أعلن تجمّع مطاحن الحبوب في لبنان، الثلاثاء، توقف العديد من المطاحن قسرياً عن العمل بسبب فقدان مادة وقود المازوت التي باتت غير متوافرة في السوقين الرئيسة والسوداء.
وأشار التجمع في بيان، وفقاً لوكالة "الأناضول"، إلى أنّ المطاحن الأخرى ستتوقف خلال أيام معدودة عن العمل تباعاً وتدريجاً، وفقاً لحجم مخزونها من المازوت.
وبسبب أزمة اقتصادية حادة مستمرة منذ أواخر 2019، يعاني لبنان من انهيار مالي، أدى إلى صعوبة في توفير النقد الأجنبي المخصص لاستيراد مشتقات الوقود وسلع رئيسة أخرى، كالأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن مراكز تعبئة الغاز في صيدا (جنوب)، شهدت زحمة مواطنين يصطفون في طوابير بعد الحديث عن أزمة مرتقبة.
الممر الوحيد
من جانبه، ألمح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب إلى أنّ صندوق النقد الدولي قد يكون "الممر الوحيد" لخروج بلاده من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعانيها منذ قرابة عامين.
وقال دياب في بيان، الثلاثاء، بمناسبة مرور عام كامل على استقالة حكومته، إنّ "صندوق النقد الدولي يبدو أنه الممر الوحيد المتاح راهناً للخروج من حال الانهيار".
وأضاف دياب: "البلد لا يزال يرزح تحت وطأة أزمة عميقة، واللبنانيون يواجهون معاناة شديدة جدا، بينما لم تفلح المساعي، خلال سنة، لتأليف حكومة تستأنف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي".
واعتبر أنّ أية حكومة قائمة "لن يكون بمقدورها معالجة الأزمة البنيوية من دون مساعدة خارجية وخطة عملية، فكيف يمكن بالتالي لحكومة تصريف أعمال أن تعالج هذه الأزمة؟".
ويجري رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، لتوقف الانهيار الاقتصادي، ولتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار كارثي هز مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020.
وتراجعت احتياطات لبنان من النقد الأجنبي من متوسط 38 مليار دولار بنهاية 2019، إلى متوسط 16 مليارا في الوقت الحالي، وسط تزايد الحاجة للسيولة بالنقد الأجنبي.
وانهار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار إلى 21 ألفاً في السوق الموازية (السوداء)، مقابل 1510 ليرات بحسب سعر الصرف الرسمي، الصادر عن البنك المركزي.
(الأناضول، العربي الجديد)