جواب خاطئ للذكاء الاصطناعي يُخسر غوغل 163 مليار دولار

11 فبراير 2023
المنتج الجديد من غوغل (Getty)
+ الخط -

كلف إنشاء تلسكوب جيمس ويب الفضائي 10 مليارات دولار، لكنه خلّف خسائر لشركة غوغل بأكثر من 160 مليار دولار بعد أن أجاب روبوت الدردشة الجديد لمحرك البحث عن سؤال بشأن التلسكوب بشكل غير صحيح، وفقاً لتقرير نشرته "الغارديان" البريطانية.

وأعلنت كل من غوغل ومايكروسوفت خططاً للبحث المعزز بالذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، ما ينقل السباق إلى مرحلة جديدة. ومع ذلك، فإن إطلاق روبوت المحادثة الجديد، Bard، أخطأ بشكل سيئ عندما ظهر الخطأ في عرض توضيحي.

سُئل برنامج المحادثة التابع لغوغل، وهو منافس لـChatGPT المدعوم من مايكروسوفت، عن التلسكوب، وقالت إحدى الإجابات المعروضة إنه "التقط الصور الأولى لكوكب خارج نظامنا الشمسي". سارع الخبراء إلى ملاحظة عدم الدقة في الجواب. خسرت الأسهم في ألفابت، الشركة الأم لغوغل، 163 مليار دولار في قيمتها يومي الأربعاء والخميس بسبب ذلك. لا تزال الشركة العملاقة تزيد قيمتها على تريليون دولار، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى هيمنتها في مجال البحث. لكن إلى متى؟

أعلنت شركة مايكروسوفت يوم الثلاثاء أنها تستخدم التكنولوجيا وراء ChatGPT، التي طورتها شركة OpenAI، ومقرها سان فرانسيسكو، لتعزيز محرك بحث Bing ومتصفح الويب Edge . وقالت الشركة، التي أعلنت استثماراً بمليارات الدولارات في OpenAI الشهر الماضي، إن التكنولوجيا، القائمة على إصدار أقوى من ChatGPT، ستساعد المستخدمين على تحسين الاستعلامات بسهولة أكبر، وتقديم نتائج أكثر صلة ومحدثة وتسهيل التسوق. وقالت إن Bing ذا المظهر الجديد سيكون متاحاً للجمهور في غضون عدة أسابيع، ويمكن للمستخدمين أيضاً الانضمام إلى قائمة الانتظار للوصول المبكر، وفق "الغارديان".


أدركت "غوغل" أن عليها الاستجابة بعد صفقة OpenAI والنجاح الجامح لـChatGPT. وقالت يوم الاثنين إن Bard يخضع لاختبارات متخصصة، وسيتاح للجمهور على نطاق أوسع في الأسابيع المقبلة. وشرح سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، أن التكنولوجيا وراء Bard ستُدمَج قريباً في محرك البحث الخاص بها.

قال دان آيفز، المحلل في شركة الخدمات المالية الأميركية ويدبوش سيكيوريتيز لـ"الغارديان"، إن الأسبوع كان "قصة نجاح هائلة" للرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، لكن في حالة غوغل، فإن عرض منتجها الجديد في باريس ترك "أسئلة أكثر من إجابات".

وقال الخبراء إنّ من غير المرجح أن تخرج مايكروسوفت سالمة من أخطاء من نوع جيمس ويب. في الواقع، واجه مستخدمو ChatGPT معلومات غير دقيقة في أثناء استخدام روبوت المحادثة، وحذر الخبراء من أن النماذج اللغوية الكبيرة، التي هي أساس Bard وChatGPT، معرضة للأخطاء بسبب طريقة بنائها. تُغذّى هذه النماذج بمجموعات بيانات تتكون من مليارات الكلمات التي تدرب الذكاء الاصطناعي على توليد استجابات تبدو معقولة على الاستفسارات. يعملون بطريقة تشبه النص التنبؤي، فهم يبنون نموذجاً للتنبؤ بالكلمة أو الجملة المحتملة التي تأتي بعد مطالبة المستخدم.

وتهيمن غوغل على سوق البحث العالمي بحصة تبلغ 91%، وفقاً لشركة بيانات الإنترنت لايك ويب، أما حصة Bing فهي بنسبة 3% فقط. ووضع محرك البحث الصيني Baidu روبوت الدردشة الخاص به في السباق، المسمى "Ernie bot"، وفق "الغارديان".

وفقاً لمايكروسوفت، فإن كل نقطة مئوية تُكتسَب في حصة السوق، من المفترض أن تكون من غوغل، ما يمثل 2 مليار دولار إضافي في عائدات الإعلانات للشركة، في إشارة إلى الأعمال المربحة للإعلانات الموضوعة في نتائج البحث.

وهناك فجوة كبيرة بين الشركات: في أحدث نتائج ربع سنوية لها، سجلت مايكروسوفت عائدات قدرها 3.2 مليارات دولار من إعلانات البحث والأخبار، بينما حققت غوغل 42.6 مليار دولار من عائدات البحث. تتطلب روبوتات الدردشة أيضاً قدراً كبيراً من قوة المعالجة، لذلك هناك أيضاً آثار من حيث التكلفة على أي سيطرة على سوق يعمل بالذكاء الاصطناعي.

المساهمون