توجيهات حكومية بريطانية للموظفين: "عودوا إلى مكاتبكم"

19 ابريل 2022
الوزير دعا إلى تسريع عودة جميع موظفي الخدمة المدنية إلى مكاتبهم (Getty)
+ الخط -

أعطى وزير الكفاءة الحكومية، جاكوب ريس موغ، توجيهاته إلى وزراء الحكومة البريطانية كافة، بالعمل على إعادة موظفي الخدمة المدنية إلى مكاتبهم، بعد أن تبيّن أن ما يصل إلى ثلاثة أرباع الموظفين ما زالوا يعملون من بيوتهم بذريعة الجائحة.

وكتب ريس موغ توجيهاً لكل وزراء الحكومة، جاء فيه: "الآن بعد أن تعلّمنا كيفية التعايش مع الجائحة ورفعنا جميع القيود، علينا تسريع عودة جميع موظفي الخدمة المدنية إلى مكاتبهم لدعم التواصل من جهة والاقتصاد من جهة أخرى"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "دايلي ميل" البريطانية اليوم.

وأرسل ريس موغ الرسالة التي قالت "بي بي سي" إنها اطلعت عليها، إلى الوزراء، جدول بيانات بعدد الموظفين من كل إدارة حكومية ممن عملوا من مكاتبهم خلال الأسبوع الممتد من الرابع من إبريل/نيسان الجاري.

كان أداء وزارة التعليم هو الأسوأ، حيث لم يذهب إلى العمل سوى 25 بالمائة من الموظفين، بينما أنجزت النسبة الباقية عملها عن بُعد. تلتها وزارة العمل والمعاشات التقاعدية، حيث لم يعمل من المكتب سوى 27 بالمائة، برغم أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة التي تعيشها بريطانيا في الوقت الراهن.

أما وزارة الخارجية، وهي الإدارة الأساسية المكلّفة الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا، فلم تتجاوز نسبة الموظفين فيها الـ31 بالمائة.

ويرجّح مختصّون أن تكون هذه النسبة أعلى حتى من نسبة الموظفين الموجودين فعلاً في مكاتبهم لأسباب تعود إلى الطرق التي تتبعها كل إدارة في إحصاء عدد الموظفين.

من جانبها، سارعت وزارة التعليم بالردّ على تلك النسبة المتدنّية، بالقول إن الموظفين كانوا ذلك الأسبوع تحديداً في عطلة عيد الفصح، حيث أقفلت معظم المدارس والكليات أبوابها أمام الموظفين والطلاب على حدّ سواء.

وطالب ريس موغ الوزراء بتتبّع عودة الموظفين إلى العمل ونشر الأرقام كل أسبوعين على الإنترنت، في إشارة منه إلى صرامة هذا التوجيه.

وسبق لنقابات الخدمة المدنية أن انتقدت مطالب الحكومة بعودة الموظفين إلى مكاتبهم بحجة الخرق الذي ارتكبه رئيس الوزراء بوريس جونسون في إقامته حفلات وتجمّعات في مقرّ إقامته.

وتأتي مطالب العودة إلى العمل من المكاتب تزامناً مع ارتفاع أصوات في الخدمة المدنية تطالب بالعكس، بعد سنتين على اختبار العمل عن بعد، إذ قال معهد الدراسات الحكومية في تقرير له صدر في فبراير/شباط هذا العام، إن شكل العمل الجديد له فوائد كبيرة في مساعدة الحكومة على تحقيق أجندتها، وإن إجبار موظفي الخدمة المدنية على العودة إلى مكاتبهم قد يأتي بنتائج عكسية. 

ويرفق ريس موغ توجيهه هذا بتخوّف من أن العمل من المنزل تحوّل إلى ثقافة جديدة، ما يجعل الموظفين أقل إنتاجاً وإبداعاً، ويضرّ بآفاق العمل وباقتصاد مراكز المدن.

وكان لافتاً، على سبيل المثال، أن نسبة الموظّفين الموجودين في أماكن عملهم في وزارة الداخلية بلغ 42 بالمائة فقط، على الرغم من الضغوط الهائلة التي فرضها عبور المهاجرين، إضافة إلى معالجة التأشيرات الخاصة باللاجئين الأوكرانيين.

يُذكر أن عشرات الشركات البريطانية تطوّعت قبل أسبوعين للمشاركة في برنامج تجريبي يلزم الموظفين بأربعة أيام عمل أسبوعياً فقط. جاء ذلك بعد الكثير من الدراسات والأبحاث التي أظهرت أن من شأن عدد أيام أقل أن يزيد إنتاجية العمل. وستشمل هذه التجربة 30 شركة بريطانية، وستستمر ستة أشهر.

المساهمون