تعويل سوري على زراعات لبنان: خفض كلفة التوريد وزيادة الكميات

10 فبراير 2022
حقل موز في جنوب لبنان (Getty)
+ الخط -

يعول السوريون على زيادة الصادرات الزراعية من لبنان بهدف خفض الأسعار في السوق المحلية. يأتي ذلك بعد خفض حكومة النظام السوري السعر الاسترشادي لصادرات لبنان الزراعية من 850 دولاراً إلى 500 دولار عن كلّ شحنة، ورفع واردات الموز من 250 طناً إلى 500 طن لكلّ مستورد، وبكمية إجمالية تصل إلى 50 ألف طن.

ورأى المهندس الزراعي السوري يحيى التنازي أنّ هناك "بداية لإعادة النظر بكامل التبادل الزراعي بين البلدين"، متوقعاً أن تزيد واردات البطاطا اللبنانية، بعد تراجع الإنتاج وزيادة سعر الكيلوغرام عن 2500 ليرة سورية. وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تخفيض السعر الاسترشادي ومضاعفة حصة المستوردين من لبنان، يمكن أن يعدّل من سعر بعض المنتجات الزراعية في السوق السورية، خاصة أن سعر الفواكه يفوق قدرة المستهلك السوري الشرائية.

بدوره، كشف الاقتصادي السوري محمود حسين لـ"العربي الجديد"، أنّ حكومة بشار الأسد أوقفت استيراد الموز من جميع الدول، عدا لبنان، لكنّ الاستيراد محصور فقط بأربعة تجار "كبار" مقربين من نظام الأسد، وستزيد أرباحهم اليوم بمضاعفة كمية الاستيراد.

وفي حين رأى حسين أنّ استهلاك الموز بات من الكماليات بالنسبة لمعظم السوريين، رجّح ألّا تكسر زيادة كمية الاستيراد السعر، مستدلاً بأنّ حكومة الأسد حين صادرت حمولة موز صومالي مهربة، في سبتمبر/ أيلول من العام الفائت، طرحتها بالسوق بـ10 آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد، وهو أعلى من السعر الذي كان سائداً حينها.

ولفت الاقتصادي السوري إلى أنّ زيادة كمية استيراد الموز اللبناني، وقد تتبعه سلع أخرى، يأتي بعد خسائر الفلاحين اللبنانيين وتراجع الصادرات باتجاه الخليج العربي. وتأتي سورية في المرتبة الثالثة على لائحة أهم أسواق الصادرات اللبنانية بعد الإمارات والسعودية، خصوصاً الصادرات الزراعية، بحصة تبلغ 14 في المائة من مجموع قيمة صادرات لبنان إلى سورية.

وبحسب مصادر رسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين لبنان وسورية، العام الماضي، نحو 101 مليون دولار أميركي لجهة استيراد لبنان، و107 ملايين دولار لجهة صادراته، ويأتي البلاستيك ومصنوعاته بمقدمة المستوردات السورية بقيمة 22.4 مليون دولار، يليه الموز بقيمة 18.7 مليون دولار.

في حين يستورد لبنان من سورية مواد التنظيف، والألبسة والأحذية بقيمة تفوق 13 مليون دولار. وتزيد نسبة الفقر في لبنان، بحسب تقريرلـ"الإسكوا"، عن 82 في المائة من مجموع السكان، بعد ارتفاع الأسعار أكثر من 8 أضعاف وتهاوي سعر صرف الليرة اللبنانية.

وارتفع سعر الموز اللبناني بالأسواق السورية بنحو ألف ليرة خلال الشهر الماضي، إذ وصل سعر الكيلوغرام في يناير/ كانون الثاني الماضي إلى 3500 ليرة (الدولار = 3650 ليرة سورية في السوق السوداء)، رغم أنّ كلفة الاستيراد لا تزيد عن 1700 ليرة، بحسب تصريح سابق لرئيس لجنة تجار ومصدري الخضروات والفواكه بدمشق رفيق محمح.

ورأى محمح أنّ سعر الموز منخفض إذا ما قيس ببقية أسعار الفواكه وحتى الخضر، عازياً السبب إلى قلة الطلب بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطنين وتوجههم نحو شراء الحمضيات السورية لانخفاض أسعارها.

المساهمون