خفض التضخم في تركيا على رأس أولويات أجندة أردوغان الانتخابية

11 ابريل 2023
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (Getty)
+ الخط -

أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملته الانتخابية اليوم الثلاثاء، وتعهد حزب العدالة والتنمية الحاكم بخفض التضخم إلى رقم في خانة الآحاد، ودعم النمو الاقتصادي، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس لتمديد فترة حكمه الممتدة منذ أكثر من عشرين عاماً في انتخابات 14 مايو/ أيار.

ويواجه أردوغان أكبر تحد سياسي له منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002، وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع عدد مؤيديه في السنوات الأخيرة، بعد أن تسببت السياسات الاقتصادية غير التقليدية في إضعاف الليرة وارتفاع التضخم.

ومع ذلك، كرر أردوغان شعاره الاقتصادي، وهو أن الاستثمار والإنتاج والصادرات وفائض الحساب الجاري ستدعم الناتج المحلي الإجمالي.

التضخم

وقال أردوغان أمام حشد في أحد ملاعب أنقرة "سنواصل تنمية اقتصادنا من خلال الاستثمار والتوظيف والإنتاج والصادرات والفائض الحالي. سنخفض التضخم إلى رقم في خانة الآحاد، وسننقذ بلادنا بالتأكيد من هذه المشكلة".

وأدت سياسة أردوغان القائمة على تخفيض أسعار الفائدة بشدة إلى وصول التضخم لذروة 24 عاماً، متجاوزاً 85% في أكتوبر/ تشرين الأول قبل أن ينخفض ​​إلى نحو 50% في مارس/ آذار.

وقال حزب العدالة والتنمية في البرنامج الانتخابي "سنعمل على تحسين الاستثمار بشكل أكبر من خلال دمج هيكل قائم على اقتصاد السوق الحرة مع دول العالم"، بهدف تحقيق نمو سنوي قدره 5.5% في 2024-2028 وناتج محلي إجمالي قدره 1.5 تريليون دولار بنهاية عام 2028.

وقال أردوغان الأسبوع الماضي إنه شكل فريقاً لتعزيز السياسات الاقتصادية بتنسيق من الاقتصادي المعروف محمد شيمشك الذي يحظى باحترام المستثمرين الدوليين.

وكان بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية قد قالوا في السابق إنهم يريدون من شيمشك أن يدعم سياسات السوق الحرة بعد سنوات من تبني أردوغان سياسات غير تقليدية.

لكن البرنامج الانتخابي لم يشر صراحة إلى العودة إلى السياسات التقليدية واكتفى بالقول إن سياسة خفض أسعار الفائدة كانت المحرك الرئيسي لرجال الأعمال الذين يستثمرون في القطاع العقاري ويوفرون فرص عمل.

التجارة الخارجية والسياحة

وقال أردوغان إن حزبه "العدالة والتنمية" سيعمل على رفع حجم التجارة الخارجية للبلاد إلى تريليون دولار، وجذب 90 مليون سائح.

وأضاف: "سنعزز الاستثمارات السياحية لتحقيق هدف 90 مليون سائح وإيرادات بقيمة 100 مليار دولار سنوياً (من ذات القطاع)".

وأكد أن هدف حكومته يتمثل في رفع حجم التجارة الخارجية إلى تريليون دولار، وذلك من خلال التركيز على الإنتاج والاستثمار والتصدير.

وتابع: "بمعدل نمو سنوي 5.5% سنزيد دخلنا القومي خلال الفترة المقبلة إلى 1.5 تريليون دولار، ثم إلى 2 تريليون دولار وهو هدفنا الرئيسي".

وأوضح الرئيس التركي أنه بفضل معدلات النمو ستوفر الحكومة 6 ملايين وظيفة جديدة في 5 سنوات، وستخفض معدل البطالة إلى حدود 7%.

وأردف: "سنرفع نصيب الفرد من الدخل القومي في الفترة المقبلة إلى 16 ألف دولار سنوياً ثم إلى مستويات أعلى".

وقال الرئيس التركي: "لا نعتبر تطوير الإنتاج الزراعي مسألة اقتصادية فحسب، بل قضية قومية. ومن أجل ذلك سنرفع الإنتاج الزراعي في المرحلة القادمة إلى 132 مليون طن، والمنتجات البحرية إلى 750 ألف طن".

وأكد أردوغان أنهم سيقيمون الموارد الطبيعية للبلاد بمنظور مستدام يركز على أهداف التنمية الخضراء ويعزز موقع تركيا عالمياً، مع التركيز على تطوير المناطق بناءً على الميزات والفرص المتاحة لها.

انتخابات صعبة هذه المرة

وسيواجه أردوغان مرشح تحالف المعارضة كمال قليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الشهر المقبل.

وفي أحدث استطلاع أجرته شركة متروبول لاستطلاعات الرأي، قال 42.6% من الأشخاص المشاركين في الاستطلاع إنهم سيصوتون لصالح قليجدار أوغلو في الجولة الأولى من الانتخابات بينما قال 41.1% إنهم سيصوتون لأردوغان.

وحصل مرشحان رئاسيان آخران على نسبة تأييد بلغت 7.2%.

وستشهد تركيا إجراء انتخابات برلمانية أيضاً.

وانخفضت نسبة تأييد أردوغان انخفاضاً طفيفاً بعد الزلزال المدمر في فبراير/ شباط، وسط انتقادات للسلطات بسبب بطء استجابتها للكارثة.

وقال أردوغان "ستكون أولويتنا في الفترة المقبلة هي إعادة إعمار مدننا التي دُمرت"، مضيفاً أن الحكومة تسعى لبناء 650 ألف شقة سكنية للناجين.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال أردوغان إن حزب العدالة والتنمية سيواصل تطبيع العلاقات في المنطقة بهدف بناء ما يُطلق عليه اسم "محور تركيا".

واتخذت أنقرة في الآونة الأخيرة خطوات لإصلاح علاقاتها مع إسرائيل والسعودية ومصر وسورية، بعد سنوات من التوتر.

وقال أردوغان "يمكننا التفاوض مع الجانبين في الحرب الروسية الأوكرانية وإحراز تقدم ملموس مثل ممر (تصدير) الحبوب وتبادل الأسرى. ولا يزال بإمكاننا التحدث عن احتمال إحلال السلام".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون