تونس: سجن سهام بن سدرين في قضية تعويضات البنك الفرنسي التونسي

02 اغسطس 2024
الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدر القضاء التونسي بطاقة إيداع في السجن بحق سهام بن سدرين، الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة، بتهمة تزوير التقرير الختامي للهيئة في قضية تعويضات الدولة التونسية بالبنك الفرنسي التونسي.

- قضية البنك الفرنسي التونسي تعد من أكبر قضايا الفساد في تاريخ تونس، حيث تتعلق بمحاولات الاستيلاء على أموال المؤسسة العربية للاستثمار وفساد في قروض تجاوزت 300 مليون دولار.

- منظمة "أنا يقظ" قدمت شكوى ضد بن سدرين، متهمة إياها بعدم احترام مبدأ إحقاق الحق بين المتخاصمين في قضية البنك الفرنسي التونسي.

أصدر القضاء التونسي يوم الخميس بطاقة إيداع في السجن بحق الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين، على خلفية تحقيقات تعلقت بملف تعويضات الدولة التونسية في قضية البنك الفرنسي التونسي الذي جرى الإعلان رسميا عن إفلاسه في فبراير/شباط 2022.

وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس محمد زيتونة في تصريح لإذاعة "موزاييك" المحلية، إن إصدار بطاقة إيداع في حق الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين تم إثر تعهد قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي بقضية تحقيقية، انطلقت الأبحاث فيها بناء على شكاية من أحد أعضاء هيئة الحقيقة والكرامة موضوعها تدليس التقرير الختامي للهيئة، في ارتباط بملف تعويضات الدولة التونسية بالبنك الفرنسي التونسي.

وواجهت بن سدرين تهمة تدليس التقرير الختامي لمصلحة خصم الدولة التونسية في قضية البنك الفرنسي التونسي، ما أدى إلى تحميل الدولة التونسية غرامة مالية. وفي فبراير/شباط 2022 بدأت السلطات التونسية إجراءات الغلق النهائي للبنك الفرنسي ـ التونسي، الذي شهد إحدى أكبر قضايا الفساد في التاريخ التونسي، ما تسبب في دخول مالكي الأسهم الممثلين في الدولة التونسية والطرف الفرنسي في قضية تحكيم دولي منذ سنوات.

يتعلق بالبنك الفرنسي التونسي عدد كبير من ملفات الفساد حول محاولة بعض الأطراف الاستيلاء على أموال المؤسسة العربية للاستثمار، وفساد يتعلق بقروض تم الحصول عليها دون ضمانات فاقت الـ300 مليون دولار، بحسب تقديرات خبراء مصرفيين. وفي سبتمبر/ أيلول 2019 نفذ المجمع الاستثماري "أي بي سي انفست" حجزا على البنك التونسي في فرنسا، إثر صدور حكم نهائي ضد الدولة التونسية من قبل التحكيم الدولي في 2017 يقضي بتعويض المجمع بمليار دولار، على خلفية انتزاع تونس ملكية البنك عام 1989.

وكان المجمع الاستثماري الفرنسي قد لجأ في 2003 إلى التحكيم الدولي ضدّ الدولة التونسية. وفي المقابل، كلفت تونس مكتب محاماة أجنبي للدفاع عن مصالحها في هذا الملف، غير أن مجهوداتها لم تؤد إلى أي نتيجة بعدما كسب الطرف الفرنسي حكما لمصلحته في كافة أطوار التقاضي. وكانت منظمة "أنا يقظ" المدنية قد قّدمت شكوى بالمحكمة الابتدائية بتونس ضّد رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين وادعت أنها لن تحترم مبدأ إحقاق الحق بين المتخاصمين عند توليها تقييم وتقدير الضرر الذي من الممكن أن يكون قد لحق بخصم الدولة عبد المجيد بودن في ما يتعلق بقضية البنك الفرنسي التونسي.

كما أكدت العضوة السابقة بهيئة الحقيقة والكرامة ابتهال عبد اللطيف أن "هيئة الحقيقة والكرامة ورئيستها سهام بن سدرين اشتغلا لمصلحة خصم الدولة التونسية عبد المجيد بودن في قضية البنك الفرنسي التونسي. وقالت ابتهال عبد اللطيف في تصريحات إعلامية إن "التقرير المتعلق بالملف، والمنشور بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية، مدلس، مشيرة إلى أن التدليس يمكن أن يرهن الأجيال القادمة في تونس". وقالت إن بن سدرين "لم تعرض على أعضاء الهيئة التقرير ولم تعلمهم بالنزاع التحكيمي". 

وترأست بن سدرين منذ 2014 هيئة الحقيقة والكرامة الحكومية بعد تكليف الهيئة بمتابعة مسار العدالة الانتقالية الذي يأتي في إطار الانتقال الديمقراطي، بعد الثورة التونسية، وتتولى كشف الحقيقة عن مختلف الانتهاكات ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها وجبر الضرر ورد الاعتبار للضحايا لتحقيق المصالحة الوطنية.