سجلت أسعار الدواجن في أسواق التجزئة نحو 42 جنيها للكيلو، بارتفاع 5 جنيهات عن الأسبوع الماضي، نتيجة تراجع المعروض وخروج السوق عن سيطرة "السماسرة"، مع ارتفاع طن العلف إلى 21 ألف جنيه، بزيادة تصل نسبتها إلى أكثر من 130 في المائة، بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويتوقع الخبير في اقتصاديات وتربية الدواجن، على الدهراوي، تخطّي سعر الكيلو حاجز 50 جنيهًا (حوالي دولارين) خلال الأيام المقبلة، نتيجة تناقص المعروض، عقب خروج 50 في المائة من صغار المنتجين من دائرة الإنتاج، والذين يمثلون حوالي 70 في المائة من القوة الإنتاجية في مصر، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف إلى 21 ألف جنيه للطن، مقابل 9 آلاف جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي 2021.
وأضاف الدهراوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن سعر الدواجن ارتفع على أرض المزرعة من 33 جنيهًا إلى 38 جنيهًا خلال اليومين الماضيين، نتيجة تراجع المعروض من الأمهات، والتي وصل سعرها الأسبوع الماضي إلى نحو 21 جنيهًا للكيلو، وسجل هذا الأسبوع 28 جنيهًا، وهو ما كان يخلق نوعًا من التوازن في العرض مع دجاج التسمين.
وأشار إلى أن الحكومة تمارس ضغوطًا على "السماسرة" للحد من ارتفاع الأسعار، بغضّ النظر عن الخسائر التي يتعرض لها المربون، إذ أن المسؤول الحكومي يهمه في المقام الأول صورته أمام القيادة السياسية، دون أى تبعات أخرى.
ومن جانبه، أكد عضو الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، موسى صقر، وجود أزمة في المعروض بدأت بوادرها خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بنحو 5 جنيهات في الكيلو، وصولًا إلى 38 جنيهًا على أرض المزرعة، متوقعًا وصول الأسعار مع بداية 2023 إلى 50 جنيهًا للكيلو، لافتًا إلى أن سوق الدواجن في الوقت الحالي خرج عن سيطرة الحكومة، والتى كانت تتدخل للسيطرة على الأسعار عبر الضغط على كبار "السماسرة".
وقال صقر، إن المشكلة التى قد تعاني منها الأسواق مستقبلًا هي أن الاستيراد لن يحل الأزمة المتوقع حدوثها، نتيجة أن كيلو الدجاج المستورد سيصل سعره إلى حوالي 3.5 دولارات، وفقًا لأسعار البورصة العالمية، وبالتالي لن يكون سعرًا منافسًا.
ولفت إلى أنّ الحل العاجل للخروج من نفق الأزمة هو الإسراع في تكاتف كافة الجهات الحكومية والأهلية في إنشاء كيان تسويقي للحفاظ على هذه الصناعة الاستراتيجية، بهدف الوصول إلى سعر عادل للمربي والمستهلك، وخاصة أن المربين تخلصوا من أجداد الأمهات، وهو ما يعني أن الصناعة بحاجة إلى 18 شهرًا للعودة إلى مسارها الطبيعي.
ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة المصرية، فإن إنتاج مصر من الدواجن يصل إلى نحو 1.4 مليار طائر، ونحو 14 مليار بيضة سنويًا، في الظروف الطبيعية، في حين يبلغ عدد المنشآت الداجنة حوالي 38 ألف منشأة من مزارع ومصانع أعلاف ومجازر ومنافذ بيع أدوية بيطرية ولقاحات، يعمل فيها نحو 3 ملايين عامل، باستثمارات تقدر بـ 100 مليار جنيه.
وكشفت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن تراجع واردات مصر من فول الصويا بنحو 24.2 في المائة، مسجلة نحو 226.3 مليون دولار خلال مايو/أيار الماضي، مقابل 299.5 مليون دولار خلال العام الماضي.
وتحتاج مصر سنويًا إلى نحو 4 ملايين طن من فول الصويا خلال العام التسويقي 2022-2023، وفقًا لتوقعات مكتب الشؤون الزراعية الأميركية بالقاهرة، فيما سجلت واردات فول الصويا 4.58 ملايين طن خلال عام 2020، طبقًا لتقرير صادر عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي.
وسجلت قيمة واردات مصر خلال شهر مايو/أيار 2022، من الذرة الصفراء نحو 202 مليون دولار، مقابل 281 مليون دولار العام الماضي، بنسبة تراجع 28 في المائة.
ويبلغ استهلاك مصر من الذرة نحو 18 مليون طن، فيما يبلغ الإنتاج المحلي نحو 8.1 ملايين طن، وتحتاج إلى حوالي 10 ملايين طن لسد الفجوة سنويًا.
(الدولار في السوق الرسمي=24.6 جنيها تقريبا)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
