خطورة الاتفاق النووي الإيراني على المنطقة

30 مارس 2015
إيران المستفيد الأكبر من الاتفاق حول ملفها النووي(فرانس برس)
+ الخط -

إذا كانت إيران فعلت كل ما فعلت في المنطقة العربية، وهي تحت نيران العقوبات الاقتصادية الغربية الشديدة، والتعرض لحظر قاس على صادراتها الخارجية خاصة من النفط والغاز، وخضوعها لقيود لا مثيل لها على وارداتها من الأسلحة والطيران وغيرها، وتجميد أرصدتها لدى المصارف العالمية، فماذا سيكون عليه الحال لو تم اليوم الثلاثاء حدوث اتفاق بينها وبين القوي الغربية الست حول ملف برنامجها النووي، وبالتالي رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ سنوات؟

وإذا كانت إيران قدمت مليارات الدولارات لنظام بشار الأسد الفاشي ليقتل بها شعبه ويحرق الأرض والنسل، رغم أنها تعاني من أزمات اقتصادية خانقة وأوضاع معيشية متردية لمواطنيها بسبب العقوبات الغربية، فماذا سيكون عليه الوضع لو تسلمت 80 مليار دولار قيمة أرصدتها المجمدة في مصارف أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وجنوب شرق آسيا، وفي مناطق أخرى من العالم في حال الاتفاق على حل المشاكل المتعلقة بالبرنامج النووي ورفع الحظر المفروض عليها من الأمم المتحدة؟

وإذا كانت إيران قدمت الدعم المالي الضخم لحزب الله اللبناني، وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية وجماعة الحوثي باليمن، ولديها في نفس الوقت نحو 15 مليون شخص دون خط الفقر، يمثلون أكثر من 20% من إجمالي عدد السكان البالغ 75 مليون نسمة، فماذا نتوقع منها مع السماح لها بالعودة مجدداً لسوق النفط العالمي، وتصدير إنتاجها النفطي بالكامل لتعويض ما فاتها في السنوات الماضية؟

وماذا سيكون عليه الحال أيضا في المنطقة العربية في حال ارتفاع إيرادات إيران من النقد الأجنبي وزيادة عائدات صادراتها من قطاع النفط بمقدار 2.5 مليار دولار في حال إلغاء العقوبات الغربية المفروضة عليها بالكامل، والسماح لها بإغراق أسواق العالم بالغاز والمعادن والأسلحة والمنتجات الزراعية؟

وإذا كان الإيرانيون يقدمون كل هذا الدعم لأنظمة حليفة لها في سورية والعراق واليمن والبحرين وغيرها، رغم أن دولتهم تعاني حالياً من نقص شديد في الإيرادات حال دون مواجهة الحكومة أزمة البطالة أو زيادة الدعم الحكومي المقدم لبعض السلع الاستراتيجية؛ فماذا سيكون عليه الحال في حال تلقي طهران مليارات الدولارات الإضافية في حال رفع العقوبات الاقتصادية؟

إيران المستفيد الأكبر من الاتفاق حول ملفها النووي في حالة إنجازه اليوم، لأن الاتفاق سيجنب طهران خسائر تقدر بنحو 100 مليار دولار، من المتوقع أن تتكبدها البلاد خلال السنوات القليلة المقبلة حال استمرار العقوبات المفروضة عليها، وسيدر على الخزانة العامة 80 مليار دولار أخرى، كما سيعطي دفعة قوية لحكومة روحاني لحل الازمات المعيشية التي يعاني منها المواطن وكبح جماح الأسعار وهو ما يعطي شعبية كبيرة لها.

الاتفاق النووي المتوقع توقيعه اليوم سيوفر أيضا للنظام الإيراني سيولة مالية ضخمة قد تدفعه لزيادة دعمه للأنظمة المتحالفة معها في المنطقة خاصة نظام بشار الأسد الفاشي والحركات الشيعية، وهو ما يشكل خطراً على المنطقة بالكامل، ولعل ضياع العراق وما يحدث في اليمن وتحول لبنان الدولة إلى حزب داخل دولة حسن نصر الله وحزب الله خير دليل علي ذلك.

اقرأ أيضا:
تمويل الحرب علي اليمن
اقتصاد إيران وحرسها "الثوري"

المساهمون