تفاهمات عراقية إيرانية للتوصل إلى حلول للمشاكل المائية في شط العرب

24 يوليو 2021
يبلغ طول شط العرب نحو 200 كيلومتر ويُعتبر شرياناً اقتصادياً مهماً للعراق (Getty)
+ الخط -

أكدت وزارة الموارد المائية العراقية حصول ما وصفتها بـ"تفاهمات" مع إيران، بهدف إنشاء سد مشترك في منطقة شط العرب الواقعة بمحافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، ضمن إطار تفاهمات بين بغداد وطهران لحسم مشاكل الحدود المائية بين البلدين.

وقال المتحدث باسم الوزارة، عون ذياب، إن فريقاً فنياً عراقياً سيزور إيران قريباً من أجل بحث موضوع إنشاء سد مشترك على شط العرب، مشيراً، في حديث لوكالة الأنباء العراقية "واع"، إلى وجود وعود إيرانية لإتمام هذه الزيارة في وقت قريب. 

ولفت إلى وجود حاجة للتوصل إلى تفاهمات فنية بشأن كثير من النقاط المعلقة، التي يجب دراستها بشكل فني تفصيلي، من أجل الوصول إلى قاعدة مقبولة لاتخاذ القرارات المناسبة. 

وبيّن المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية أن قضية شط العرب تحتاج إلى حسم كي لا تتكرر المشاكل كل عام، موضحاً أن الحل الأسلم يكمن في إنشاء سد مشترك في المنطقة. 

وتابع "في حال تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق مع إيران، يمكن أن يتضمن السد ممرات ملاحية تحافظ على شط العرب، ونوعية مياهه، على مدار العام"، مؤكداً أن قضية شط العرب تتطلب التوصل إلى حلول جذرية. 

وبين أن "المد العالي في الخليج، خلال هذا الشهر، تسبب بدفع اللسان الملحي إلى داخل شط العرب"، مشيراً إلى اتخاذ إجراءات من شأنها وقف تقدم الملحي في محافظة البصرة. 

وأكد مسؤول حكومي عراقي لـ"العربي الجديد" أن بغداد ترغب في التوصل إلى تفاهمات بشأن جميع القضايا المائية المعلقة بين العراق وإيران، موضحاً أن بلاده تريد حسم الخلاف بشأن الحدود المائية في شط العرب، كما ترغب في قيام إيران بإطلاق حصص العراق المائية في مناطق أخرى في البلاد، والتي أثرت خلال الأشهر الأخيرة على الزراعة وسبل المعيشة في عدد من المحافظات، وخصوصاً في ديالى الحدودية مع إيران التي تضررت الزراعة فيها بنسبة كبيرة. 

وبين أن الوفود التي ستزور إيران ستركز على حسم النزاع بشأن شط العرب وفقاً للاعتراف والمواثيق الدولية، ومبادئ حسن الجوار، مشيراً إلى وجود إصرار على الانتهاء من هذه القضية في وقت قريب. 

وفي فبراير/ شباط الماضي، عاد ملف التجاوزات الإيرانية على الحدود المائية العراقية في شط العرب إلى الظهور مرة أخرى، بعد مقال نشره وزير النقل العراقي السابق كاظم فنجان الحمامي، قال فيه إن إيران أنشأت محطتها الملاحية الأولى فوق حطام رافعة عراقية غارقة في منتصف مدخل شط العرب من جهة الخليج العربي، فضلاً عن المباشرة في تثبيت ركائز وقوائم فولاذية جديدة لتقيم عليها محطة أخرى في مكان وصفه الحمامي بـ "المثير للقلق". 

ويبلغ طول شط العرب نحو 200 كيلومتر، ويصل عرضه إلى كيلومترين، ويُعدّ شرياناً مهماً للعراق من الناحية الاقتصادية، ويُعتبر القناة الملاحية للسفن المتوجهة إلى موانئ البصرة من الخليج العربي، وهو مصدر رئيس لري بساتين النخيل في المناطق الجنوبية، ويرتبط مع إيران، ويفصل الحدود المائية بين البلدين ما يُعرف بـ "خط التالوك"، وهو خط وهمي يمثل نقطة خط القعر، بحسب اتفاقية الجزائر عام 1975 بين العراق وإيران الخاصة بالحدود المائية.

لكن ترك العراق عمليات صيانة الجانب الخاص به من المياه أدى لحدوث عمليات طمر كبيرة فيه، على عكس الجانب الإيراني المواظب على الكري والتنظيف، ما تسبب بزحف مجرى شط العرب إلى داخل الأراضي الإيرانية على حساب العراق خلال السنوات الماضية.

المساهمون