وصف خبير تركي الحرائق التي اندلعت في تركيا بأنها حرائق مفتعلة، وتعد "إرهاباً بيئياً" قصد منه النيل من اقتصاد تركيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومنذ أيام، اندلعت حرائق غابات في عدة ولايات جنوب غربي تركيا، من ضمن هذه الولايات أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية.
وبلغت حصيلة ضحايا الحرائق في تركيا حتى الآن 6 وفيات وعشرات الإصابات، فيما تمكنت السلطات المعنية من إخماد معظمها. ولكن هناك شكوكاً حول أن هذه الحرائق ليست بسبب عوامل طبيعية، بل إن هناك يداً خفية خلف هذه الحرائق.
وفي حوار خاص لـ"العربي الجديد" مع خبير الاقتصاد التركي يوسف كاتب أوغلو، قال إن تركيا تمر بمرحلة حرجة جداً في موضوع حرائق الغابات المفتعلة، وأكد أن "حرائق الغابات هذه أسميها بالإرهاب البيئي، وهذا مصطلح جديد، لأن ما يحصل الآن في تركيا من حرائق الغابات في أكثر من 36 ولاية وأكثر من 174 حريقاً، تم إطفاء 160 حريقاً منها، يؤكد على أن هذا الأمر دبر من قبل، وأن هناك أيادي بالخفاء تريد أن تعبث بأمن واقتصاد تركيا، خصوصاً ونحن مقبلون على انتخابات 2023".
وشدد الخبير كاتب أوغلو على أن "هذه الحرائق التي هي ظاهرياً تبدو وكأنها بسبب العوامل الطبيعية، ولكن هناك معلومات استخباراتية تؤكد أن ما حدث بفعل فاعل، خصوصاً أنها انتشرت في فترة بسيطة بين 28 يوليو/تموز إلى 3 أغسطس/آب، وامتدت إلى كل هذه الولايات، إذ حدثت مئات الحرائق في وقت واحد، وهذا أمر لا يمكن أن يكون طبيعياً".
وأضاف أن "هناك أدلة وصوراً بالأقمار الصناعية وصوراً لأشخاص وهم يقومون ببداية إشعال الحرائق في بعض المناطق"، مؤكداً أن "التحقيق حتى الآن جارٍ، وقد تم القبض على خمسة من المتورطين في هذه الأفعال".
ويضيف الخبير التركي أن "تركيا دولة قوية وسيطرت على الوضع بأكمله، وكان لديها القوة الكافية لإخماد هذه الحرائق، ولكن الفترة الزمنية كانت قصيرة، والحرائق كانت مبعثرة منها في الجنوب وأخرى في الجنوب الغربي، والآن بدأت تتجه إلى الوسط وبعض المدن الأخرى، ومن الواضح أن هذه الحرائق يراد منها تشتيت أو إضعاف الدولة التركية أو استبيان أن هناك نقصاً في تعامل الدولة مع هذه الحوادث".
وفي السياق نفسه يقول كاتب أوغلو إن "هناك حرباً تستهدف تركيا وأمنها واقتصادها، ونعرف من أين تأتي هذه الحرب الاعلامية الخارجية التي تبث في "السوشيال ميديا" وغيرها، وتحت عنوان هاشتاغ انتشر سابقاً "ساعدوا تركيا"، ونرى أن ملايين من التغريدات تم إرسالها من خلال دول تناصب العداء لتركيا.
وذكر الخبير أن "دولة الإمارات إحدى هذه الدول مع الأسف لإظهار أن تركيا دولة محتاجة ومنكسرة لا تستطيع أن تقوم بحماية مواطنيها أو غاباتها". وقال إن الهدف الرئيسي هو "الضغط على حزب العدالة والتنمية والضغط على الرئيس رجب طيب أردوغان".
وأكد أن "هناك دعماً من دول أجنبية مجاورة لتركيا، منها روسيا وأوكرانيا وأذربيجان وقطر، وهناك أيضاً من واسى تركيا بالكلمات والخطابات، حيث أرسلت أكثر من خمسين دولة رسائل تعاطف مع تركيا، لكن أنقرة كانت تأمل من هؤلاء، وخصوصاً الدول العربية والإسلامية، أن لا تكتفي بالرسائل وترسل دعماً حقيقياً على أرض الواقع".
وحول ما إذا كانت السياحة التركية تأثرت بحرائق الغابات، قال الخبير ذاته إن "هذه الحرائق تم تدبيرها في الأماكن السياحية الجنوبية التي هي دائماً مناطق سياحية دولية، وتستقطب السياح الأجانب، مثل ازمير ومارميس وبودرم وأنطاليا ومارسين"، متسائلاً: "هذا الساحل الجنوبي يضم مناطق سياحية، والغابات منتشرة في تركيا في كل المناطق، فلماذا الحرائق في المناطق السياحيه فقط؟"، ليجيب بأن "هذا يدل على أنها حرائق مخطط لها أن تضرب الاقتصاد التركي من خلال ضرب موسم السياحة، فهذه المناطق أصبحت خالية وتم إخلاؤها من كل السياح والمواطنين".
وحول كيفية علاج الأضرار التي لحقت بالمواطنين المتواجدين في أماكن الحرائق، قال كاتب أوغلو: "الحكومة التركية قامت بتقديم مساعدات عاجلة من خلال حزمة مساعدات خصصت أكثر من 50 مليون ليرة تركية (تقريباً 6 مليون دولار أميركي) مساعدات عاجلة ومباشرة للمتضررين، وتأجيل الضرائب عليهم، وتأجيل الالتزامات للدولة، وإعطائهم بدل إيجار لمن فقد منزله".
وذكر أن "الحكومة التركية بدأت حملة تشجير الغابات المحترقة، وهذا يدل على مدى سرعه تجاوب تركيا والحكومة التركية مع الحدث". وأضاف أن "تركيا سوف تجتاز هذه الأزمة".
وكانت المديرية العامة للغابات التركية قد أعلنت، يوم الأربعاء، إخماد 160 حريقاً من أصل 174 اندلعت في الأيام الـ8 الأخيرة، في 39 ولاية.
وقالت المديرية في بيان لها إنه تم تسجيل 174 حريق غابات في الفترة بين 28 يوليو/ تموز الماضي إلى 4 أغسطس/ آب الحالي، في 39 ولاية. وأضافت أنه تم السيطرة على 160 حريقاً، فيما لا تزال جهود الفرق المختصة مستمرة لإخماد 14 حريقاً في 5 ولايات.
وأشارت إلى أن 16 طائرة، و9 مسيّرات، و51 مروحية، ومروحية مسيرة، و850 سيارة إطفاء، و150 شاحنة أشغال عامة، ونحو 5 آلاف و250 شخصاً يشاركون في إخماد الحرائق المستمرة.