سلطت أزمة قناة السويس الضوء على مخطط بفتح ممر بحري بديل لقناة السويس في الصحراء الإسرائيلية.
وازدادت مخاوف المصريين بشأن مستقبل القناة، بعد إعلان إسرائيل عن محادثات لمد خطوط من الإمارات تمر عبر السعودية والأردن حتى إيلات على البحر الأحمر، ثم إلى ميناء عسقلان على البحر المتوسط.
ويعني ذلك، أن منافسا في قطاع النفط سيشارك قناة السويس بإيرادات عبور الخام، والأهم أنه سيفتح الباب أمام دراسة تطوير ممر بري من جنوب إسرائيل إلى غربها في قطاعات تجارية أخرى.
في المقابل، نفت هيئة قناة السويس وجود أية تأثيرات سلبية قد تواجهها بسبب خطوط ملاحة إسرائيلية قد تمتد بين البحرين الأحمر والمتوسط، الواقعين جنوب إسرائيل وغربها.
وذكرت الهيئة في بيان بتاريخ 2 فبراير/ شباط الماضي أن مسار القناة سيظل الأقصر والأكثر أمناً للربط بين الشرق والغرب، حيث تتمكن الحاويات عبر القناة من نقل كميات أكبر من البضائع، وبتكلفة أقل من أية مسارات برية.
وفي الربع الأخير من 2020، وقعت شركة "خطوط أوروبا- آسيا" الإسرائيلية، وشركة "أم إي دي- ريد لاند بريدج ليمتد" الإماراتية، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال نقل النفط الخام بين دول الخليج. ويهدف الاتفاق إلى تطوير بنية تحتية قائمة وجديدة، لنقل نفط دول الخليج إلى أسواق الاستهلاك في أوروبا، والذي يمر معظمه حاليًا عبر قناة السويس.
ولا يقتصر المشروع على نقل النفط والمشتقات النفطية القادمة من الإمارات إلى الأسواق الأوروبية والغربية بل أيضا تشمل إمكانية نقل نفط دول أخرى إلى القارة الأوروبية.
كما تشمل الاتفاقية إمكانية نقل النفط القادم من دول حوض البحرين الأسود والمتوسط باتجاه الأسواق الآسيوية، ما يختصر الوقت والنفقات والتعقيدات الناجمة عن مرور شحنات النفط عبر قناة السويس.
ونقلت صحف إسرائيلية في وقت سابق، عن مسؤول في الشركة قوله إن المفاوضات بين الشركة وشركاء في الشرق والشرق قد بلغت مرحلة متقدمة لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل معهم. ومعظم النفط القادم من دول الخليج نحو الأسواق الأوروبية يمر إما عبر قناة السويس أو عبر خط الأنابيب المصري سوميد الذي تبلغ طاقته نحو مليونين ونصف المليون برميل يومياً.
يذكر أن ناقلات النفط العملاقة لا تستطيع المرور عبر قناة السويس بالتالي إما تفرغ كل حمولاتها في مرفأ عين السخنة النفطي على البحر الأحمر ليجري ضخه عبر أنبوب سوميد إلى مرفأ الإسكندرية على البحر المتوسط ويعاد تحميله في ناقلات النفط لينقل الى الأسواق الأوروبية.
أما الخيار الآخر فهو تفريغ جزء من الحمولة في عين السخنة بحيث تستطيع الناقلة المرور عبر قناة السويس.
وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير نشر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي إن خط أنابيب النفط الذي كان الاحتلال الإسرائيلي يعمل به في السابق كمشروع مشترك سري مع إيران، قد يكون أحد المستفيدين الرئيسيين من اتفاق السلام مع الإمارات بوساطة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. وأضافت المجلة أنه مع إلغاء الإمارات رسمياً للمقاطعة التي استمرت لعقود لإسرائيل، فإن الاحتلال على وشك أن يلعب دوراً أكبر بكثير في تجارة الطاقة في المنطقة، وسياسات البترول، والأعمال الكبيرة، واستثمارات النفط.