تعرّف إلى أسباب ارتفاع أسعار البن عالمياً.. الأعلى منذ نصف قرن

07 مايو 2024
ارتفاع أسعار البن يدفع المستهلكين نحو خلطات القهوة الأرخص، لندن 5 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أسعار القهوة من نوعية روبوستا ارتفعت بنسبة 60% لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ نصف قرن بسبب سوء الأحوال الجوية في فيتنام والطلب القوي من الصين، مما يؤثر على تكاليف الجملة وأسعار المتاجر.
- الصين، بعد تضاعف استهلاك القهوة خلال العقد الماضي، أصبحت سابع أكبر مستهلك عالمي، مع استمرار نمو الطلب على الرغم من التحديات مثل فضيحة Luckin Coffee، ما يشير إلى تغير في عادات الاستهلاك.
- سوق البن أرابيكا يظهر استقرارًا مع ارتفاع الأسعار في نيويورك، ويُتوقع تراجع الأسعار مع تحسن الطقس في فيتنام، لكن الطلب الصيني المتزايد قد يحد من هذا التراجع، مما يعكس تأثير الصين الكبير على الأسعار العالمية.

ارتفعت تكلفة القهوة من نوعية روبوستا، وهي مجموعة الحبوب المستخدمة في القهوة سريعة التحضير وبعض خلطات الإسبريسو، بنسبة 60% خلال العام الماضي، لتصل أسعار البن بذلك إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من نصف قرن، حسب تقرير بوكالة بلومبيرغ اليوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن تنعكس هذه القفزة في تكاليف الجملة على رفوف المتاجر الكبرى.

ووفق بيانات "بلومبيرغ"، ارتفعت تكلفة قهوة روبوستا إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1979 بالقيمة الاسمية. وحسب تجار، يعود السبب في غلاء أسعار البن إلى مزيج من سوء الأحوال الجوية في فيتنام، أكبر منتج لنبات الروبوستا في العالم، بالإضافة إلى الطلب القوي على حبوب البن من الصين. 

وحسب المصدر ذاته، توقعت المحامص العام الماضي أن أزمة تكلفة المعيشة ستدفع المستهلكين إلى التحول نحو خلطات القهوة الأرخص. وتعمل الصين الآن على تطوير مذاق قوي لتناول القهوة، مما يشير إلى عصر جديد من استهلاك القهوة، تكون فيه أسعار البن أعلى لفترة أطول مما كانت عليه في الماضي. ولكن، وفق "بلومبيرغ"، "من غير المرجح أن يكون مستوى التوازن الجديد مرتفعاً كما كانت الأسعار أخيراً".

وتضاعف استهلاك القهوة الصينية خلال العقد الماضي، ليصل إلى خمسة ملايين كيس (وزن كل منها 60 كيلوغراما)، وبذلك أصبحت الصين في العام الماضي سابع أكبر دولة مستهلكة للقهوة في العالم. وفي لندن، ارتفعت تكلفة الروبوستا إلى أكثر من 4200 دولار للطن المتري، وهي الأعلى بالقيمة الاسمية منذ 45 عاماً.

ومع ذلك، لا تزال الأسعار أقل من أعلى مستوى لها على الإطلاق، والذي سجلته في مارس/ آذار 1977 عند 6788 دولارًا للطن. وبعد تعديلها حسب التضخم، فإن تلك الذروة تعادل أكثر من 35632 دولارًا للطن بقيمة اليوم. وتراجعت أسعار الروبوستا إلى حد ما في الأيام الأخيرة بسبب علامات تحسن الطقس في فيتنام.

أما سوق البن من نوعية أرا بيكا، وهي حبوب البن الأكثر تكلفة والأعلى جودة، فهي أقل اضطراباً. وفي نيويورك، ارتفعت الأسعار إلى 2.5 دولار للرطل، وهي من بين أعلى الأسعار خلال العقد الماضي. لكن الأسعار لا تزال أقل من الذروة التي سجلتها في الأعوام 2011 و1997 و1986 و1977 عندما دفعت المحاصيل الضعيفة في البرازيل السوق إلى ضائقة اختناق في الإمدادات. 

تأثير الصين في أسعار البن

ومن المتوقع أن يبدأ السوق في التراجع خلال الأشهر المقبلة مع تحسن الطقس في فيتنام. كما من المرجح أن تؤدي الأسعار المرتفعة إلى إضعاف نمو الطلب أيضًا. ولكن من ناحية أخرى، من المرجح أن يؤدي الطلب الصيني المتزايد إلى وضع حد أدنى لتراجع الأسعار.

وشهدت صناعة القهوة هزة لبعض الوقت في الصين. ورغم ذلك، فإن العملاق الآسيوي ظل متمسكا بالشاي حتى وقت قريب، وتعرضت الثقة بشأن آفاقه كدولة تعشق القهوة لضربة قوية بعد فضيحة المحاسبة في عام 2020 لشركة Luckin Coffee Inc، وهي أكبر سلسلة مقاهٍ ذات علامة تجارية في البلاد.

ومنذ ذلك الحين، ارتفع الطلب هناك بشكل كبير على القهوة، الأمر الذي جعل الصين متغيراً مهماً في التوازن العالمي بين العرض والطلب على البن. ومنذ بداية العام وحتى الآن، ارتفعت الواردات الصينية من البن إلى عنان السماء، الأمر الذي عزز الشعور بأن السوق تتغير.

المساهمون