تركيا: إزالة العراقيل ونقل الحبوب الأوكرانية خلال أيام

25 يوليو 2022
عملية نقل الحبوب من أوكرانيا إلى العالم ستتم عبر "مركز التنسيق" في إسطنبول (فرانس برس)
+ الخط -

أكدت مصادر من حزب العدالة والتنمية الحاكم، لـ"العربي الجديد"، أن قصف ميناء أوديسا الأوكراني، أول من أمس، لن يؤثر على اتفاقية تصدير الحبوب التي تم توقيعها في إسطنبول، موضحة أنه "سنرى نتائج ونقل الحبوب خلال الأيام القليلة المقبلة".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة مع قناة "تي.آر.تي" الإخبارية الحكومية اليوم الاثنين، إن أنقرة تتوقع أن تضطلع كييف وموسكو بمسؤولياتهما بموجب اتفاق وقّعته الدولتان بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية، مضيفا أن "الجانب التشغيلي" للآلية سيتم تنسيقه من مركز في إسطنبول مع ممثلين من جميع الأطراف.

ودعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف، إلى ضرورة أن تأخذ أول شحنة حبوب طريقها إلى ممر التصدير المتفق عليه عبر مركز التنسيق في إسطنبول في أقرب وقت ممكن.

وقالت الوزارة في بيان إن أكار رحب ببيان بأن كييف تأمل في بدء تنفيذ الاتفاق هذا الأسبوع، مضيفة أن تركيا ستواصل فعل ما عليها بموجب الاتفاقية. وقالت الوزارة إن أكار الذي ناقش صفقة تصدير الحبوب مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في وقت سابق، قال أيضاً إن العمل في مركز التنسيق المشترك ومقره إسطنبول مستمر بشكل مكثف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستبدأ في تصدير الحبوب، لتثبت للعالم بأسره أنها لا تعيق خروج محاصيلها من الموانئ. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس غواتيمالا أليخاندرو غياماتي في العاصمة الأوكرانية كييف، الإثنين.

وتشير المصادر إلى أن توقف تصدير الحبوب منذ فبراير/شباط الماضي، أخلّ بالمعروض العالمي ورفع أسعار الحبوب ومنتجات القمح، ما زاد من تهديد ملايين المستهلكين حول العالم بالجوع، بعد زيادة الأسعار والأزمة الغذائية.

واعتبرت أن اتفاق إسطنبول "الصفقة الشاملة" الذي تم توقيعه الجمعة الفائت، بين أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمين العام للأمم المتحدة، بعد نحو شهرين من التوسط والمباحثات، يعتبر "انتصاراً للعالم وليس لتركيا فقط" لأن رفد الأسواق بنحو 20 مليون طن من القمح، سيحل الأزمة أو سيقلل آثارها على الأقل.

ومن المنتظر أن يتم تنفيذ عملية نقل الحبوب من أوكرانيا إلى العالم عبر "مركز التنسيق المشترك" الذي سيتم إنشاؤه في وزارة الدفاع الوطني في إسطنبول، بقيادة "أميرال تركي" إلى جانب فريق مكوّن من 20 شخصاً، وذلك بعد اتضاح تفاصيل الممر الذي سيتم منه شحن الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا إلى العالم "بأمان"، حسبما أوردت وكالة "نيو تورك بوست" اليوم الاثنين.

وتشير الوكالة التركية إلى أن "الأيام المقبلة" ستشهد تنفيذاً للاتفاق وبدء نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، من خلال إدارة العملية من "مركز التنسيق المشترك" في وزارة الدفاع الوطني في منطقة ليفنت بمدينة إسطنبول.

وبدأ الفريق الدولي المشارك بإدارة مركز التنسيق المشترك، القدوم إلى تركيا، لمباشرة تنفيذ الاتفاق والإشراف على نقل المواد الغذائية، بحسب اتفاق إسطنبول الذي أشار إلى مشاركة ممثلين مدنيين وعسكريين من أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة وتركيا.

وحول اللقاءات المباشرة بين طرفي الصراع، تشير المصادر الإعلامية التركية، إلى أن "المسؤولين الروس والأوكرانيين لن يجتمعوا إلا عند الضرورة وسيواصلون عملهم في غرف منفصلة"، مؤكدة المصادر أن "الأيام المقبلة" ستشهد تحميل الشحنات من موانئ أوديسا وتشرنومورسك ويوجن، لتبدأ حركة سفن نقل القمح عبر الممر الآمن المحدد، ومسؤولية الأنشطة في المياه الإقليمية الأوكرانية، تقع على عاتق أوكرانيا.

