- **تأثير التخفيضات على السوق والمقترضين**: البنوك الكبرى خفضت أسعار الفائدة بشكل ملحوظ، مما أتاح للأفراد فرصة أفضل لامتلاك منازل أو إعادة تمويل رهونهم العقارية.
- **توقعات مستقبلية وتحذيرات**: تحسن التوقعات قد يعيد الثقة إلى السوق، لكن يُنصح المقترضون بتأمين سعر الآن ومراقبة السوق للحصول على أفضل صفقة.
شهدت معدلات الرهن العقاري في المملكة المتحدة انخفاضاً ملحوظاً إلى أدنى مستوياتها منذ الأزمة العقارية التي تلت ميزانية رئيسة الحكومة السابقة ليز تراس المصغّرة، مما يشير إلى نهاية عامين من التحديات الكبيرة لأصحاب المنازل والمشترين.
حالياً، يتوفر المزيد من العروض بأسعار فائدة تقل عن 4%، مما يفتح المجال لعدد أكبر من الأفراد لتحقيق حلمهم في امتلاك منزل. يأتي هذا التغيير بعدما خفّض بنك إنكلترا سعر الفائدة الأساسي من 5.25 إلى 5%، مما ساهم في تراجع معدل التضخم وأثار حرب أسعار بين البنوك. في الوقت الراهن، يقدم سبعة من أكبر عشرة بنوك في البلاد صفقات بأسعار فائدة ثابتة أقل من 4%، مما يعكس تغيراً إيجابياً في سوق الرهن العقاري.
من بين هذه البنوك، نات ويست وبنك باركليز وهاليفاكس وإتش إس بي سي، وجمعية البناء الوطنية، التي خفضت جميعها أسعار الفائدة بشكل ملحوظ.
في هذا السياق، تؤكّد بيكي هيوم من مكتب إعلام بنك "أتش أس بي سي" في ردّها على استفسارات "العربي الجديد" حول الأسباب التي دفعت البنك لتخفيض معدلات الرهن العقاري في الوقت الراهن، أن "معدلات أسعار المقايضة شهدت انخفاضاً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، مما أتاح للبنك فرصة تمرير هذه التخفيضات إلى عملائه. وبناءً على ذلك، تمكن من تقليص بعض عروض الرهن العقاري ذات السعر الثابت".
تضيف هيوم أن سوق الرهن العقاري لا يزال يشهد تقلّبات، وأن البنك يعي تماماً أن انخفاض تكاليف الرهن العقاري يمثل مصدر ارتياح للأفراد الذين يخططون لاتخاذ خطوة جديدة في مجال الإسكان أو إعادة تمويل رهنهم العقاري الحالي. وتوضح أن البنك قد خفض معدلات الرهن العقاري خلال أغسطس/ آب في جميع الفئات.
يشمل ذلك القروض العقارية ذات السداد الثابت لمدة سنتين وثلاث وخمس سنوات، وكذلك انخفضت معدلات الشراء بهدف التأجير بنسبة تصل إلى 0.17%، مع معدل ثابت لمدة خمس سنوات بنسبة 60% من القيمة الدائمة، ليصبح الآن 4.19%.
مراجعة الرهن العقاري
في هذا الإطار، تقول كاتي ماكراكن من مكتب إعلام بنك نات ويست في تصريح لـ"العربي الجديد": "نحن نواصل مراجعة عروضنا بانتظام لضمان توافقها مع الظروف الحالية للسوق، ونعمل على تكييف مجموعة منتجاتنا وفقاً لهذه المتغيرات". وتضيف: "عادةً ما نلاحظ زيادة طفيفة في الفائدة على الأسعار المنخفضة، ولكننا نلتزم بتقديم أفضل قيمة ممكنة لعملائنا".
وفي حديث إلى "العربي الجديد"، تقول ليزا باركر، مساعدة التسويق لدى "لندن وكونتري" (L&C)، إحدى الشركات العاملة في مجال وساطة الرهن العقاري في بريطانيا: "لا شك أن أصحاب المنازل والمشترين شعروا بالألم الناتج عن ارتفاع أسعار الفائدة على الرهن العقاري بعد الميزانية المصغّرة قبل عامين. كما أن التباطؤ في سوق الإسكان قد يحمل النتيجة نفسها، حيث يقوم المشترون بتأجيل مشترياتهم المحتملة على أمل أن تبدأ الأسعار بالانخفاض".
