توقف صادرات الغاز الطبيعي من حقل لوثيان الإسرائيلي لمصر... وشيفرون تغير المسار

11 أكتوبر 2023
"طوفان الأقصى" تلقي بظلالها على إنتاج حقل "لوثيان" الإسرائيلي (فرانس برس)
+ الخط -

قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية الثلاثاء إن شركة شيفرون أوقفت تصدير الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط (إي.إم.جي) البحري بين إسرائيل ومصر، وإنها تقوم بتصدير الغاز حالياً في خط أنابيب بديل عبر الأردن.

ومع احتدام القتال بين إسرائيل والمقاومة في غزة، نقلت رويترز عن مصادر في صناعة الطاقة إن كمية الغاز المصدرة من حقل لوثيان العملاق الإسرائيلي إلى مصر تقلصت، مع إعطاء الأولوية للإمدادات للسوق المحلية، لكنها ما زالت قريبة من الحصة المقررة.

وأدت المخاوف المتعلقة بالسلامة إلى إغلاق حكومة الاحتلال حقل غاز بحري رئيسي لها، ما أدى إلى تخفيض شحنات الغاز الإسرائيلية إلى مصر بنسبة 20%.

وأدى إيقاف حقل تمار في البحر الأبيض المتوسط إلى خفض واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بما يقرب من 20%، إلى حوالي 650 مليون قدم مكعب يوميًا، وفقًا لمسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علنًا حول هذه القضية. وتدرس مصر حالياً تأثير ذلك على خططها لصادرات الغاز الطبيعي المسال، بعد تصدير شحنة إلى أوروبا يوم الجمعة.

وأمرت حكومة الاحتلال بإغلاق حقل غاز تمار الذي تديره شركة شيفرون، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، مع تصاعد القتال بين قواتها العسكرية والمقاومة الفلسطينية. وقال أحد المسؤولين إن حكومة الاحتلال لم تبلغ مصر بأي وقف للعمل في حقل غاز ليفياثان الأكبر.

وقفز الغاز الطبيعي القياسي في أوروبا بنحو 20% في اليومين الماضيين، بعد أن أخرت إحدى سفن الغاز الطبيعي المسال الرسو في مصنع إدكو المصري، وفقاً لبيانات تتبع السفن، في حين أبحرت أخرى إلى أوروبا قبل هجوم المقاومة الفلسطينية مباشرة.

ويساعد حقلا تمار وليفياثان، وهما أكبر حقلين للغاز تم اكتشافهما قبالة سواحل الأراضي المحتلة في العقدين الماضيين، على تلبية الاحتياجات المحلية للحكومة الإسرائيلية، مع السماح بالتصدير إلى الدول المجاورة، مثل الأردن ومصر. ولا يمكن معرفة  التوزيع الدقيق للغاز المصدر إلى محطتي إسالة الغاز الطبيعي في مصر، حيث تصدر مصر أيضًا الغاز الخاص بها، بما في ذلك من حقل ظهر العملاق.

وعلى المدى القصير، فإن إغلاق حقل تمار، على بعد حوالي 50 ميلاً (80 كيلومترًا) غرب حيفا، يهدد خطط إسرائيل لتصبح موردًا إقليميًا رئيسيًا.

وشكل حقل  تمار ما يقرب من نصف إنتاج إسرائيل في العام الماضي، وفقاً لمحلل الغاز في وكالة الطاقة الدولية جيرجيلي مولنار. وفي أغسطس/ آب، قالت حكومة الاحتلال إنها ستصدر المزيد من الغاز إلى مصر في إطار تعزيز العلاقات مع حليف اليوم عدو الأمس.

وبالنسبة لشركة شيفرون، التي حصلت على الموارد من خلال الاستحواذ على شركة نوبل إنيرجي في عام 2020، كان القرب من أوروبا ميزة رئيسية. وقد تأكد ذلك عند غزو موسكو لأوكرانيا العام الماضي، والذي أدى إلى التحول عن تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية نحو الغاز الطبيعي المسال.

