وسط تزايد أسعار الحديد عالميا نتيجة مشكلات العرض والتسعير بعد الحرب الروسية الأوكرانية، شهد الحديد صعوداً كبيراً في الأسواق التركية المنتجة له بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام.
وتختلف أسعار الحديد من ولاية إلى أخرى في تركيا، وتأتي إسطنبول في مقدمة الولايات الأغلى سعراً لطن الحديد، إذ ارتفع سعر طن الفولاذ من 12080 ليرة (نحو 888 دولارا عند سعر صرف 13.6 ليرة للدولار الواحد حينها)، إلى 16730 ليرة ( نحو 1150 دولارا عند سعر الصرف الحالي)، أي بزيادة بلغت 38.5 في المائة.
وتعد تركيا واحدة من أهم مصدري الصلب في العالم، فهي تستخدم الخردة المستوردة في إنتاج الصلب، لتبلغ صادراتها من هذا القطاع خلال عام 2021 نحو 22.4 مليار دولار، بواقع 9.9 في المائة من إجمالي صادرات تركيا.
وبلغ حجم الصادرات التركية من معادن مثل الحديد والألمنيوم 8.6 مليارات دولار، أي أن إجمالي الأموال القادمة إلى تركيا في عام 2021 من تصدير منتجات مثل الحديد والصلب وحدها تتجاوز 30 مليار دولار. وتستورد تركيا نحو 80 في المائة من احتياجاتها من الخردة لإنتاج الحديد والصلب.
وتساهم الحرب الروسية على أوكرانيا القائمة بشكل كبير في التأثير على أسعار الحديد عالمياً، نظراً لكون روسيا وأوكرانيا من أهم منتجي خام الحديد، حيث يأتي البلدان في المراتب العشر الأولى عالميا في إنتاج الحديد. استخرجت روسيا خلال عام 2020 نحو 100 مليون طن خام حديد لتأتي في المرتبة الخامسة عالميا.
وقال رئيس اتحاد مصدري الصلب بتركيا عدنان أصلان إن هناك زيادة في أسعار الصلب منذ فترة طويلة وقد تسارعت هذه الزيادة مع بداية الحرب، مشيرا إلى أنه كانت هناك زيادة بنحو 30 في المائة قبل الحرب.
وأوضح أنّه كان سعر طن الفولاذ حينها يراوح بين 750 دولاراً و830 دولاراً، لتصل إلى 1000 دولار للطن مع بداية الحرب.
وأضاف أصلان، خلال حديثه لإحدى الصحف التركية، أنّه خلال الأيام الماضية ارتفعت أسعار الحديد والصلب عالمياً فجأة بنحو 50 في المائة لتصل إلى نحو 1500 دولار.
تساهم الحرب الروسية على أوكرانيا القائمة بشكل كبير في التأثير على أسعار الحديد عالمياً، نظراً لكون روسيا وأوكرانيا من أهم منتجي خام الحديد
وأحد أهم أسباب تصاعد أسعار صناعة الصلب هو ارتفاع أسعار الطاقة التي تعد واحدة من أهم عناصر الكلفة في إنتاج الصلب والحديد فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الخام الأخرى، ما دفع بعض المحللين للقول إنّه في حال توقف الحرب فإنّ أسعار هذا القطاع لن تنخفض في وقت قصير.
وتنعكس أسعار الحديد والصلب على السيارات والبناء والسلع البيضاء، كالثلاجات وأجهزة التكييف والآلات والأنابيب وغيرها.
وارتفعت أسعار المساكن في تركيا بنحو 13.1 في المائة خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي على مستوى شهري، وفق بيانات البنك المركزي التركي.
من جانبه، قال أسامة الشريف، وهو صاحب إحدى شركات المقاولة في تركيا، لـ"العربي الجديد"، إنّ ارتفاع أسعار الحديد ساهم في إحداث حالة من الركود في سوق العقارات نتيجة لزيادة الأسعار بشكل متفاوت ومتسارع ومستمر، ما دفع العملاء الراغبين في الشراء إلى التوقف في الوقت الراهن، وكذلك يدفع أصحاب العقارات للتوقف عن البيع هم أيضا بهدف انتظار الوصول إلى حالة من الاستقرار في الأسعار.
واشتكى رئيس اتحاد مقاولي البناء بتركيا طاهر تيلي أوغلو من ارتفاع أسعار الحديد من 6 آلاف ليرة منذ عام إلى 16 ألف ليرة الآن، مشيراً إلى أنّ 10 في المائة من الكلفة الإجمالية للبناء تتكون من الحديد.