تكثيف محاولات إحياء اتفاق الحبوب لم يثمر بعد

05 اغسطس 2023
رفضت موسكو الشهر الماضي، تمديد الاتفاق الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها (Getty)
+ الخط -

رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها أنقرة على خط إحياء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب الأوكرانية، إلا أن هذه المساعي لم تثمر حتى الساعة، رغم الدعم الذي تلقاه أوروبياً وأممياً، مع تشدد موسكو في ضرورة تنفيذ ما اتُفق عليه من تعهدات بتسهيل صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.

واندرج في هذا السياق تأكيد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد سيواصل دعم ما سمّاها "الجهود الدؤوبة" لتركيا والأمم المتحدة من أجل ضمان استئناف الاتفاق.

وشدد في تغريدة على "ضرورة توقف روسيا عن استخدام الغذاء سلاحاً"، وإقناعها بالعودة إلى اتفاقية شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود.

وفي سياق متصل، كتب بوريل في صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالاً ذكر فيه أن رفض روسيا عدم تجديد الاتفاق بعد 17 يوليو/ تموز الماضي، تسبب بارتفاع أسعار القمح والذرة بالجملة، وذلك بعدما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي الأربعاء، أهمية اتفاق الحبوب، واصفا إياه بأنه "جسر السلام"، مؤكداً أن توقف مبادرة شحن الحبوب مدة طويلة ليس في مصلحة أحد، لأن الضرر الأكبر سيلحق بالدول المحتاجة وذات الدخل المنخفض.

وبدا شرخ الثقة الموجود بين موسكو وواشنطن عاملاً بارزاً في الأزمة، حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين يوم الجمعة، إن روسيا تريد أفعالاً وليس وعوداً من الولايات المتحدة لتنفيذ الشروط التي وضعتها حتى تعود إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وفقاً لـ"رويترز".

وجاءت تصريحات بيسكوف بعدما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين الخميس، أنه "في حالة العودة إلى الاتفاق، سنواصل طبعاً القيام بكل ما هو ضروري للتأكد من أن كل طرف يمكنه تصدير غذائه ومنتجاته الغذائية بحرية وأمان بما يشمل روسيا".

ورفضت موسكو الشهر الماضي، تمديد الاتفاق الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود رغم الحرب الدائرة. وقالت إنه لم يتم بذل ما يكفي لإزالة العقبات أمام صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة. وأبدت استعدادها للعودة إلى الاتفاق بمجرد حل هذه القضايا.

وتتهم دول غربية روسيا باستخدام الغذاء سلاحا من خلال الانسحاب من اتفاق البحر الأسود وشن ضربات جوية متكررة على الموانئ الأوكرانية ومخازن الحبوب في الأسابيع الماضية. وساعد الاتفاق في خفض أسعار الغذاء العالمية.

وترى روسيا أن الاتفاق لم يجر تنفيذه بالشكل الصحيح قائلة إن الحبوب لم تصل إلى أفقر البلدان. وتقول إنه رغم أن العقوبات الغربية لم تستهدف صادراتها الغذائية مباشرة، فإن تلك القيود تؤثر على الشحن عبر الموانئ وخدمات التأمين والخدمات المصرفية.

هذا وبحث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، في اتصال هاتفي الخميس، مع نظيره التركي بوراك أكشابارن الوضع بشأن تعليق روسيا اتفاق تصدير الحبوب.

وذكرت الخارجية الروسية أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الجوانب المتعلقة بعدم تنفيذ مذكرة روسيا والأمم المتحدة بشأن تطبيع توريد إمدادات المنتجات الزراعية الروسية إلى الأسواق العالمية.

المساهمون