تسلق قمة إيفرست مغامرة سياحية استثنائية لا تخلو من المخاطر

31 ديسمبر 2024
متسلقون في طريقهم إلى معسكر قاعدة إيفرست، نيبال، 29 سبتمبر 2016 (هيث هولدن/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التحضير والتدريب: يتطلب تسلق إيفرست إعدادًا دقيقًا وتدريبًا مكثفًا يشمل رياضات مثل المشي والجري وركوب الدراجات والسباحة، مع التركيز على بناء قوة القلب والأوعية الدموية والتدريب في معسكرات القاعدة للتأقلم مع البيئة الجبلية.

- المهارات الفنية والمعدات: يجب تطوير مهارات فنية مثل استخدام المسامير والفؤوس الجليدية وإدارة الحبال، مع تجهيز المتسلقين بمعدات متخصصة لمواجهة الظروف القاسية.

- اختيار المسار وبلوغ القمة: يمكن الصعود من الجانب الجنوبي عبر النيبال أو من الجهة الشمالية عبر التيبت، حيث يتطلب بلوغ القمة تخطيطًا دقيقًا واختيار المسار الأنسب بناءً على الخبرة والتفضيلات الشخصية.

يعتبر تسلق جبل إيفرست وهي أعلى قمة في العالم بارتفاع 8848 مترًا (29029 قدمًا)، حلمًا مشتركًا بين العديد من المغامرين. ومع ذلك، فإن الوصول إلى القمة ليس بالأمر الهين، فهو يتطلب إعداداً دقيقاً وتدريباً وعزيمة لا تتزعزع والتوجيه الصحيح. ووفق قاعدة بيانات الهيمالايا، تسلق ما يقرب من 7000 شخص جبل إيفرست. ويعد كل من إدموند هيلاري وتينزينغ نورجاي، أوائل من وصلوا إلى قمة إيفرست. وعلى الرغم من أن جبل إيفرست يقع في منطقة شعبية إلى حد كبير، إلا أن هذا لا يعني أنه سهل للغاية. بل على العكس تمامًا.

ويتعين على متسلقي إيفرست الخضوع لأشهر من التحضير، سواء البدني أو العقلي، فضلًا عن التكيف مع المخاطر، حيث لا يعود كل متسلق لجبل إيفرست من رحلة سياحية استكشافية. وسواء كنت قد بدأت للتو أو كنت تقوم بتحسين استعداداتك لقمة إيفرست، فإن هذا الدليل سيساعدك على اتخاذ الخطوة الأولى نحو قمة إيفرست.

التدريبات الأساسية

لا يتعلق تسلق قمة إيفرست بكيفية الوصول إلى القمة فحسب، بل الأمر يمر بسلسلة طويلة من الخطوات التي لا بد من اتباعها، انطلاقاً من كيفية الاستعداد للرحلة من جهة، والتدريبات الرياضية والنفسية والعقلية، والتجهيزات اللوجستية. وتعتبر الرحلة إلى قمة إيفرست تتويجا لفترة طويلة من الاستعداد والتعلم والبعثات الصغيرة التي تبني المهارات والمرونة اللازمة لتسلق أعلى قمة في العالم.

في البداية، يتطلب من العداء أو من المتسلق ممارسة، رياضة المشي يومياً قبل موعد الرحلة بنحو ستة أشهر، وفي بيئة مشابهة لبيئة قمة إيفرست، كما يتطلب منه أيضاً التدريب على الجري لمسافات طويلة وركوب الدراجات والسباحة لبناء قوة القلب والأوعية الدموية، ويطلب عادة من العدائين والمتسابقين، السير لمدة خمس إلى ست ساعات يوميًا، مع زيادة الكثافة والمدة تدريجيًا.

ويُنصح بعدها العدائون، بممارسة رياضة المشي في أحد معسكرات قاعدة إيفرست والتي توفر هذه الرحلة مقدمة أساسية لمنطقة إيفرست، بحيث يشرف بعض المدربين على كيفية الاستعداد للانطلاق إلى رحلة العمر، وتساعد التدريبات الجسدية والرياضية في المخيمات التي تقام إما من جهة النيبال أو من جهة التيبت، للرياضي بالتأقلم والاستعداد ذهنيًا لتسلق ارتفاعات أعلى. إنها طريقة ممتازة للتعرف إلى التضاريس والارتفاع.

