خبراء يستبعدون ركود الاقتصاد الأميركي... ويلين تقول إن الأمر لم يحسم بعد

09 يوليو 2023
آمال أميركية بتحقيق الاقتصاد هبوطاً ناعماً يتجنب فيه الركود (Getty)
+ الخط -

مر نصف العام ولم يحدث الركود الذي انتظره كثيرون في أميركا، ليبدأ بعض الخبراء في تبشير الأميركيين بزوال الخطر، إلا أن وزيرة الخزانة جانيت يلين أكدت اليوم الأحد من الصين أن الوقت مازال مبكراً لاستبعاد دخول الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود بصورة نهائية.

وشهد النصف الأول من العام ارتفاع أسواق الأسهم الأميركية بصورة لا تتناسب مع توقعات دخول الاقتصاد في ركود، التي كانت الأعلى في التاريخ الحديث، حيث ارتفع مؤشر ناسداك بأكثر من 32%، وقفز مؤشر إس أند بي 500 بأكثر من 15%، كما أظهرت البيانات تباطؤ معدل ارتفاع الأسعار، وظهور بعض الهدوء في سوق العمل التي كانت مشتعلة.

ومع ذلك، نقلت بلومبيرغ اليوم الأحد عن يلين عدم استبعادها خطر حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، وتأكيدها أنه "أمر مناسب وطبيعي" أن يتراجع النمو إلى معدلات معتدلة، بالإضافة إلى إشارتها إلى أن التضخم لا يزال مرتفعا للغاية.

وقالت يلين في نص مقابلة مع قناة "سي بي إس" في برنامج "واجه الأمة Face the Nation"، سيتم بثه مساء اليوم، إن مخاطر الركود "ليست بعيدة تمامًا عن الطاولة".

وأضافت، بعد اجتماعها مع كبار القادة الصينيين، إن نمو الوظائف الشهري يتباطأ كما هو متوقع بعد أن ظل عند "مستوى عالٍ".

وأضافت يلين: "لدينا اقتصاد سليم، وسوق عمل كبيرة، وتضخم مرتفع للغاية، ومصدر قلق لنا وللشعب الأميركي، لكنه ينخفض بمرور الوقت، وآمل، وأعتقد، أن هناك طريقًا لخفض التضخم في سياق سوق عمل صحي، والبيانات التي رأيتها تشير إلى أننا نسير على هذا المسار".

ولكن كان هناك عدد من الخبراء ممن شعروا بارتياح أكبر تجاه الاقتصاد الأميركي

ست كاربنتر.. كبير الاقتصاديين لدى مورغان ستانلي

اعتبر كاربنتر، في حديثه لـ"ياهو فاينانس" أن سوق العمل، التي استحوذت على الاهتمام خلال النصف الأول من العام، بدأت بالفعل في التباطؤ، إلا أنه أكد أن معدل إضافات الوظائف مازال قوياً، مشيراً إلى تسببه في استمرار الإنفاق القوي عند الأميركيين.

وقال كاربنتر: "بمجرد هدوء الأسواق مع توقف بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) عن رفع الفائدة، ستتلاشى تماماً مخاوف الدخول في ركود".

بول كروجمان.. الحائز على نوبل في الاقتصاد

وقبل أسبوعين، غرد كروجمان، الذي يدرّس الاقتصاد بجامعة سيتي في نيويورك، على موقع التواصل "تويتر"، مؤكداً إيجابية البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأميركي، وقال: "التضخم يتراجع، ولا علامات على ركود الاقتصاد".

وهذا الأسبوع، كتب الاقتصادي الكبير مقالاً للرأي، في جريدة "نيويورك تايمز"، قال فيه: "يوضح لنا هبوط  مؤشر البؤس (الذي يقيس التضخم والبطالة) كثيرا مما يحدث ومما لم يحدث أيضاً. ما لم يحدث، على الرغم من قرع طبول التحذيرات الرهيبة في وسائل الإعلام، كان الركود. أما ما حدث، فكان إضافة الاقتصاد الأميركي أربعة ملايين وظيفة خلال العام الماضي، ليبقى معدل البطالة بالقرب من أدنى مستوى له في 50 عامًا".

روبرت هوفمان.. الاستراتيجي بوحدة الخدمات المصرفية الخاصة لدى "سيتي بنك"

الجمعة الماضية، قال هوفمان، في حوار مع محطة "سي إن بي سي" الاقتصادية إن "التوقعات السابقة بحدوث الركود مع نهاية عام 2023 تم دفعها إلى نهاية العام القادم 2024"، مشيراً إلى وجود فرص قوية للشركات المتوسطة لتحقيق النمو، مع تلاشي مخاوف الدخول في ركود.

"بنك أوف أميركا"

نشر البنك، الأسبوع الماضي، مذكرة بحثية، اطلع "العربي الجديد" على تفاصيلها، توضح إشارة الانقلاب الحاد لمنحنى العائد إلى انخفاض كبير في معدل التضخم، مع تأكيدهم خروج الاقتصاد الأميركي سليمًا، أي دون الدخول في ركود.

وكتب محللو البنك: "في حين يرى البعض أن انعكاس المنحنى يشير إلى ارتفاع احتمالات الركود فوق المستويات المثالية، فإننا نعتقد أن شكل المنحنى هو دالة لتوقعات تراجع التضخم أكثر من كونها تدهوراً في النمو".

وأضافوا: "نرى أن أسواق العقود المستقبلية والآجلة لا تثمن مخاطر الركود المرتفعة، وبدلاً من ذلك قد تعكس توقعات هبوط آمن أكثر مما تعكسه حالياً الأسواق".

جيرمي سيغال.. أستاذ المالية السابق بجامعة "وارتون"

وفي مقابلة يوم الجمعة الماضي على قناة "سي إن بي سي" الاقتصادية، أكد سيغال، أحد أهم الأصوات المسموعة في وول ستريت، توقع استمرار ارتفاع سوق الأسهم بقوة خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب "تقريراً اقتصادياً ضعيفاً جداً، أو أرباحاً تعكس خيبة أمل حقيقية، حتى تتخلى السوق عن قوتها الحالية".

المساهمون