تصدير حبوب أوكرانيا مستمر رغم تعليق روسيا اتفاق إسطنبول.. وأردوغان يفعّل وساطته مع بوتين

01 نوفمبر 2022
وزير الدفاع التركي تلقى بعض المطالب الأمنية من روسيا مقابل عودتها إلى الاتفاق (Getty)
+ الخط -

لا يزال شحن الحبوب من موانئ أوكرانيا مستمراً، رغم تعليق موسكو مشاركتها في اتفاق إسطنبول، فيما اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا بـ"الإضرار بالأمن الغذائي العالمي"، وأبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره فلاديمير بوتين بأنه متأكد من إمكانية إيجاد حل لاستئناف الاتفاق.

الرئاسة التركية كشفت، اليوم الثلاثاء، أن أردوغان أبلغ نظيره بوتين بأنه متأكد من إمكانية إقامة تعاون يفضي إلى إيجاد حل فيما يتعلق باتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.

وفي اتصال هاتفي، أبلغ أردوغان بوتين بأن أنقرة تبذل جهوداً مع جميع الأطراف لحل المشكلات المتعلقة بتنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة في يوليو/تموز، حسبما نقلت "رويترز".

وزير الخارجية، مولود جاووش أوغلو: تركيا ستواصل جهودها لتأمين استمرارية اتفاق شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية

وفي السياق، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أن بلاده ستواصل جهودها لتأمين استمرارية اتفاق شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وذلك في تصريحات أدلى بها للصحافيين، الثلاثاء، عقب اجتماع لنواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان.

وأعرب جاووش أوغلو عن أملهم في تجاوز المرحلة الراهنة بشأن تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق شحن الحبوب، موضحاً أن الاتصالات والمباحثات مستمرة في هذا الخصوص، لافتاً إلى تواصل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع نظيره الروسي ووزيري الدفاع والبنى التحتية الأوكرانيين.

وأضاف أنه أجرى أيضاً مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مشيراً إلى أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تلقى بعض المطالب الأمنية من روسيا، فيما أشار لافروف إلى استمرار العراقيل أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية.

ولفت الوزير التركي إلى عدم وجود مشاكل حالياً فيما يخص السفن المحملة بالحبوب، مشدداً على ضرورة تجاوز الأزمات التي قد تعترض سفن شحن الحبوب في المرحلة المقبلة.

ودعا إلى اتخاذ خطوات ملموسة فيما يخص رفع العراقيل أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية، مشدداً على حاجة العالم، وخاصة الدول النامية والأقل نمواً، للمنتجات التي تصدرها روسيا وأوكرانيا.

روسيا، علقت المشاركة في الاتفاق الذي سمح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، بعد أن عرقلتها الحرب

وقالت روسيا، يوم السبت، إنها علقت المشاركة في الاتفاق الذي سمح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، بعد أن عرقلتها الحرب. 

ومن باريس، برز موقف للرئيس ماكرون، الثلاثاء، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال فيه إن روسيا "تضر بالأمن الغذائي العالمي" بقرارها تعليق تنفيذ اتفاق يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية.

وجاء في بيان صادر عن الإليزيه "ناقش الرئيسان مسألة تعليق روسيا تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر بحري. وندد رئيس البلاد بقرار روسيا الأحادي الذي يضر مجدداً بالأمن الغذائي العالمي"، بحسب "فرانس برس".

إلى ذلك، أوردت "أسوشييتد برس" أن سفناً محملة بالغلال غادرت أوكرانيا، اليوم، رغم تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق أبرم بوساطة أممية يضمن المرور الآمن للإمدادات الغذائية الضرورية في زمن الحرب والموجهة لأجزاء من العالم تصارع الجوع.

الأمم المتحدة قالت إن 3 سفن تحمل 84490 طناً مترياً من الذرة والقمح والدقيق وزيت دوار الشمس غادرت عبر ممر بحري إنساني كان أقيم في يوليو/تموز الماضي.

الممر، الذي توسّطت تركيا والأمم المتحدة لإقامته، كان يعد إنجازاً ضخماً من شأنه ضمان حصول أفريقيا والشرق الأوسط وبقاع في آسيا على الحبوب والمواد الغذائية الأخرى من منطقة البحر الأسود خلال الحرب الروسية في أوكرانيا.

وزارة الدفاع الروسية: حركة السفن من الموانئ في جنوب أوكرانيا قد توقفت، واصفة التحرك بأنه "غير مقبول"

وتذرّعت روسيا بهجوم مزعوم شنّته أوكرانيا بطائرة مسيرة، استهدف أسطولها في البحر الأسود، لتعلن تعليق مشاركتها في اتفاق تسيير سفن الغلال، خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الاثنين، إن حركة السفن من الموانئ في جنوب أوكرانيا قد توقفت، واصفة التحرك بأنه "غير مقبول".

لكن ما مجموعه 14 سفينة أبحرت الاثنين، وبينها سفينة استأجرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لنقل القمح إلى إثيوبيا، التي تضررت بشدة من أسوأ موجة جفاف شهدتها منذ عقود.

ويقول محللون إنه بسبب التزام روسيا بشروط اتفاق الغلال الذي وقّعته مع تركيا والأمم المتحدة -والذي يتضمن التزاماً بعدم استهداف السفن المدنية التي تبحر بموجب الاتفاق- فإن أي هجوم على تلك السفن سيمثل انتهاكاً للقانون الدولي.

وأكد الرئيس الروسي للصحافيين، مساء الاثنين، أن موسكو لم "تكن تقول إننا ننهي مشاركتنا" في اتفاق الغلال، لكننا "نتحدث عن حقيقة أننا نعلقه"، فيما أثارت الخطوة احتجاجاً من أوكرانيا والولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

المساهمون