مهارات فنية قبل تسلق قمة إيفرست

لتسلق جبل إيفرست الشاهقة، يحتاج المرء إلى القوة البدنية بالإضافة إلى مجموعة من المهارات الفنية التي يمكن اكتسابها من خلال التدريب، قد تكون المشاركة في دورات تسلق الجبال طريقة رائعة لتعلم وتطوير هذه المهارات. وواحدة من أبرز التقنيات، تتعلق بكيفية استخدام المسامير الجليدية والفؤوس الجليدية، لأنها ضرورية للتنقل على المنحدرات الجليدية في إيفرست. ولذا يتم تدريب المتسلقين، بكيفية ممارسة تقنيات المشي والتسلق والتوقف لاستخدام المسامير الجلدية التي تساعد على التسلق.

كما يتطلب أيضاً السعي أيضًا إلى التعلم إلى كيفية إحداث بعض الشقوق الجليدية. هذه المهارة بالغة الأهمية، خاصة في شلال خومبو الجليدي، حيث يمكن إحداث الشقوق للتخفيف من حدة البرودة. أضف إلى ذلك، يتطلب من المتسلق معرفة كيفية إدارة الحبال، بما في ذلك كيفية وضع الحبال الثابتة وتثبيتها، ومن ثم استخدام الحبال المتحركة، ووضع العقد، ومن ثم التسلق، تعتبر هذه المهارات ضرورية للصعود والنزول بأمان على جبل إيفرست.

قائمة المعدات

يحتاج المتسلقون إلى عدد لا يستهان به من معدات التسلق، والملابس والأحذية. بحسب "هايلاند إكسبيديشن" (Highland Expeditions)، يتطلب امتلاك فأس الجليد، المسامير الجليدية، أحزمة الأمان، حلقات التسلق، أدوات الصعود والنزول، وخوذة التسلق. كما يتطلب أن يرتدي المتسلق نظام متخصص في ارتداء الملابس، بما في ذلك ارتداء الطبقات الأساسية، وطبقات العزل، والأغطية الخارجية. تعتبر البدلات المبطنة ضرورية للصعود إلى القمة. ويتطلب الأمر أيضًا امتلاك أحذية تسلق الجبال ثلاثية الطبقات، مبطنة من الداخل ومقاومة للبرد من الخارج، تساعد في المشي والتسلق.

وللانطلاق في الرحلة، لا بد من اعتماد جهاز تحديد المواقع العالمي (GPS)، ومقياس الارتفاع، ومصباح أمامي مزود ببطاريات إضافية، وهاتف يعمل بالأقمار الصناعية أو جهاز اتصال، وبعض الأدوية الأساسية، والإسعافات الأولية من الأدوية الأساسية في حال الإصابة بجروح، ناهيك عن هاتف مرتبط بشبكة من الإنترنت حتى يتمكن من الاتصال في حال تعرضه لأي خطر، جراء فقدان القدرة على إكمال الطريق، أو الإصابة بمرض أو إصابة معينة.

كيفية بلوغ القمة

الصعود إلى القمة يتطلب استخدام أحد الطريقين، إما من الجانب الجنوبي من النيبال أو من الجهة الشمالية، التيبت. ويقدم كلا الطريقين تحديات وفرصًا فريدة. وفي حين يقدم كل من الجانبين الجنوبي والشمالي من جبل إيفرست تحديات فريدة، فإن قرار اختيار المسار الذي يجب اتخاذه غالبًا ما يعتمد على التفضيل الشخصي والخبرة.

من جهة النيبال، يمكن للمتسلق، استخدام طريق شلال خومبو الجليدي، وهو جزء مثير ومليء بالتحديات من التسلق، ويوفر تجربة هيمالايا حقيقية، كما يضم أيضاً معسكرات أساسية لكل مرحلة من مراحل الرحلة، كما يوفر التنزه عبر منطقة خومبو تجارب ثقافية غنية مع مجتمع الشيربا، إلا أن إحدى سلبيات اتخاذ هذا الطريق، هي الحشود الشعبية من اتجاه النيبال والسياح، بالإضافة إلى الطقس البارد. وفيما طريق التيبت يُعد أقل ازدحاماً وأكثر سهولة بالنسبة إلى متسلقي الجبال ذوي الخبرة، فإن الرحلة إلى القمة تعد أقصر مقارنة مع طريق النيبال.

المساهمون