كما سيتم تسجيل جميع السفن المدنية في مركز التنسيق المشترك وإبلاغ المركز بالمواد الموجودة على متن السفن بالتفصيل، إلى جانب مراقبة المنفذ الذي تم تحميل المنتج فيه من الناحية الفنية. ليتم التحكم في سلامة السفن عن بعد لتجنب أي سلبية. وعند الضرورة، وبموجب اتفاق إسطنبول، يمكن تنشيط المركبات الجوية غير المأهولة للتتبع.

وتزيد الآمال بانخفاض أسعار القمح وصناعات الدقيق حول العالم، بالتزامن مع تدفق القمح الروسي والأوكراني إلى الأسواق العالمية، بعد أن ارتفعت أسعار الحبوب عقب الحرب على أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/شباط الماضي وسجلت أسعار فول الصويا أعلى مستوى لها منذ 2012 بعد ارتفاع العقود لشهر مايو/أيار بنحو 4.2% ليصل سعر البوشل 17.4 دولاراً (البوشل أداة قياس أميركية للمواد الجافة وتساوي 27.2188 كيلوغراماً من القمح وفول الصويا).

كما قفزت أسعار العقود الآجلة للقمح لمايو/أيار في مجلس شيكاغو للتجارة 5.7% إلى نحو 9.34 دولارات للبوشل، وهو أعلى سعر منذ يوليو/تموز 2021، وارتفعت الذرة 5.1% إلى 7.16 دولار للبوشل، مسجلة أعلى مستوى منذ يونيو/حزيران 2021.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، إن السفن الأولى لتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البلاد على البحر الأسود قد تتحرك في غضون أيام قليلة بموجب اتفاق توصلت إليه يوم الجمعة أوكرانيا وروسيا وتركيا والمنظمة الدولية.

وأضاف فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة أن كل الأطراف في اتفاق صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود أكدت مجددا التزامها بعد هجوم روسي على ميناء أوديسا يوم السبت.

وكانت رئيسة جمعية موردي الحبوب في تركيا، غولفم أران، قد أعربت عن اعتقادها بمواصلة انخفاض أسعار القمح عالمياً بعد توقيع اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية في إسطنبول، مشيرة خلال تصريحات صحافية "نعتقد أن أسعار القمح العالمية الماضية فعلياً في اتجاه الهبوط، قد تنخفض بعض الشيء أيضا عند تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بأمان".

وأشارت أران إلى أن التوقعات تشير إلى ارتفاع محصول القمح الروسي من 76 مليون طن في 2021 إلى 88 مليون طن في 2022، كما تشير التوقعات لنحو 20 مليون طن من القمح في أوكرانيا هذا الموسم، بتراجع عن الموسم السابق البالغ 32 مليوناً، بسبب الحرب.

وكانت مدينة إسطنبول التركية قد شهدت يوم الجمعة الماضي، توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وجرى توقيع الوثيقة من قبل وزيري دفاع تركيا خلوصي أكار، وروسيا سيرغي شويغو، ووزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف.

أسعار القمح الأوروبية ترتفع بسبب القلق حيال الصادرات

هذا وارتفعت العقود الآجلة الأوروبية للقمح اليوم الاثنين، بفعل قلق بأن هجمات روسية على ميناء أوديسا الأوكراني قد تعرض للخطر الاتفاق الجديد لتأسيس قناة شحن آمنة لصادرات الحبوب الأوكرانية.

لكن الأسعار تخلت عن بعض مكاسبها في تعاملات بعد الظهر بعد أن قالت أوكرانيا إنها ما زالت تأمل بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة للسماح بصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود سيجري تنفيذه هذا الأسبوع.

وأغلقت عقود القمح القياسية تسليم ديسمبر كانون الأول في بورصة يورونكست التي مقرها باريس مرتفعة 0.6 بالمائة إلى 314.50 يورو (321.10 دولارا) للطن. وكان العقد قفز 2.6 بالمائة في بداية جلسة التداول اليوم.

المساهمون