جدل حول أهمية مشروع نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا

30 يناير 2021
وصل المشروع إلى مراحله النهائية (Getty)
+ الخط -

تتزايد الدعوات السياسية الأوروبية لوقف العمل بخط "نورد ستريم2" لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا ومن ثم إلى أوروبا. وبالرغم من تطورالاحتجاجات في روسيا وتضييق السلطة على المعارضين واعتقالهم، تبدو ألمانيا مستمرة باستخدام المبررات الاقتصادية للتأكيد على أهمية المشروع.

واكدت دراسة للمعهد الألماني للابحاث الاقتصادية أن خط نورد ستريم2 ليس ضرورياً، والاستيراد الإضافي للوقود الأحفوري من شأنه أن يعيق أهداف اتفاقية المناخ، في حين تناقض الحكومة الاتحادية في برلين هذه التحليلات، وترى أن الخط الواقع في قاع بحر البلطيق يكتسب أهمية استراتيجية من الناحية الاقتصادية.

وقالت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية الألمانية إن خط أنابيب الغاز أكثر من مجرد مشروع اقتصادي وبات يمثل صراعا سياسيا كبيرا بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، فيما تبدو الحكومة الألمانية في وضع غير مريح.

ولفتت إلى أن المشروع يعيد إلى الأذهان انقسامات الحرب الباردة، حيث تقف روسيا ضد الولايات المتحدة، وتتوسطهما ألمانيا التي ستكون أمام مأزق مع الإدارة الأميركية الجديدة في واشنطن إذا استمر العمل بالمشروع الذي شارفت أعماله على الانتهاء. فيما ستصبح برلين في مواجهة مع موسكو إذا ما تم تجميد المشروع، وهو مطلب البرلمان الأوروبي.

وتعتبر روسيا المشروع شديد الأهمية لتجنب استمرار أوكرانيا كدولة عبور لشركات الغاز الروسية نحو أوروبا، ما ينهي المساومات غير المجدية حول رسوم العبور وأمن التوصيل. إلا أن برلين تؤكد أنه لا يمكن أن تكون من المصلحة الأوروبية زعزعة استقرار أوكرانيا من خلال خسارتها رسوم النفط المقدرة بملايين اليوروهات،

وتشدد على أن هناك اتفاقا مع موسكو يقضي باستمرار استخدام الخط الأوكراني بعد الانتهاء من نورد ستريم2، كل ذلك وسط تشكيك أوكراني بأن تفي روسيا بالوعد. وأصبح خط الأنابيب الضخم والبالغ طوله 1200 كلم جاهزا بنسبة 94 في المائة، وسيضخ عند الانتهاء من تنفيذه 55 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، ولا سيما أن الأخيرة تحاول التخلص تدريجياً من الاعتماد على الطاقة التي يتم توليدها من الفحم والطاقة النووية خلال فترة وجيزة.

المساهمون