تزايد الإقبال على ملابس "البالة" في إدلب السورية

22 أكتوبر 2022
تراجع الدخل وارتفاع الأسعار زاد من الإقبال على شراء البالة (عامر السيد علي/العربي الجديد)
+ الخط -

أدى انخفاض سعر الملابس المستعملة (البالة) عن مثيلتها الجديدة، إلى تزايد الإقبال عليها في قرى ومدينة إدلب شمال غربي سورية، لأن تكون خياراً مناسباً للكثير من السكان.

وتختلف مصادر الملابس المستعملة التي تصل مناطق شمالي سورية، فمنها ما يصل من دول أوروبا، ومنها ما يكون مصدره كوريا الجنوبية، إضافة للملابس التركية المستعملة، التي تدخل الشمال السوري عن طريق تجار الجملة، وتوزع على الباعة بالتفرقة في المنطقة.

يقول تاجر البالة سامر عبد العزيز، إن "هناك إقبالاً من السكان على شراء الملابس المستعملة وذلك مع اقتراب فصل الشتاء"، مشيراً إلى أن" موسم البيع يتركز في الفترة الحالية على ملابس الأطفال والنساء".

أسواق البالة في إدلب سورية (عامر السيد علي /العربي الجديد)
تختلف مصادر الملابس المستعملة التي تأتي من دول عدة

وأضاف عبد العزيز، وهو مهجر يقيم في مدينة إدلب، ولديه محلّ يبيع فيه الملابس المستعملة، لـ"العربي الجديد": مصدر البضاعة التي لديه "هو كوريا الجنوبية وتركيا"، مشيراً إلى أنها "ملابس مستعملة، تصل عبر معبر باب الهوى، من خلال تجار الجملة".

وقال إن "أسعار الملابس المستعملة (البالة) ارتفعت بسبب ارتفاع تكاليف الشحن بالدرجة الأولى، وأيضاً محاولة تجار الجملة استغلال الطلب عليها، لكن ومع ذلك حركة الشراء جيدة من قبل الناس في الوقت الحالي".

ولفت عبد العزيز إلى أن "الأهالي يفضلون البالة، كون سعر القطعة الواحدة من الملابس الجديدة يساوي سعر 5 أو 6 قطع من الملابس الجديدة، مبيناً أن سعر (جاكيت الأطفال) في البالة في أفضل الأحوال قد يبلغ 1.5 دولار، لكن الجديد منها قد يصل سعره لنحو 6 دولارات".

أسواق البالة في إدلب سورية (عامر السيد علي /العربي الجديد)
يشيد التجار والزبائن بجودة البالة المستوردة

وأردف عبد العزيز أن "ارتفاع أجرة الشحن وتحكّم التجار أيضاً من أسباب رفع السعر، وكذلك تهريب البضائع إلى مناطق النظام السوري أدى أيضاً إلى رفع السعر"، مشيراً إلى أن "سعر (كيس البالة المستورد) في إدلب يتراوح ما بين 75 و 100 دولار، بينما في مناطق النظام يصل إلى 200 دولار".

وأضاف أن "هناك أنواعاً من البضاعة كتلك التي تتضمن التنانير النسائية لا تجد إقبالاً عليها في إدلب فيصل سعرها إلى 40 دولاراً، بينما تصل في مناطق النظام السوري إلى 150 دولاراً".

ومن أسباب إقبال السكان في المنطقة على شراء الملابس المستعملة، تراجع الدخل وارتفاع معدل الفقر الذي وصل إلى نسبة مرتفعة جداً بلغت 87.11%، وفق تقرير صدر عن "فريق منسقو استجابة سورية" في شهر سبتمبر/ أيلول، بينما ارتفعت معدلات البطالة لتبلغ 85% وفق التقرير، في الوقت الذي حاول فيه الملايين في المنطقة بلوغ حياة أفضل.

أسواق البالة في إدلب سورية (عامر السيد علي /العربي الجديد)
يتزايد الإقبال على ملابس البالة في الشتاء

من جانبه، أوضح النازح محمد حلبي لـ"العربي الجديد" أن الفرق الكبير في السعر هو دافع كافٍ لشراء الملابس المستعملة"، مؤكداً أن "سعر 5 قطع ملابس للطفل من البالة يساوي سعر قطعة واحدة من الألبسة الجديدة، حيث يمكن شراء ملابس لأربعة أطفال بمبلغ 200 ليرة تركية (10.75 دولارات) بينما 200 ليرة تركية يمكن بها شراء (بيجاما) واحدة جديدة لطفل".

وقارن حلبي بين الأحذية المتوفرة في (البالة) والأحذية الجديدة، مؤكداً أن "الأحذية المتوفرة في البالة بجودة أعلى من الأحذية الجديدة، وأيضاً سعرها أقل بكثير"، لافتاً إلى أنه "يجد في البالة أحذية من ماركات عالمية بسعر قليل مقارنة بالأحذية الجديدة التي لا تدوم كالمستعمل".

وهناك من يتجه لشراء الملابس المستعملة من البسطات، كون سعرها أقل أيضاً من سعر الملابس المستعملة في المحلات المختصة ببيع (البالة) ومنهم أبو أحمد، الذي قال في حديثه لـ"العربي الجديد" إنه "يشتري الملابس المستعملة من البسطة نظراً لفرق السعر، كون صاحب البسطة ليس لديه تكاليف إيجار محل أو أجور عمال، لذلك يكون سعرها أقل".

المساهمون