- تصاعد التوتر بين البلدين مع انتقادات وزير الخارجية الإسرائيلي للرئيس التركي بانتهاك الاتفاقات التجارية، وتوجيهات بالبحث عن بدائل للتجارة مع تركيا.
- تأثير القرارات التركية على التجارة الثنائية، مع تراجع الصادرات التركية إلى إسرائيل بنسبة 28% وتأكيد البيانات على أهمية العلاقات التجارية بين البلدين قبل النزاع.
أعلنت وزارة التجارة التركية الخميس تعليق كل أنواع التجارة مع إسرائيل بعدما سبق لها أن فرضت في إبريل/ نيسان قيودا تجارية عليها بسبب الحرب في غزة.
وأفادت الوزارة في بيان "تمّ تعليق الصادرات والواردات المرتبطة بإسرائيل"، مشيرة الى أن "تركيا ستطبّق هذه الاجراءات الجديدة إلى أن تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق متواصل للمساعدات الإنسانية الى غزة".
ولم يعرف ما إذا كانت تركيا قد أغلقت بالفعل موانئها بوجه السفن الإسرائيلية والتجارة الخارجية لدولة الاحتلال أم لا، لكن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال اليوم الخميس إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينتهك الاتفاقات بإغلاق الموانئ أمام الواردات والصادرات الإسرائيلية.
وقال كاتس عبر منصة إكس: "هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الديكتاتور، متجاهلا مصالح الشعب التركي ورجال الأعمال الأتراك، ومتجاهلا اتفاقيات التجارة الدولية". وأكد أنه أصدر توجيهات لوزارة الخارجية بالعمل على إيجاد بدائل للتجارة مع تركيا، مع التركيز على الإنتاج المحلي وواردات من دول أخرى.
وأدى قرار تركيا السابق تقييد الصادرات إلى إسرائيل، لمعارضتها اقتراحها إسقاط المساعدات على قطاع غزة، إلى رد فعل انتقامي سريع، ما زاد من توتر العلاقات بين ما كان يمكن أن يطلق عليه "حليفين عسكريين".
وفرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه انتقادات متزايدة في الداخل بسبب الحفاظ على العلاقات التجارية مع إسرائيل وسط حربها المستمرة على الفلسطينيين، قيودا على تصدير عشرات السلع إلى دولة الاحتلال. ورد وزير الخارجية الإسرائيلي بالتهديد بمنع استيراد المنتجات التركية الأخرى.
وبلغت قيمة التجارة بين البلدين 6.8 مليارات دولار في عام 2023، منها 76% صادرات تركية، بحسب معهد الإحصاء التركي. وقيدت تركيا الشهر الماضي الصادرات إلى إسرائيل بسبب حرب الإبادة التي تشنها الدولة العبرية على قطاع غزة.
وأظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء التركي أن الصادرات التركية إلى إسرائيل تراجعت سنويا بنسبة 28% إلى 1.9 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب. وتشكل السلع المصنعة، التي تشمل مواد البناء، العنصر الأكبر من تلك الصادرات، حيث تمثل ثلث المبلغ الذي شُحن في الشهرين الأولين من العام والذي تبلغ قيمته 714 مليون دولار.
وبلغ إجمالي قيمة واردات إسرائيل من السلع في عام 2023 ما يقرب من 91 مليار دولار، منها 4.6 مليارات دولار جاءت من تركيا، ما يجعل الأخيرة خامس أكبر مورد للبلاد.
وقبل اندلاع القتال في غزة في أكتوبر/تشرين الأول، كان أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستكشفان سبل زيادة التعاون في مجالي الطاقة والتجارة، سعياً لمزيد من التعاون بين الدولتين، بعد أكثر من عقد من التوترات.
وسعت الدولتان، كل على حدة، إلى تقارب أوسع مع دول الشرق الأوسط الأخرى، بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تحول جيوسياسي في المنطقة، من خلال تعطل سلاسل الإمداد وأسواق السلع الأساسية.
وتأتي خطوة أنقرة الأخيرة لتؤكد التحول الكبير في العلاقات بين البلدين، والتي نجت إلى حد كبير من آثار الغارة الإسرائيلية على أسطول تركي كان متجهاً إلى غزة عام 2010.