جيم راتكليف... من ثروات البتروكيماويات إلى أعلى عرض لشراء تشلسي

09 مايو 2022
الملياردير البريطاني جيم راتكليف (Getty)
+ الخط -

سلطت الأضواء كثيراً على الملياردير البريطاني جيم راتكليف، بعدما تقدم بأعلى عرض حتى الآن لشراء نادي تشلسي، لينتقل من عالم البتروكيميائيات الذي جمع ثروته من أروقته إلى تعزيز حضوره في عالم الرياضة. الصفقة تلفت الأنظار إذ إنّ من سيشتري تشلسي سيحل مكان الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، الذي يواجه عقوبات بريطانية على خلفية قربه من رئيس بلاده فلاديمير بوتين.

عرض راتكليف الذي يترأس مجموعة الكيميائيات العملاقة إنيوس، 4.25 مليارات جنيه إسترليني (حوالي 5.2 مليارات دولار) من أجل الاستحواذ على تشلسي، الذي يواجه صعوبات نتيجة العقوبات التي طاولت مالكه الروسي، علماً أنّ النادي اللندني يحتاج توضيح الرؤية حول مستقبله المالي قبل نهاية مايو/أيار الجاري قبل الاستعداد للموسم المقبل.

وكان رومان أبراموفيتش قد أعلن في الثاني من مارس/ آذار الماضي، أنّه خطط لبيع النادي قبل فترة قصيرة من معاقبته من قبل الحكومة البريطانية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

أضحى راتكليف البالغ من العمر 69 عاماً، صاحب أكبر ثروة شخصية في بريطانيا عام 2019، حين قدرت بنحو 21 مليار جنيه إسترليني وهي المرتبة التي فقدها بعد ذلك.

ولفت رجل الأعمال، الذي أسس مجموعته العملاقة إنيوس في 1998 حول البتروكيماويات، الانتباه أكثر عندما نقل ثروته إلى إمارة موناكو، المعروفة بنظامها الجبائي المغري للمستثمرين، بعدما كان من المدافعين عن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. تلك من المفارقات التي يتحدث عنها المراقبون عندما يتناولون سيرة هذا الملياردير الذي يدافع عن "صنع في إنكلترا".

لا شيء كان يشي بأنّ جيم راتكليف سيراكم تلك الثروة ويصبح مليارديراً، فقد نشأ في أسرة متواضعة بسكن اجتماعي في ضواحي مدينة مانشستر. ودرس الكيمياء في جامعة بيرمينغهام وتخرج من معهد الأعمال في لندن، قبل أن يصبح معروفاً بتأسيسه لمجموعة إنيوس الصناعية، التي تطورت بفعل شراء العديد من الفروع.

عندما استضافه معهد لندن للأعمال قبل أيام، تحدث عن مساره، فأكد أنّه بدأ مهندساً في شركة للبترول وأخرى في قطاع النسيج، قبل أن يدخل عالم الأعمال عبر آلية رأسمال المخاطر في سن الخامسة والثلاثين.

قال إنّ أول عملية حيازة كانت كارثية، لكنّه لفت إلى نجاحه في عمليات أخرى، إذ تمكن من شراء فرع الكيمياء التابع لمجموعة بريتيش بتروليوم في عام 1992، وأنه رهن من أجل ذلك منزله، أي كل ما كان يملك.

وبعد ستة أعوام من ذلك، أسس مجموعة إنيوس، التي توفر الزيوت والبلاستيك المركب، وكذلك المحاليل التي تتدخل في تصنيع الأنسولين والمضادات الحيوية. ويصل رقم معاملات المجموعة الصناعية التي يملك 66% من أسهمها، إلى 80 مليار يورو سنوياً، وتوفر 23 ألف فرصة عمل في 26 بلداً.

استطاع راتكليف، شراء نادي نيس الفرنسي في 2019، بعدما سعى إلى مانشستر يونايتد وتشلسي، كما حاز نادي كرة القدم السويسري إف سي لوزان في عام 2018، وفريق رياضة سباق الدراجات سكاي، الذي فاز ببطولة فرنسا في 2019، واستثمر 100 مليون يورو في فرق الزوارق الشراعية إنيوس تيم.

تشير تقارير إعلامية إلى أنه حصل على موعد مع مدير النادي اللندني من أجل التعرف على وضعيته قبل التقدم بعرض لشرائه، بينما تؤكد مجموعة إنيوس أنّ هدف الاستثمار المقترح "هو اللعب الجميل وليس بقصد الربح".

وقال راتكليف: "أعتقد أن السبب بسيط للغاية، إنه قرار كبير لشراء أحد الأصول الوطنية وهو التزام كبير لناحية الوقت والمال". وأضاف في بيان نهاية الأسبوع قبل الماضي: "نحن موجودون من أجل الاستمرار مع النادي على المدى الطويل، وهذا يعني الكثير من المسؤولية التي يجب أن نتحملها ويستغرق الأمر وقتًا للتوصل إلى قرار بالالتزام الكامل.

وصلنا إلى هذا الوضع في نهاية المطاف ونحن ملتزمون. نحن لا نستسلم". ترتبط بجيم راتكليف الكثير من التقارير الإعلامية التي تتحدث عن صعوده القوي طوال السنوات الماضية ليصل إلى مرتبة الصفوة من رجال الأعمال الناجحين.

المساهمون