ويعمل الاحتلال على توسيع مشروع تمار، وكذلك على الحصول على المزيد من الفرص في ليفياثان، والتي يمكن أن تشمل مصنعًا عائمًا لتصدير الغاز الطبيعي المسال.

 كما تم النظر أيضًا في إنشاء خط أنابيب من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، لكنه اعتبر في النهاية غير قابل للحياة اقتصاديًا. ويشارك الاتحاد الأوروبي في خطط لجلب المزيد من الوقود إلى شواطئه من المنطقة الغنية بالغاز، والتي تشمل أيضًا قبرص إلى جانب إسرائيل ومصر.

تلقى حقل كاريش أيضًا دفعة العام الماضي، بعد توقيع اتفاق تاريخي بوساطة أميركية لإنهاء الصراع القائم بين لبنان وإسرائيل حول المياه المتنازع عليها. ويستخدم الغاز الذي ينتجه حقل كاريش للاستخدام المحلي حصرًا. وبموجب القانون، يجب على المنتجين الإسرائيليين أولاً تلبية الطلب المحلي قبل تصدير أي نفط أو غاز.

وإذا استمر ليفياثان في العمل بالمعدلات الطبيعية، وتم زيادة الإنتاج في حقل كاريش، فمن المفترض أن يستمر الغاز الإسرائيلي في التدفق إلى مصر، وفقًا لليو كابوش، المحلل في شركة "إنيرجي أسبيكتس".

ونفى كبوش معرفة أحد بمدة الانقطاع، ولكنه أكد على أهمية الغاز بالنسبة لمصر نظرًا لتراجع الإنتاج المحلي هناك.

وقال وزير البترول المصري الأسبوع الماضي إن البلاد ستستأنف صادرات الغاز الطبيعي المسال هذا الشهر بعد توقفها خلال الصيف. وقد يؤدي التوقف في تامار إلى انخفاض الشحنات المتجهة للمشترين في أوروبا، الذين يعتمدون بشكل متزايد على بدائل لتدفقات خطوط الأنابيب الروسية، خاصة خلال موسم التدفئة في فصل الشتاء.

وكان من المتوقع أن ترسو سفينة الغاز الطبيعي المسال، دابنغ برينسيس، في مصنع إدكو المصري في 7 أكتوبر، ولكنها لا تزال تنتظر خارج المحطة، ومن المقرر أن تصل سفينة أخرى تدعى سيبيك كتالونيا، غدًا الأربعاء، وفقًا لبيانات تتبع السفن على بلومبيرغ.

وتمكنت "أس كيه ريسولت" من تحميل شحنة في المصنع في أواخر الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تصل بلجيكا في 13 أكتوبر/ تشرين الأول.

ومن المرجح أن يؤدي التخفيض المستمر في إنتاج الغاز الإسرائيلي بمقدار 10 مليار متر مكعب سنويًا إلى انخفاض الصادرات إلى مصر والأردن، وهي مستورد محتمل للغاز الطبيعي المسال، وفقًا لمحللي مجموعة "غولدمان ساكس"، بقيادة سامانثا دارت.

وقالت "غولدمان ساكس" إن "ما يحدث يمكن أن يحد من الانتعاش المعلن مؤخرًا في صادرات الغاز الطبيعي المسال المصرية، فضلاً عن احتمال زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال إلى الأردن".

وارتفعت العقود الآجلة للغاز الأوروبي بما يصل إلى 13% لأعلى مستوياتها منذ منتصف يونيو/حزيران، بعد أن ارتفعت 15% يوم الاثنين.

وأبلغت الحكومة الإسرائيلية مصر بالتعليق المؤقت لمعبر تمار يوم السبت. وتطمح مصر لأن تصبح مركزا إقليميا للغاز، لكن التدفقات من محطتي تسييل الغاز تراجعت خلال الصيف مع عدم وجود صادرات في يونيو/حزيران وأغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول.

المساهمون