وتوضح باركر، أنه على مدار الأسابيع القليلة الماضية بدأت تخفيضات الفائدة تؤتي ثمارها، حيث قام جميع المقرضين الرئيسيين بتخفيض أسعار الفائدة، وقام البعض بذلك عدة مرات. وتشير إلى أننا نشهد الآن العديد من المقرضين الذين يقدمون أسعار فائدة ثابتة لمدة خمس سنوات أقل من 4% للمرة الأولى منذ بداية هذا العام، مع تقديم أقل الأسعار بشكل عام لأولئك الراغبين في شراء منزل.
وتعتقد باركر أن تحسّن التوقعات قد يعيد بعض الثقة إلى السوق، ومع توقّعات بمزيد من التخفيضات من بنك إنكلترا هذا العام، قد نشهد خريفًا مزدحمًا في كل من أسواق الرهن العقاري والإسكان. وتقول باركر للمشترين إنّه على الرغم من أنّ التوقعات الحالية تشير إلى احتمال انخفاض أسعار الفائدة أكثر، لكننا شهدنا في كثير من الأحيان تغيرًا سريعًا في معنويات السوق.
لذلك تنصح المقترضين بتأمين سعر الآن ومراقبة تحركات السوق قبل إتمام الصفقة، مما يتيح لهم التحول إلى سعر أفضل إذا أصبح متاحًا.
تراجع سعر الفائدة
في أغسطس، بلغ متوسط سعر الفائدة على الرهن العقاري لمدة عامين 5.89%، بينما وصلت أسعار الفائدة على الصفقات لمدة خمس سنوات إلى 5.31%، بارتفاع طفيف عن النسبة السابقة البالغة 5.20%، وفقاً لبيانات "يوسويتش" لخدمات مقارنة الأسعار. ومن الممكن أن تنخفض معدلات الرهن العقاري إلى 3.5% بحلول نهاية العام، حيث تراهن الأسواق على تخفيضين إضافيين لأسعار الفائدة بحلول نهاية العام.
من جهة أخرى، استقر مؤشر ثقة المستهلك الأوسع عند سالب 13 في أغسطس، حيث يتوقع الخبراء أن يسهم أول خفض لسعر الفائدة منذ مارس/ آذار 2020 في التخفيف من الضغوط المالية التي تواجهها الأسر. كما أظهر المؤشر تحسنًا في توقعات التمويل الشخصي للعام المقبل، حيث ارتفع بمقدار ثلاث نقاط ليصل إلى زائد ستة.
شهدت المملكة المتحدة العام الماضي سلسلة من زيادات أسعار الفائدة الأساسية وأرقام تضخم مخيبة للآمال، مما أدى إلى وصول أسعار الفائدة الثابتة على الرهن العقاري إلى مستويات مرتفعة، حيث بلغت أسعار الفائدة الثابتة لمدة عامين 6.86% خلال الصيف، فيما وصلت أسعار الفائدة لمدة خمس سنوات إلى 6.35%.
ولكن مع تراجع معدل التضخم وثبات سعر الفائدة الأساسي من قِبل بنك إنكلترا عند 5.25% منذ أغسطس، بدأت البنوك بتخفيض أسعار الفائدة على الرهن العقاري. واستمرت هذه التخفيضات حتى عام 2024، حيث خفض أكثر من 50 من مقرضي الرهن العقاري أسعار الفائدة في شهر يناير/ كانون الثاني وحده. مع ذلك، يمكن أن يدفع حوالي 600 ألف من أصحاب المنازل آلافًا إضافية على رهنهم العقاري لأنهم لا يزالون على معدلات الفائدة المتغيرة القياسية (SVR)، ويبلغ متوسط معدل الفائدة المتغيرة حاليًا 8.16%، وفقًا لموقع موني فاكتس.
وهناك ثلاثة اجتماعات أخرى لتحديد أسعار الفائدة، متبقية هذا العام التي من الممكن أن تؤثر على مقدار انخفاض الأسعار. بيد أنّ الاقتصاديين يشيرون إلى أنه من غير المرجح أن يكون هناك خفض آخر لأسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، على الرغم من أنها قد تنخفض في وقت لاحق من العام.
يبقى المشترون، أكبر المستفيدين من تخفيضات أسعار الفائدة على الرهن العقاري، حيث سعت البنوك إلى إنعاش سوق العقارات الذي تأثر بارتفاع تكاليف الاقتراض. على صعيد آخر، شهدت جميع مناطق المملكة المتحدة ارتفاعًا في أسعار المنازل خلال الـ 12 شهرًا الماضية، حيث سجلت أيرلندا الشمالية زيادة بنسبة 6.4% في المتوسط، وارتفعت أسعار المنازل في اسكتلندا بنسبة 4.3%. أما إنكلترا وويلز، فقد شهدتا نموًا أكثر تواضعًا بنسبة 2.4 و1.8% على التوالي.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
