تفاؤل خليجي مبالغ فيه

13 أكتوبر 2015
تهاوي أسعار النفط أثر سلباً على دول الخليج (أرشيف/Getty)
+ الخط -


3 رسائل خرجت، أمس، من 3 عواصم خليجية تقول بلسان واحد إن دول الخليج تشعر بالتفاؤل تجاه أسعار النفط في الفترة المقبلة، وإنها ليست منزعجة من تهاوي أسعار النفط التي فقدت 60% من قيمتها منذ شهر يونيو 2014، وإن تهاوي الأسعار لن يؤثر على المشروعات العملاقة الجاري تأسيسها، خاصة في قطاع الطاقة.

الرسالة الأولى خرجت من الرياض، والتي تعاني موازنتها من أكبر عجز في تاريخها، بقيمة تقدر بنحو 140 مليار دولار للعام الجاري، حيث ذكرت مصادر سعودية أن شركة أرامكو العملاقة تدرس بناء مجمع تكرير وبتروكيماويات بتكلفة 20 مليار دولار في مدينة ينبع على ساحل البحر الأحمر، وهو ما يعني أن عجز الموازنة الضخم، وتهاوي أسعار النفط، وتكلفة حرب اليمن الباهظة، والحرب على الإرهاب، لن تثني المملكة عن التوسع في المشروعات التنموية العملاقة خاصة المتعلقة بقطاع النفط.

الرسالة الثانية خرجت من الكويت، في شكل إعلانين، الأول جاء على لسان وزير النفط الكويتي، علي العمير، الذي أكد أن هناك مشاهد على أن النمو العالمي على النفط سيتحسن مع بداية عام 2016، وهذا سيصب في صالح تحسن الأسعار، وإن خروج كميات كبيرة من النفط عالي التكلفة من السوق سيساعد في تحسن الأسعار في العام القادم.

والثاني جاء في شكل إعلان مصادر كويتية أن شركة البترول الوطنية الكويتية توقع اليوم الثلاثاء العقود الخاصة ببناء مصفاة الزور، والتي ستكون الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وبتكلفة 15.91 مليار دولار، أي ما يعادل 4.8 مليارات دينار كويتي.

أما الرسالة الثالثة، فقد خرجت من الدوحة، حيث قال وزير الطاقة القطري، محمد بن صالح السادة، إن أسعار النفط بلغت حدها الأدنى من الانخفاض، وإن هناك إشارات على انتعاش الأسعار في 2016، وإنه يرى مؤشرات على احتمال ارتفاع أسعار النفط في 2016 مع انتعاش الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب.

اقرأ أيضاً: عودة إندونيسيا إلى أوبك تربك حسابات منتجي النفط

ودعّمت التفاؤل الخليجي تصريحات ملفتة للأمين العام لمنظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك"، عبد الله البدري، قال فيها "نحن الآن متفائلون .. الأوضاع تغيرت الآن .. الطلب على النفط زاد..الإنتاج من خارج المنظمة انخفض بكميات كبيرة جداً جداً.. بل بالعكس في 2016 سيكون الإنتاج من خارج المنظمة بالسالب.. الآن إنتاج المنظمة سيزيد بحوالى مليون برميل في 2016".

في تقديري.. التفاؤل الخليجي مبالغ فيه، ومبني على أمنيات أكثر من حقائق على الأرض ولا يوجد ما يدعمها كثيراً، فالسوق العالمية تعاني من تخمة وزيادة كبيرة في المعروض من النفط، وهذه التخمة ستزيد مع انضمام إندونيسيا لمنظمة أوبك في ديسمبر القادم، حيث يعني هذا الانضمام ضخ 900 ألف برميل إضافية في الأسواق، كما أن توسّع إيران في الإنتاج سيدفع تجاه زيادة التخمة أيضاً.

كما لا توجد بوادر على تعافي الاقتصاد الصيني في ظل الأرقام الصادرة اليوم حول تراجع الصادرات، وعدم انزلاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود، إضافة إلى أن الصادرات الألمانية في أدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية في العام 2008 وهو ما يعني ضعف استهلاك ألمانيا للمواد الخام والسلع الأولية بما فيها النفط.

والأهم من ذلك ما أعلنته وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلاثاء، أن تخمة المعروض في السوق النفطية سوف تستمر في عام 2016 مع تباطؤ وتيرة نمو الطلب من أعلى مستوى في خمسة أعوام وحفاظ المنتجين الرئيسيين في أوبك على إنتاجهم قرب مستويات قياسية وتوقعات بدخول إنتاج إيراني إضافي السوق - في حالة تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران.


اقرأ أيضاً: 5 عوامل تدعم ارتفاع أسعار النفط إلى 60 دولاراً