استمع إلى الملخص
- **تأثير التوترات على السياحة والاقتصاد:** السياحة تأثرت بشكل كبير مع إلغاء الحجوزات ومغادرة السياح، مما يهدد الاقتصاد اللبناني الذي كان يعوّل على موسم الصيف.
- **الوضع الغذائي في لبنان:** لا توجد مشكلة حالياً في توفر المواد الغذائية، لكن الترقب مستمر بسبب المخاوف من تصاعد التوترات وقطع الطرقات.
على وقع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على حزب الله في وقتٍ يصرّ فيه الاحتلال على اتهامه بإطلاق صاروخ على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، السبت، رغم نفيه مسؤوليته، سارعت شركات طيران إلى تعليق أو تأجيل رحلاتها إلى بيروت كإجراء احترازي مرتبط بالتطورات الأمنية الراهنة.
وترافقت هذه الإجراءات مع تجديد العديد من الدول والسفارات الأجنبية دعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان أو عدم السفر إليه في ظلّ تدهور الأوضاع واحتمال أن تشهد المواجهات العسكرية تصعيداً في الساعات المقبلة، الأمر الذي أثار بلبلة في الشارع اللبناني الذي يترقب الأحداث وسط خشية من شنّ الاحتلال عدواناً واسعاً على الأراضي اللبنانية.
مخاوف شركات الطيران
وظهرت أولى تداعيات الأحداث الأمنية على القطاع السياحي – الاقتصادي، الذي كان يُعدّ حتى يوم السبت الماضي "منتعشاً" رغم الحرب الدائرة على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في ظلّ توافد السياح بشكلٍ لافتٍ ولا سيما اللبنانيين المقيمين في الخارج، بخاصة الدول الخليجية والعربية، إذ تأثرت حركة الطيران بشكلٍ ملحوظٍ منذ حادث مجدل شمس، في ظلّ إجراءات شركات الطيران الاحترازية.
وشهد مطار بيروت تغييراً في مواعيد عدد من الرحلات، أمس الاثنين، وذلك نتيجة تصاعد التوتر بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله. وفي السياق، ذكرت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، أمس، أن عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلق بمخاطر التأمين في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، والذي سبّب إلغاء بعض الرحلات أو تأخرها في مطار بيروت.
من جهتها، قالت مجموعة لوفتهانزا، في بيان، أمس، إنها علّقت رحلاتها الجوية إلى مطار بيروت حتى الخامس من أغسطس/ آب المقبل، بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز ولوفتهانزا، جرى تعليقها "كإجراء احترازي". وأعلنت الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس)، في بيان، أمس، تعليق رحلاتها بين مطار باريس شارل ديغول وبيروت يومي 29 و30 يوليو/ تموز، مؤكدة أنها تراقب الوضع في لبنان لحظة بلحظة.
إلغاء حجوزات
قال مصدرٌ في وزارة السياحة اللبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدداً من الحجوزات ألغي، وهناك عددٌ كبيرٌ من السياح خصوصاً اللبنانيين المقيمين في الخارج، أقدموا على تقريب مواعيد مغادرتهم البلاد، تخوّفاً من أي ضربة إسرائيلية أو إقفال مطار بيروت الدولي، علماً أن هؤلاء كانوا ينوون البقاء لمدة أطول لقضاء موسم الصيف مع عائلاتهم، لكنّ للأسف ما حصل غير وجهتهم، ما سينعكس كثيراً على الاقتصاد والسياحة في البلاد، ولا سيما أنّ القطاع يعوّل بشكل أساسي وبالدرجة الأولى على المغتربين".
وأشار المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أنّ "القطاع تأثر بالتطورات الأمنية وسيتأثر أكثر في الساعات المقبلة في ظلّ تصاعد التهديدات، ولا نستبعد مغادرة العديد من المغتربين الذين لديهم أشغالهم وأعمالهم في الخارج، رغم أنّ الأجواء تشي بأنّ لا ضربة موسّعة أو حربا شاملة، لكن لا يمكن ضمان ذلك، فنحن نتعامل مع عدو، من هنا نأمل بأن تهدأ الأمور، لأن البلد لا يحتمل اقتصادياً وكان يعوّل كثيراً على موسم الصيف للنهوض، وقد شهد منذ بدء الموسم انتعاشاً كبيراً رغم كل الأحداث".
لا تهافت على شراء الغذاء
على الصعيد الغذائي، طمأن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني البحصلي إلى أنه "لن تكون هناك مشكلة في الوقت الحاضر متصلة بانقطاع المواد الغذائية".
وقال البحصلي لـ"العربي الجديد": "لم نلحظ بعد أي زيادة غير طبيعية لناحية الطلب على المواد الغذائية في اليومين الماضيين، أو ارتفاع في الأسعار، خصوصاً أن الحرب مستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسبق أن حصل أكثر من تصعيد عسكري خلال هذه الفترة، وبالتالي الناس تأقلموا نوعاً ما مع هذا الواقع، وهم يشترون حاجياتهم".
وأضاف: "طبعاً نحن في حالة ترقب خصوصاً خلال الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة، ولن تكون هناك مشكلة في الوقت الحاضر ولا خوف من انقطاع المواد طالما ما زلنا في وضع طبيعي من ناحية تسليم واستلام البضائع وعلى صعيد عمل المرافئ العامة".
في المقابل، لفت البحصلي إلى أنّ "البضائع موجودة ولا مشكلة من ناحية وجود الغذاء وهو العنصر الأول في الأمن الغذائي، لكن الخشية على العنصر الثاني وهو الوصول إلى الغذاء، أي إيصال البضائع، أو نزول صاحب المتجر إلى محله أو المواطن لشراء حاجياته في حال قطع الطرقات أو تعرضها للقصف، من هنا الترقب سيّد المشهد، ولا أحد يمكن أن يتوقع ماذا يمكن أن يحصل، لكن دعوتنا كانت منذ اليوم الأول وتبقى أن تؤدي الجهود الدبلوماسية إلى ابعاد لبنان عن شبح الحرب".
من جهته، قال مصدرٌ مسؤولٌ في وزارة الاقتصاد لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحركة طبيعية جداً في الأسواق والسوبرماركت ولم نلحظ أي تهافت للمواطنين لشراء المواد الغذائية".