عملائها سحب ودائعهم.

أما القروض الاعتيادية لآجال قصيرة جدا، فسجلت ارتفاعا كبيرا خلال أسبوع من حوالى خمسة مليارات دولار إلى 152 مليار دولار.

كما أقرض الاحتياطي الفدرالي 142.8 مليار دولار إلى الكيانين اللذين أنشأتهما الهيئات الضابطة لخلافة سيليكون فالي بنك وسيغنتشر بنك، بحسب "فرانس برس".

محاولة تفادي تكرار أزمة 2008 المالية

وانتقلت المؤشرات الأميركية الرئيسية، مساء الخميس، إلى الارتفاع بعدما بدأت التداولات على تراجع، فأغلق مؤشر إن أند بي 500 على +1.8%.

وقالت ماريس أوغ، من مكتب تاور بريدج أدفايزرز للخدمات المالية، إن وول ستريت "تأمل بأن الأسوأ بات خلفنا"، مضيفة "إذا سحبتم فرضيات إفلاس فيرست ريبابليك وكريدي سويس، فهذا يطمئن الناس".

وأوضحت قائلة: "لا أعتقد أننا سنكرر 2008 لأن المشكلة لا تأتي من محفظات الاعتمادات بل من أن (الاحتياطي الفدرالي) رفع معدلات فائدته من صفر إلى 4.5% خلال 9 أشهر".

وتعافت البورصات الأسيوية، صباح الجمعة، من تقلبات الخميس، وارتفع مؤشر نيكاي الرئيسي في بورصة طوكيو 0.69% عند افتتاح الجلسة، فيما ارتفع مؤشر توبيكس 0.68%. وفي شنغهاي ارتفع المؤشر المركب بنسبة 0.57% ومؤشر شنزن 0.71%.

وكانت البورصات الأوروبية قد عاودت الارتفاع، الخميس، بعد رسالة الثقة التي وجهها البنك المركزي الأوروبي إلى القطاع المصرفي.

ورفع البنك الذي يتخذ مقرا في فرانكفورت معدل فائدته الرئيسية نصف نقطة، مؤكدا استعداده للتدخل عند الحاجة من أجل "الحفاظ على الاستقرار المالي" في منطقة اليورو.

وأثار ذلك اطمئنانا في الأسواق، فأغلقت باريس على 2.03% وفرانكفورت على 1.57% وميلانو على 1.38% ولندن على 0.89%، ولو أن هذه الأرباح بقيت أدنى من خسائرها في اليوم السابق.

واليوم الجمعة، واصلت الأسهم الأوروبية تعافيها للجلسة الثانية على التوالي، إذ هدأت الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وأوروبا لدعم البنوك من حدة المخاوف بشأن انهيار وشيك، لكن المؤشر الأوروبي في طريقه لتسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.

وصعد المؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.8%، بحلول الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش، إذ زاد مؤشر البنوك 1.3%، بعد خطة إنقاذ قيمتها 30 مليار دولار قدمتها البنوك الأميركية الكبيرة لـ"بنك فيرست ريبابليك" المحاصر بالمشكلات.

جاءت الحزمة بعد أقل من يوم من حصول بنك "كريدي سويس" السويسري على قرض طارئ من البنك المركزي يصل إلى 54 مليار دولار لدعم السيولة. وصعد سهم "كريدي سويس" 1.8% في التعاملات المبكرة بعدما قفز 19%، أمس الخميس، وفقا لبيانات "رويترز".

وصعد المؤشران الإسباني والإيطالي اللذان تهيمن عليهما البنوك 0.7% و1.0% على التوالي، لكنهما في طريقهما لتكبد خسائر أسبوعية كبيرة.

إلى ذلك، أعلن حاكم البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيلوروا دي غالو، الجمعة، أنّ "المصارف الفرنسية والأوروبية قوية للغاية"، وذلك غداة رفع البنك المركزي الأوروبي معدل الفائدة في ظلّ الاضطرابات التي يشهدها النظام المصرفي.

وقال عبر إذاعة "بي اف ام بيزنس" إنّ "المصارف الأوروبية ليست في وضع بعض المصارف الأميركية لسبب بسيط للغاية وهو أنّها لا تخضع للقواعد ذاتها"، في إشارة إلى انهيار بعض المصارف الإقليمية أخيرا في الولايات المتحدة، ما أحدث اضطرابات في الأسواق.

وقال متحدث باسم البنك المركزي الأوروبي إن البنك سيعقد اجتماعا طارئا لمجلس الإشراف اليوم، لبحث القلق في قطاع البنوك بعد التقلبات التي شهدتها السوق أخيرا.

وذكر المتحدث لرويترز: "سيجتمع مجلس الإشراف لتبادل الرؤى ولإطلاع الأعضاء على أحدث التطورات في قطاع البنوك". ويعقب الاجتماع اجتماعا مشابها انعقد قبل أيام ويأتي بعدما رفع البنك أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس، أمس الخميس، بحسب "فرانس برس".

ارتفاع أسعار النفط العالمية 1%

هذا وارتفعت أسعار النفط نحو 1% اليوم، بعد اجتماع بين السعودية وروسيا أدى إلى تهدئة الأسواق وسط توقعات طلب قوي بالصين، بعدما أدت أزمة مصرفية إلى عمليات بيع مكثفة في الأسواق المالية والنفطية العالمية هذا الأسبوع.

وبحلول الساعة 4 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 81 سنتا إلى 75.51 دولارا للبرميل. وكانت قد أنهت، أمس الخميس، سلسلة خسائر استمرت 3 أيام وسجلت ارتفاعا 1.4% عند التسوية.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 78 سنتا إلى 69.13 دولارا، بعدما سجل أمس ارتفاعا 1.1% عند الإغلاق.

وسجلت عقود الخامين أدنى مستوياتها في أكثر من عام هذا الأسبوع وتتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ ديسمبر/كانون الأول عند نحو 10%. وتراجع النفط وأصول عالمية أخرى هذا الأسبوع بينما دفع انهيار بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر الحكومتين الأميركية والسويسرية إلى السعي لدعم السيولة لدى البنوك.

وتجتمع اللجنة الاستشارية لتحالف "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا، في 3 إبريل/نيسان المقبل، بحسب "رويترز".

المساهمون